خبر اختبار كحلون -هآرتس

الساعة 10:08 ص|26 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          التعيين الاول الذي أعلن عنه رئيس الوزراء المنتخب، بنيامين نتنياهو، هو وزير المالية: موشيه كحلون. ويأتي كحلون الى المالية بعد ولاية ناجحة في وزارة الاتصالات بفضل ثورة الخلوي التي نفذها، وبعد ولاية لا بأس بها في وزارة الرفاه. اما ولايته في المالية فمن المتوقع ان تكون اصعب واقل بهاء مما في وزارة الاتصالات.

          أولا، كحلون لا ينتمي للحزب الحاكم، وعلاقاته مع نتنياهو، الذي بسببه ترك الليكود، عرفت طلعات وبالاساس نزلات. كحلون هو من اوائل من شهدوا على المصداقية المشكوك فيها لرئيس الوزراء وعلى صعوبة النشوء الى جانبه كشخصية رائدة. ومن أجل تنفيذ خطوات كبيرة حقا سيحتاج كحلون الى دعم نتنياهو، وينبغي الامل في أن يعطى له هذا. والى هذه الصعوبة ينبغي ان يضاف التسليم المرتقب لرئاسة لجنة المالية ليهدوت هتوراة كجزء من المفاوضات الائتلافية. وقد وعد هذا الحزب بان يعمل مع كحلون بانسجام. ولكن سياسيا مجربا مثله لا بد يعرف بان التحالفات السياسية هي موضوع سائل، يخضع للمصالح.

          يرث وزير المالية الجديد اقتصادا ناميا في وضع جيد، بالنسبة للدول المتطورة الاخرى، ولكنه اقتصاد لا تتسلل مزاياه لكل مواطني الدولة. فغلاء المعيشة أثقل على معظم المواطنين، احتكارات تخنق المنافسة، سوق عمل قطبي، يتراوح بين عمال محميين وعمال عديمي الحقوق، قطاع عام منتفخ وغير ناجع، وغير ذلك – كل هذا هو جزء من المشاكل التي يتعين عليه أن يتصدى لها.

          اضافة الى ذلك توجد مشكلة السكن، الملحة جدا في جدول الاعمال الاقتصادي، والتي تتوزع بين عدة وزارات. وسيكون كحلون مطالبا بان يتصدى لهيئة قوية في شكل سلطة اراضي اسرائيل التي يعد حلها حيويا. سيتعين عليه ايضا أن يواصل المهامة التي بدأها سلفه في المنصب – حل الصندوق القومي لاسرائيل، الذي اصبح جسدا غير ذي صلة، مليء بالفساد، وتأميم أراضيه. وكذا الاصلاح في مجال البنوك، الذي كان جزءا من وعود كحلون الانتخابية، يتطلب تصميما كبيرا. اختباره امام اللوبي القوي للبنوك، في سبيل فتح السوق أمام المنافسة وتحريره من الطغمة التي تسيطر عليه، سيكون صعبا جدا اكثر بكثير من الصراع ضد شركات الخلوي.

          لدى كحلون امكانية كامنة في أن يكون وزير مالية ممتاز. فهو مؤيد للاصلاحات، التي هي افضل دوما من زيادة تعسفية للعجز، ويتميز بحساسية اجتماعية وقلق على الطبقات الفقيرة. وفي ضوء القوى التي ستعمل ضده، سيتعين عليه أن يبقى مواليا لمصلحة الجمهور الغفير الذي انتخبه. من المهم أن يقدم نتنياهو له الاسناد.