خبر 10 أساليب يمكنها أن تجعلنا أكثر سعادة

الساعة 08:59 م|29 مارس 2015

فلسطين اليوم

معظم الأشخاص يسعون للحصول على المزيد من السعادة، لذلك من المثير للاهتمام أن يكون هناك بعض الطرق التي تساعدنا على الحصول على السعادة، والأكثر من ذلك بأن تكون هذه الوسائل والطرق مدعّمة علمياً، وهنا إليكم عشرة من أفضل الطرق التي وجد أنها تعزز الشعور بالسعادة.

  • ممارسة المزيد من التمارين الرياضية:

على الرغم من أنه كان يعتقد دائماً بأن لممارسة الرياضة تأثير إيجابي عميق على سعادة ورفاه الأشخاص، إلّا أن هذه الاستراتيجية أصبحت الآن مثبتة علمياً بكونها فعالة للتغلب على الاكتئاب، فقد أظهرت دراسة تم إجراؤها على ثلاث مجموعات من المرضى الذين يعانون من الاكتئاب، والذين كانوا يعالجون اكتئابهم إما بالأدوية، أو بممارسة الرياضة أو بإتباع المنهجين معاً، أنه على الرغم من أن كل من المجموعات الثلاث شهدت تحسناً مماثلاً في مستويات سعادتهم، إلا أن التقييمات اللاحقة للتجارب كانت مختلفة بشكل جذري، حيث تم بعد ستة أشهر إجراء اختبار آخر على المجموعات لتقييم معدل الانتكاس لديهم، و أظهرت النتائج أن 38% من الأشخاص الذين كان علاجهم مقتصراً على تناول الدواء فقط، أصيبوا مرة أخرى بالاكتئاب، وكان الأمر مماثلاً تقريباً لدى الأشخاص الذين اتبعوا المنهجين معاً، حيث وصل معدل الانتكاس بينهم لـ 31%، ولكن المجموعة التي اتبعت منهج ممارسة التمارين الرياضة فقط، كان معدل الانتكاس بينهم لا يتجاول الـ 9 %.

بالإضافة إلى ذلك، فقد وجدت دراسة تم نشرها في مجلة (Health Psychology)، أن الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية يكون شعورهم أفضل تجاه أجسادهم، حتى وإن لم يروا أي تغيرات جسدية تذكر.

  • حاول النوم لفترات أطول، فعندها ستكون أقل حساسية تجاه المشاعر السلبية:

من المعروف أن النوم يساعد الجسم على التعافي من الأضرار التي لحقت به خلال اليوم من خلال آلية الإصلاح، كما وأنه يساعد على التركيز وجعل الشخص أكثر إنتاجية، وقد تبين مؤخراً بأن النوم مهم أيضاً لسعادتنا، حيث أن اللوزة الدماغية هي من يقوم بمعالجة الذكريات السلبية، بينما يقوم تلفيف الحصين بمعالجة الذكريات الإيجابية أو المحايدة، ولكن الحرمان من النوم يؤثر على تلفيف الحصين بطريقة أكبر بكثير مما يؤثر فيه على اللوزة الدماغية، وبذلك تكون النتيجة هي أن الأشخاص الذين يعانون من الحرمان من النوم يفشلون في تذكر الذكريات السعيدة، ولكنهم يستطيعون تذكر الذكريات الكئيبة بشكل جيد.

ولكن بالطبع، فإن طبيعة النوم ومدته تؤثر أيضاً على شعور الشخص عند الاستيقاظ، فالنوم المريح وغير المتقطع ولساعات مناسبة يمكن أن يحدث تحسناً كبيراً على اليوم بأكمله.

  • حاول الانتقال لتعيش في منزل أقرب إلى مكان عملك:

إن المدة التي يقضيها الشخص ليصل إلى عمله يمكن أن يكون لها تأثير قوي على سعادته، حيث أنه يمر بهذه التجربة مرتين في اليوم، ولمدة خمسة أيام في الأسبوع، لذلك فمن غير المستبعد أن تأثير هذا الموضوع سيتراكم مع مرور الوقت مما ينعكس سلباً على سعادة الشخص مع مرور الوقت، كما أن هذا الشعور يزيد كلما كانت المسافة التي يقطعها الشخص للوصول إلى عمله أطول وأكثر اكتظاظاً بالسيارات، لذلك فعادة ما يحاول الأشخاص التعويض عن هذا الشعور بمحاولة امتلاك منزل أكبر أو وظيفة أفضل، ولكن هذه التعويضات عادةً ما تكون فاشلة، حيث بيّن خبيرين اقتصاديين سويسريين قاما بدراسة تأثير التنقل على السعادة، أن امتلاك منزل أكبر أو وظيفة أفضل لا يمكن أن تعوّض عن البؤس الذي يولّده اجتياز المسافات الطويلة.

