خبر ما الذي قاله الشعب- هآرتس

الساعة 10:06 ص|26 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يهودا بن مئير

          (المضمون: ما قاله الشعب هو أنه أعاد نتنياهو الى رئاسة الوزراء ولكن لا ينبغي الاستخلاص من ذلك انه يوافق على المواقف السياسية لليمين بتفسيرها الاكثر تطرفا. في الواقع خسرت كتلة اليمين أربعة مقاعد - المصدر).

       حسب تشكيلة الكنيست العشرين، التي تعكس نتائج الانتخابات، سيواصل بنيامين نتنياهو تولي منصب رئيس الوزراء. لقد تنافس نتنياهو في الانتخابات على منصبه وفاز بالفعل بولاية اخرى. ومع أنه لم ينتخب مباشرة لمنصب رئيس الوزراء، الا انه حسب نظام الحكم الائتلافي وفي ضوء الطبيعة الخاصة المعقدة للساحة السياسية في اسرائيل، هذه هي النتيجة.

          ان احدى العلائم المميزة للانتخابات الديمقراطية هي أن الخاسر يقبل حكم الناخب ويسلم بخسارته. وعليه فخير فعل اسحق هرتسوغ حين هاتف نتنياهو وهنأه بالانتصار. ولكن في اعقاب الانتخابات بدأت تطل تحليلات حول معناها انطلاقا من الميل لخلق اساطير عن انتصار ساحق لليمين وتأييد الشعب لمواقفه  السياسية – تحليلات ليس هناك أي صلة بينها وبين الواقع. فالشعب بالفعل قال قولته، ولكن فضلا عن حقيقة أن نتنياهو سيشكل الحكومة التالية – ينبغي الفحص جيدا عن الامر الذي قاله الشعب.

          نفتالي بينيت، في تفسيره للهزيمة النكراء لحزبه، كتب يقول ان « المعسكر الوطني نال اغلبية غير مسبوقة ». وبالفعل، هذا خطأ، ولا يعبر عن الحقيقة لا من قريب ولا من بعيد. فكتلة اليمين، أو كما يطيب لرجاله أن يسموا أنفسهم « المعسكر الوطني » أو من يسميهم نتنياهو « شركاءه الطبيعيين » يتشكل من الليكود، حزب البيت اليهودي باقسامه، اسرائيل بيتنا وحزبين اصوليين. قوة هذه الكتلة لم تنمو في هذه الانتخابات بل قلت باربعة مقاعد. ونتنياهو انتخب لرئاسة الوزراء ليس بسبب تعزيز قوة اليمين بل رغم ضعفه. الصورة الصحيحة توجد في الاعداد. وهذه لا يمكن ليها. يمكن اخفاء الاعداد، محاولة تغييبها، أو تجاهلها، ولكن لا يمكن تزويرها أو تشويهها ولا يمكن التنكر لها. منذ انتخابات 2009 فقدت كتلة اليمين تسعة مقاعد. في 2013 كان لكتلة اليمين 61 مقعدا (مقابل 66 في 2009) واليوم يوجد لها 57 مقعدا. في 2013 كان يمكن لنتنياهو، من ناحية نظرية، ان يشكل حكومة يمينية ضيقة، حتى وان كان بفارق صوت – اما اليوم فلا يمكنه أن يشكل حكومة دون حزب وسط واحد على الاقل. في هذه الانتخابات فقدت كتلة اليمين مقعدين لليسار ومقعدين للوسط.

          الانتصار هو لليكود، الذي زاد قوته بخمسين في المئة – انجاز مثير للانطباع. ولكن كل الاضافة لليكود جاءت حصريا من داخل كتلة اليمين (4 مقاعد من البيت اليهودية، الذي عاد الى حجومه الطبيعية كحزب فئوي، 5 مقاعد من اسرائيل بيتنا، الذي انقسم الى النصف، ومقعد واحد من يهدوت هتوراة). لقد « شرب » الليكود المقاعد من الاحزاب التي تدور في فلكه، وحسن ان هكذا، إذ ان دولة اسرائيل بحاجة الى احزاب كبيرة، ولكنه لم ينقل اليه حتى ولا ربع مقعد من اليسار او من الوسط.

          ان المحاولة البائسة لوصف حزب كلنا كحزب ينتمي الى كتلة اليمين عديمة الاساس. لقد كان كحلون ثابتا ومصمما على مدى كل الطريق ، بتشديده على أنه لا ينتمي لاي كتلة بل يشكل حزب وسط واضح. وفي المواجهة التلفزيونية بين ثماني قادة الاحزاب هاجم كحلون نفتالي بينيت، وصفه بالهاذي وشدد على أنه نفسه ضد البناء في المستوطنات خارج الكتل.

          رئيس الوزراء على علم جيد بالاعداد ومعانيها الحقيقية؛ ينبغي الامل والايمان في أن يعمل بموجبها.