خبر مقتل 7 عسكريين في هجومين انتحاريين بسيارة مفخخة في بنغازي

الساعة 08:50 م|24 مارس 2015

فلسطين اليوم

قتل سبعة عسكريين ليبيين الثلاثاء في هجومين انتحاريين استهدفا نقطتي تفتيش في مدينة بنغازي شرق البلاد، بعد ساعات قليلة من اقتراح الامم المتحدة على اطراف الازمة المستفحلة الدخول في مرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات جديدة.

وتشهد ليبيا منذ سقوط النظام السابق عام 2011 فوضى امنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق، وحكومة وبرلمان سبق وان انتهت ولايته يديران العاصمة طرابلس بمساندة مجموعات مسلحة تعمل تحت اسم « فجر ليبيا ».

ويجري طرفا الصراع حوارا في المغرب لحل النزاع.

وقال المتحدث باسم القوات الخاصة والصاعقة في القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا العقيد ميلود الزوي لوكالة فرانس برس ان « سبعة جنود قتلوا بينما اصيب 12 اخرون بجروح متفاوتة الخطورة في هجومين انتحاريين على نقطتي تفتيش للجيش ».

وأضاف ان نقطة التفتيش الاولى تقع في منطقة الليثي والنقطة الثانية في منطقة المساكن القريبة منها على الطريق المؤدية للمطار جنوب وسط مدينة بنغازي على بعد حوالى الف كلم شرق طرابلس.

واكد مسؤول التحريات في القوات الخاصة فضل الحاسي حصيلة الهجومين من قتلى وجرحى، مشيرا الى ان الانتحاريين نفذا هجومهما عبر سيارتين مفخختين.

ووقع هذا الهجوم المزدوج بعد يوم من مقتل محمد العريبي، القيادي الميداني البارز لجماعة مسلحة مناهضة للحكومة المعترف بها دوليا، وموالية لسلطات طرابلس وقواتها التي تضم مجموعات اسلامية، في اشتباكات في شرق بنغازي.

وتخوض القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا منذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي، معارك يومية مع مجموعات مسلحة بينها جماعات متشددة بهدف السيطرة الكاملة على بنغازي، بعدما سقطت الاجزاء الاكبر من المدينة في ايدي هذه الجماعات في تموز/يوليو 2014.

ومن بين هذه الجماعات تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف الذي غالبا ما يعلن عمليات له ضد القوات التي يقودها الفريق اول خليفة بلقاسم حفتر في بنغازي.

وكان حفتر تعهد في مقابلة مع فرانس برس الاسبوع الماضي السيطرة خلال شهر على مدينة بنغازي.

وجاء الهجومان الانتحاريان بعدما اعلنت بعثة الامم المتحدة في ليبيا عن مجموعة مقترحات تهدف الى انهاء الفوضى في هذا البلد.

وقالت البعثة في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه وصدر بعد زيارة قام بها رئيسها برناردينو ليون الى طبرق وطرابلس ان هذه الافكار جاءت « في اعقاب اسابيع من النقاشات مع كافة الاطراف وفي ضوء الوضع العسكري المتدهور ».

وشددت البعثة على ان هذه الافكار، التي ذكرت انها ليبية، لا تهدف الى تقديم « تفاصيل ملموسة او حل نهائي للازمة (...) غير انها تشكل ركيزة يمكن للاطراف العمل بالاستناد اليها ».

وتشمل هذه المقترحات تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومجلس رئاسي مكون من شخصيات مستقلة، يعملان الى جانب « مجلس للنواب (...) يعد الهيئة التشريعية يمثل جميع الليبيين في اطار التطبيق الكامل لمبادئ الشرعية وبمشاركة الجميع ».

وتشمل ايضا تشكيل مجلس اعلى للدولة، وتفعيل الهيئة الخاصة بصياغة الدستور، على ان يتم في مرحلة لاحقة من المحادثات تشكيل مجلس للامن القومي ومجلس للبلديات.

وقالت البعثة الاممية انه « سوف يتم تمديد فترة عمل هذه الهيئات خلال المرحلة الانتقالية الجديدة التي ستتفق الأطراف على مدتها والتي ستنتهي بإجراء انتخابات جديدة بعد الموافقة على الدستور وإجراء الاستفتاء ».

وحذرت من ان ليبيا تواجه خطر « توسع انتشار المواجهات وتعمق الانقسامات وعندها سيشكل الارهاب وتناميه تهديدا خطيرا على البلاد والمنطقة »، مشددة على انه « ليس بمقدور ليبيا الانتظار اكثر من ذلك للتوصل الى تسوية ».

وذكرت البعثة ان ليون الذي عبر الاثنين عن اعتقاده بوجود « فرصة » بان يقترح البرلمانان المتنازعان « اول الاسماء » المطروحة للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية « الاسبوع الحالي »، عاد الى الصخيرات في المغرب حيث تنعقد جلسات الحوار السياسي الليبي « على أمل أن تكون الأطراف مستعدة لتسريع المباحثات ».

والتقى ليون في طرابلس فجر الثلاثاء اعضاء في المؤتمر الوطني العام، الذراع التشريعية للسلطة الحاكمة في طرابلس والذي تعتبره الحكومة المعترف دوليا برلمانا منحلا.

وقبيل زيارته الى العاصمة، قام ليون بزيارة سريعة الى مدينة طبرق، حيث التقى وزير الخارجية الليبي محمد الدايري في مطار المدينة و« بحثا الحوار وسير المحادثات »، بحسب ما افاد فرانس برس مصدر في وزارة الخارجية الليبية.

وذكر مصدر حكومي آخر ان ليون اكتفى بلقاء الدايري في مطار طبرق من دون ان يخرج منه ويتوجه للقاء اعضاء في البرلمان كما كان متوقعا، بعدما نظمت تظاهرة في محيط المطار طالبت بعثة الامم المتحدة بوقف الحوار مع « الارهاب ».

من جهته قال سمير غطاس المتحدث باسم بعثة الامم المتحدة لفرانس برس ان « الزيارة الى طبرق كانت جيدة والهدف كان ايصال رسالة الى رئيس مجلس النواب وقد تم ذلك »، مضيفا ان « مجلس النواب وجه رسالة ايجابية » حول جهود البعثة الدولية والحل المقترح.

لكن النائب طارق الجروشي في البرلمان في طبرق اكد لفرانس برس في هذا السياق ان السلطات المعترف بها دوليا ترفض اقتراح اسماء للمشاركة في اية حكومة مقبلة « اذا لم يكن مجلس النواب (في طبرق) الجهة التشريعية الوحيدة التي يحق لها منح الثقة للحكومة المقبلة ».

وتخوض القوات الموالية لطرفي الازمة في ليبيا مواجهات في مناطق عدة، تشمل منذ ايام مناطق قريبة من العاصمة من جهة الجنوب، قالت الحكومة المعترف بها دوليا انها بداية لعملية عسكرية تهدف الى « تحرير طرابلس ».

وتدور هذه المواجهات رغم تحذيرات بعثة الامم المتحدة الى ليبيا من ان الاعمال العسكرية الجارية قد تعرقل الحوار في المغرب حاليا. وقد اثارت هذه التحذيرات غضب مسؤولين في السلطات المعترف بها دوليا.