  • حاول قضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء والعائلة:

وجدت العديد من الدراسات أن الوقت الذي نقضيه مع الأصدقاء وأفراد العائلة يمكن أن يحدث فرقا كبيراً في تحديد مدى الرضا الذي نشعر به، ويفسّر ذلك خبير السعادة (دانيال غيلبرت) من جامعة هارفرد، بأن جميع الأشياء التي تجعلنا نشعر بالسعادة، هي في الواقع مجرد سبل للحصول على المزيد من الأصدقاء والعائلة في حياتنا، حيث أنه يمكننا أن نزيد من دخلنا السنوي ليصل إلى مئات آلاف الدولارات، ومع ذلك لا نكون بذات درجة السعادة التي نكون فيها في حال قمنا بزيادة قوة علاقاتنا الاجتماعية.

كما وقد وجدت دراسة أخرى أن مستوى العلاقات بين الأشخاص ومدى مساعدتهم لبعضهم البعض كان من العوامل الهامة التي وفرت لهم حياة طويلة من السعادة، حيث بيّنت الدراسة أن امتلاك المشاركين لصديق أو لقريب يمكنهم الاعتماد عليه أثناء مرورهم بالصعوبات، كان يجعلهم أكثر صحةً، ولكن الفائدة الأكبر التي يمكن الحصول عليها من امتلاك شبكة علاقات اجتماعية واسعة، تأتي في الحقيقة من مساعدتهم للآخرين، حيث أن الذين يساعدون أصدقائهم وجيرانهم، ويقدمون المشورة والاهتمام للآخرين، يميلون لأن يعيشوا بسعادة حتى الشيخوخة.

  • قم بأخذ نزهات خارج المنزل:

يوصي الخبراء بقضاء المزيد من الأوقات في الهواء الطلق لتحسين المزاج، حيث وجدت إحدى الدراسات أن قضاء 20 دقيقة خارجاً في الطقس الجيد يعزز من المزاج الإيجابي للشخص، إضافةً إلى تفتيح الذهن وتحسين الذاكرة، كما وجدت دراسة أخرى صادرة عن جامعة ساسكس في المملكة المتحدة، أن الجري في الهواء الطلق يجعل الأشخاص أكثر سعادة، حيث بينت هذه الدراسة أن الأشخاص المشاركين فيها كانوا أكثر سعادة عند وجودهم في الهواء الطلق مما كانوا عليه في البيئات الحضرية وذلك بغض النظر عن نوع البيئات الطبيعية.

إضافةً إلى ذلك بينت دراسة أخرى قامت بها الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية وتم نشرها في عام 2011، أن درجة الحرارة لها تأثير أكبر على السعادة من غيرها من المتغيرات مثل سرعة الرياح أو الرطوبة، أو حتى من متوسط درجة الحرارة على مدار يوم واحد، حيث وجدت أن السعادة تكون في أعلى حالاتها في درجة الحرارة 13.9.

  • قم بمد يد العون للآخرين:

لإعطاء نفسك شعوراً أكبر بالسعادة، يجب عليك مساعدة الآخرين، بل في الواقع، فإن تكريس 100 ساعة للمساعدة في السنة (أو ساعتين في الأسبوع) هي المدة المثلى التي يمكن أن تساعدنا على إثراء حياتنا، حيث أنه عندما قام الباحثون بإجراء مقابلات مع أكثر من 150 شخصاً لسؤالهم عن الكيفية التي قاموا فيها بإنفاق أموالهم مؤخراً، وجدوا أن الأموال التي تنفق على أنشطة مثل الحفلات الموسيقية والعشاء الجماعي خارج المنزل، جلبت لهم متعة أكثر بكثير من المتعة التي جلبها لهم شراؤهم لمواد مثل الأحذية، وأجهزة التلفزيون، أو الساعات باهظة الثمن، ومن هنا نجد أن إنفاق المال على الآخرين، أو ما يدعا “بالإنفاق الاجتماعي الإيجابي”، يمكن أن يعزز من السعادة، كما أن العمل التطوعي يمكن أن يساعد في تعزيز هذه السعادة أيضاً.

