خبر غزّيون يقصدون المراكز التجميلية لـ« ترميم » تشوّهات الحرب

الساعة 06:41 ص|22 مارس 2015

فلسطين اليوم

خمس سنوات مرت، ولا زالت الشابة الغزية « هنادي » (32 عاما) تنظر بعين من الأسى إلى حفرة « مقعّرة » تتوسط قدمها اليُمنى بشكل ملفت للنظر، نتجت عن إصابتها بشظايا أحد الصواريخ الإسرائيلية التي سقطت على منزلها، بحي التفاح، شرق مدينة غزة، عام 2011.

وحاولت « هنادي »، التي رفضت الإفصاح عن اسمها بالكامل، الحصول على منحة لـ« ترميم وتجميل » التشوهات التي أصيبت بها أثناء صراع عسكري بين « المقاومة » بقطاع غزة والجيش الإسرائيلي، في إحدى الدول الأوروبية إلا أن الإغلاق المتكرر لمعبر رفح البري، حال دون سفرها، كما قالت لوكالة « الأناضول » للأنباء.

لكن وجود أخصائي استشاري جراحة وتجميل في قطاع غزة، حاصل على « البورد » الأوروبي واليوناني والفلسطيني لجراحة التجميل (درجات دراسية)، وفّر عليها عناء « الانتظار » إلى حين السماح لها بالسفر، وحفّزها لإجراء عملية « التجميل »، حسب قولها.

ولم تتردد « هنادي » بإجراء عملية تجميلية لـ« ترميم » تشوهات قدمها في عيادة تجميلية محليّة، إذ باتت تشعر بالرضى إزاء النتائج الأولية للعملية والتي رممت جزءً من « الحفرة » بقدمها.

وأضافت: « شعرت بالإرتياح بعد أن ذهبت إلى عيادة التجميل، وخضعت لعملية تجميلية رممت جزءا من تشوهات الشظايا الإسرائيلية في قدمي، ولا زال أمامي عدت عمليات كي تعود قدمي كما كانت قبل تلك الإصابة، بشكل أتفادى فيه الإحراج الذي كنت أعاني منه أمام الناس بسبب (الحفرة) ».

كما شعر الشاب الغزيّ « أحمد » بالرضا، بعد أن خضع لعملية زراعة أنسجة دهنية في عضلات قدمه، التي أصيبت بحروق من الدرجة الثالثة، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

وقال « أحمد » (24 عاماً)، الذي رفض الإفصاح عن اسمه بالكامل: « حاولت الحصول على منحة للعلاج بالخارج، لترميم قدمي وإجراء عملية زراعة أنسجة دهنية، إلا أن إغلاق معبر رفح عطّل سفري في كثير من الأحيان ».

وتابع: « لكن بعد ذلك حصلت على منحة علاجية من مؤسسة معنية بجرحى الحرب، لإجراء العملية في مركز يديره خبير تجميل فلسطيني، قيل إنه يتقن إجراء العمليات التي يتم تحويلها إلى الخارج ». وفي ذات السياق، وفي حديث لمراسلة « الأناضول »، قال صلاح الزعانين، أخصائي استشاري جراحة وتجميل، قادم من اليونان بعد إدراته مركزاً تجميلياً في مدينة « أثينا »، لأكثر من (12 عاما): « عدت إلى أرض الوطن، بعد أن سمعت بأن قطاع غزة بحاجة إلى خبراء تجميل، لإجراء عمليات للسكان سواء ترميمية، أو علاجية، أو عمليات تجميلية لأجل التجميل ».

وتابع: « السكان في قطاع غزة، يتمتعون بحقوقهم الإنسانية كلها، هو شعب مناضل، ويحب الحياة، وعدت إلى القطاع عام 2011، كي أجمّل الحياة في أعينهم، وأجمل التشوهات التي خلّفتها ثلاثة حروب إسرائيلية على القطاع ».

وتشهد مراكز التجميل في قطاع غزة « إقبالاً » ملحوظاً، كما زادت نسبة الإقبال بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.

وذكر الزعانين أن عشرات الحالات تراجع مركزه أسبوعاً، إذ قيّم الأعداد بـ(4) رجال إلى (6) نساء، من بين كل (10) حالات. وأوضح أن الحالات التي تقصد عيادات التجميل بغزة تكون إما بهدف ترميم وإصلاح تشوهات الحروب، أو بهدف إجراء عمليات تجميلية صحية وعلاجية، أو تجميلية « بحتة ».

واستكمل: « هناك حالات تحب أن تجمّل من نفسها، وتجري عمليات نفخ، أو عمليات لتصغير الأنف، كما هناك حالات أخرى تجري عمليات لأغراض صحية كشفط الدهون ».

وبيّن أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة للعام الثامن على التوالي، أثّر على عمله، إذ أجّل من وصول بعض الأجهزة والمستلزمات الطبية إلى مركزه.

واستطرد قائلا: « حاولت قدر المستطاع أن أستقطب الأجهزة اللازمة لإجراء العمليات التجميلية، بإصدار عام 2014، وبعضها غير متوفر بدول عربية كثيرة »، لافتاً إلى أن محاولات استقطاب تلك الأجهزة نابعة عن مبدأ « غزة تحب الحياة ».

وتابع: « أساهم في تقديم الخدمات التي ممكن أن تقدم في الدول العربية والأوروبية، بشكل يساعد في تقليص عدد الحالات الذين يغادرون القطاع لإجراء علميات تجميلية، وبذلك أخفف عنهم عناء السفر من معبر رفح، وعناء الغياب عن الحاضنة الاجتماعية لمدة شهر أو أكثر، كما يتاح لهم المراجعة في أي وقت رغبوا به، على خلاف اجراء العمليات بالخارج إذ يبتعد المراجع عن طبيبه بعد العودة إلى القطاع ».

وحول تكلفة إجراء العملية التجميلية، قال الزعانين: « التكلفة بشكل عام واضحة، فإن قطاع غزة يعتبر من أرخص بلدان العالم في العمليات التجميلية، كما أن هناك مؤسسات تدعم العمليات الخاصة بجرحى الحروب ». وحصل الزعانين، خلال مسيرة عمله في جراحة التجميل في اليونان، على « البورد » الأوروربي واليوناني والفلسطيني في جراحة التجميل، حسب قوله.

وشنت إسرائيل في السابع من يوليو/ تموز الماضي حرباً على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.