خبر الان، في نهاية الحملة- هآرتس

الساعة 11:02 ص|23 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

سيكلف الرئيس رؤوبين ريفلين قريبا بنيامين نتنياهو بمهامة تشكيل الحكومة، بتوصية الكتل التي تمثل الاغلبية في الكنيست. رغم علاقاتهما الشخصية العكرة، فليس ريفلين هو الرئيس الذي ينبغي أن يقلق نتنياهو. مع الرئيس الامريكي، براك اوباما سيكون له الحال اصعب بكثير. وذلك بذنب نتنياهو الواضح، والذي فضلا عن تدخله الفظ في السياسة الامريكية الداخلية، نثر سلسلة من الاقوال القاسية – بعضها عنصري – في اثناء حملة الانتخابات.

 

          لقد حرصت إدارة اوباما على أن تصيغ بوضوح تحفظها الحاد من اقوال نتنياهو ضد عرب اسرائيل، ومن محاولته ذر الرماد في  عيون العالم حول موقفه من مسألة الدولة الفلسطينية. لقد أعلن نتنياهو عشية الانتخابات بان في عهده كرئيس للوزراء لن تقوم دولة فلسطينية، رغم معرفته الجيدة بانه منذ حزيران 2002، في ادارة جورج دبليو بوش الجمهورية مثلما في ادارة اوباما الديمقراطية، فان اقامة دولة فلسطينية تقبع في اساس السياسة الامريكية. في نهاية الانتخابات تراجع جزئيا عن اقواله، وادعى بانها كانت مثابة تقويم للوضع فقط. بمعنى، أنه ليس هو من سيحبط اقامة الدولة الفلسطينية، بل الواقع نفسه.

 

          لقد أحل نتنياهو على اسرائيل نمط الازدواجية التي عزتها على مدى عشرات السنين للزعماء المجاورين، حين ادعت بانهم يقولون شيئا بالعربية لاغراض داخلية، وشيئا آخر بالانجليزية لاغراض خارجية. فاذا ما صدقنا رواية ما لنتنياهو، فبالضرورة لن نصدق الاخرى، ومهما يكن من أمر فان الناس لا يصدقون من يطلق روايتين. لقد سبق للرئيس الامريكي أن اوضح بانه لا يعتقد أن نتنياهو يريد ان يستطيع المشاركة في مسيرة سياسية في نهايتها تكون التسوية.

 

          ان اوباما مصمم على أن يترك أثرا وإرثا من خلال ربط الاطراف المفتوحة – من سجن غواتنمو وحتى النووي الايراني والنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. وهو « يعيد تقويم » سياسته في المنطقة، فيما أن من المتوقع للنتيجة أن تساعد الخطوة الفلسطينية في الامم المتحدة والاثقال على اسرائيل، اذا ما اصرت على المواظبة على خط نتنياهو.

 

          ان العلاقات الشخصية المحطمة بين نتنياهو واوباما لا يمكن اصلاحها. ولكن اذا ما اختارت الحكومة القادمة مسار التطرف الذي رسمه نتنياهو في الحملة، فان وضع كل مواطني اسرائيل سيسوء. فاسرائيل ستضطر الى مواجهة عقوبات اقتصادية من جانب الاتحاد الاوروبي، وستكف عن التمتع بالفيتو الامريكي التلقائي في الساحة الدولية. واذا لم تتبنى لنفسها حل الدولتين فانه سيفرض عليها من الخارج، وبثمن باهظ وأكثر ألما. ما ثبت كناجع في الدعاية في الانتخابات كفيل بان يتبين كسياسة هدامة تعرض اسرائيل للخطر.