  • تدرب أكثر على الابتسام:

يمكن للابتسامة بحد ذاتها أن تجعلنا نشعر بشكل أفضل، لكنها تكون أكثر فعالية إذا ما كانت مترافقة مع الأفكار الإيجابية، فوفقاً لدراسة جديدة قام بها علماء من جامعة ولاية ميشيغان فإن عمال خدمة العملاء الذين يزيفون ابتسامتهم على مدار اليوم تسوء أمزجتهم ويكونون أكثر انسحاباً من عملهم، مما يؤثر على الإنتاجية، لكن العمال الذين يبتسمون نتيجة لتفكيرهم بأفكار إيجابية، فتتحسن أمزجتهم ويكونون أقل انسحاباً من العمل.

يشير الباحثون أيضاً أن الابتسام يمكن أن يحسّن من انتباهنا ويساعدنا على تأدية المهام الإدراكية بطريقة أفضل، وهو أيضاً وسيلة جيدة للتخفيف من بعض الآلام التي يمكن أن يعاني منها الأشخاص في الظروف الصعبة.

  • خطّط للقيام بالرحلات:

قد يكون مجرد التخطيط لقضاء إجازة أو استراحة من العمل قادراً على تحسين سعادتنا، حيث تشير إحدى الدراسات التي تم نشرها في مجلة (Applied Research in Quality of Life)، أن أعلى ارتفاع في مستوى السعادة عند الأشخاص يكون خلال مرحلة التخطيط لقضاء الإجازة، وهذا التأثير يستمر لمدة ثمانية أسابيع، ولكن بعد انتهاء العطلة يعود الخط البياني الخاص بالسعادة بسرعة للانخفاض إلى مستوياته الأساسية لدى معظم الأشخاص.

  • مارس التأمل:

غالباً ما يوصف التأمل باعتباره عادة هامة لتحسين التركيز والقدرة على الانتباه، وكذلك المساعدة على المحافظة على الهدوء، إلّا أن التأمل يساعد أيضاً في تحسين السعادة، حيث أن المسح الدماغي الذي تم أخذه للأشخاص الذين شاركوا في دورة في التأمل لمدة ثمانية أسابيع، قبل الدورة وبعدها، بيّن أنه بعد الانتهاء من البرنامج، حدث نمو في أجزاء الدماغ المرتبطة بالرحمة والوعي الذاتي، وانكماش في الأجزاء المرتبطة بالإجهاد، كما أن التأمل يمكنه جعل الأشخاص يشعرون بسعادة أكبر على المدى الطويل، حيث تشير الدراسة إلى أنه في الدقائق التي تلي ممارسة التأمل مباشرة، نختبر مشاعر الهدوء والرضا، وكذلك زيادة الوعي والتعاطف، وإضافةً إلى ذلك فإن الدراسة تبين أيضاً أن التأمل المنتظم يؤدي إلى نمو موصلات جديدة بشكل دائم في الدماغ مما يرفع مستويات السعادة، وبذلك يمكن أن نغيّر من بنية الدماغ من خلال التأمل.

  • قم بممارسة الامتنان:

على الرغم من بساطة هذه الاستراتيجية، إلّا أنها يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً، وهناك الكثير من الطرق لممارسة الامتنان، كالاحتفاظ بمذكرات تذكر فيها الأشياء التي تمتن لها، حيث بيّنت الدراسات أن الأشخاص الذين يقومون بتعلم الأشياء التي تشعرهم بالامتنان لكل يوم، تحسنت حالتهم المزاجية من جراء هذه الممارسة البسيطة فقط.

وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أنه من الملاحظ أن التقدم في السن، ولا سيما الوصول إلى النصف الثاني من العمر، يجعل الأشخاص يميلون لأن يكونوا أكثر سعادة بشكل طبيعي، وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك بعض الجدل حول السبب الذي يؤدي لحدوث هذا الأمر، إلّا أن العلماء استطاعوا الوصول إلى بعض الأسباب، حيث أن الكبار يميلون لتذكر الوجوه أو الأحداث التي تكون ذات تأثيرات إيجابية أكثر من تلك التي يكون تأثيرها سلبي، كما أنهم في الواقع يسعون وراء الأحداث التي تشعرهم بالسعادة.