خبر صحيفة تنشر بعضا من خفايا “الود المتسارع″ بين عمان وطهران

الساعة 07:07 م|22 مارس 2015

فلسطين اليوم

يقلل سياسي من وزن دولة سمير الرفاعي من كل المخاوف والسيناريوهات التي يتحدث عنها “المتحفظون” على “تسارع الود” الأردني الإيراني في الآونة الأخيرة، في وقت يحذّر فيه النائب بسام المناصير من التقارب مع الإيرانيين على اعتباره “خطأ استراتيجي”.

رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاعيان الرفاعي تحدث لـ”رأي اليوم” عن شعوره بتأخر الأردن في فتح باب الحوار مع الإيرانيين، خصوصا مع تواجد الدولة الفارسية القوي في المنطقة، مشيرا إلى أن دولته بحاجة لزيادة حلفائها الاستراتيجيين، مستدركا أن “الوصول متأخرين” أفضل بطبيعة الحال من الإبقاء على التحفظات المختلفة في السياق.

وجهة نظر الرفاعي، والذي أكد لـ”رأي اليوم” أنه حتى لحظة الحديث لم يكن على اطلاع على تفاصيل زيارة وزير الخارجية لطهران، تكاد تتحدث بصورة أو بأخرى عن واحدة من الآراء القوية الان في الشارع الاردني وبين نخبه عن كون البراغماتية والمصلحية يجب أن تحكم العلاقات الأردنية بالخارج دون تقييد، والتي يعبر عنها اليوم الصوت الاعلى في النخب والكتاب وغيرهم.

التخوف اليوم والذي يراه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب بسام المناصير أكثر أهمية، هو ذلك الذي قد يحسب على عمان من “تخلٍّ” عن الحلفاء من جانب (والقصد هنا يبدو على دول الخليج)، وفتح باب من “اولئك الذين يأتي منهم الريح” من جانب آخر، والذي بدا تخوفا فعليا من الرجل على عمان من المد الإيراني في المنطقة.

المناصير المناكف في نهجه السياسي للنظام السوري (الممثل للأخ غير الشقيق للايرانيين)، مثّل فعليا أمام “رأي اليوم” وجهة النظر الأخرى، والمناقضة للتي يحمله الرفاعي، رغم اتفاق الرجلين على أن ما جرى في الزيارة “الغريبة” التي قام بها وزير الخارجية ناصر جودة لم توضع بمحاورها بين ايديهما بعد.

زيارة جودة، والتي تتبعت “رأي اليوم” تفاصيلها لم تكن تؤكد في تفاصيلها أكثر من نقطتين رئيستين، أولاهما “الحرص على المصالح الخليجية” على اعتبار دول الخليج حليف أساسي للملكة الأردنية بصورة تنفي بالتأكيد الاتهامات الخليجية لعمان بالانفراط من العقد العربي، والثانية على اهمية ايجاد “حلول سياسية في المناطق الملتهبة” والسعي المشترك لذلك، أما في البعد البروتوكولي فتأتي الزيارة التي تكاد تكون الاولى منذ حوالى 8 سنوات، كـ”رمي لبياض” الأردن وفتح الباب للحوار والتفاهم على كل الملفات العالقة مع الإيرانيين.

طهران، حسب معلومات “رأي اليوم” استقبلت الوزير “فاتحة ذراعيها” فمنذ أعرب عن نيته للزيارة تم اعطاؤه موعدا قريبا لا يمكن لها ان تنفصل تفاصيله عن ترؤس الأردن لمجلس الجامعة العربية والتي حصل على هامشها الكثير من الحوارات والاستفسارات عن الزيارة وأغراضها، وفقا لما علمته “رأي اليوم” أيضا، والتي أعقبها في الايام القليلة المقبلة ترتيب زيارات متتالية لعدد من الوزراء والسفراء الخليجيين لطهران ستبدأ خلال الايام المقبلة.

الأردن اليوم ولمرة جديدة اتخذ الدور الوسيط بين جميع الأطراف، الأمر الذي يحذر مراقبون من مغبة “الاغراق بالمصالح الاقليمية” على حساب المصالح الاردنية الايرانية المشتركة، والتي يعلن المراقبون لـ”رأي اليوم” أن بإمكانها أن تكون أكثر أهمية مما يعتقده كثيرون، خصوصا وايران تشكل اليوم واحدة من “الكبار” في العالم وليس في المنطقة وحسب، وفقما يحلو للرئيس الرفاعي تسميتها.