خبر متلازمة المرأة المضروبة .. هآرتس

الساعة 11:58 ص|20 مارس 2015

بقلم

(المضمون: بيبي لم يتغير، وما لم يفعله في ولاياته الثلاث السابقة لن يفعله في ولايته الرابعة. وكم في استطاعة ناخبيه أن يتحملوا عناء متلازمة المرأة المضروبة؟ - المصدر).

كواحد لم يفوت أي فرصة لانتقاد بيبي، انتقاد شخصيته وأداءه كقائد، وجدت نفسي هذا الاسبوع أراهن على أنه سيفوز في الانتخابات. هنا وهناك ربحت بضعة شواقل،  لكن هذا كان تعويضا بسيطا جدا عن حقيقة أننا حظينا بنتنياهو لولاية رابعة من يعرف كم ستستمر.

يشهد الله بأنه لم يكن لدي شعور مسبق بأنه سيعود للمرة الرابعة لرئاسة الحكومة، كما لم أحلم أن يوم الغفران للمستطلعين سيحل ثانية بالجهاز السياسي، حيث ذهب مواطنو الدولة ليناموا مع احساس أن مباي برئاسة بوجي وتسيبي هو المنتصر، ويستيقظون على أن بيبي على رأس الحكومة للمرة الرابعة. يحتاج بيبي الى نصر كهذا وسيكون رئيس الحكومة ذو الولاية الاطول في اسرائيل. ليس عبثا أن بن غوريون يتقلب في قبره.

ما الذي كان يعرفه أو قدره عندما قام بتبكير موعد الانتخابات؟ إنه ببساطة اشتم أن تسونامي يُحاك ضده، وأن كل شيء ينهار. كان هناك تسرب من رجال الليكود الى كحلون والبيت اليهودي وبدرجة أقل الى لبيد. لم يقم أي شخص بفحص عمق هذا الانتقال لاعضاء الليكود، لكن أحدا لم ينتبه الى أنه عندما يكون المس بحزب وبصورته، يُنظر الى الأمر على أنه تجاوز للحدود. بالاجمال، يوجد لاعضاء الليكود ولاء: حتى لو جاعوا، فان أيديهم سترتجف عندما يمسكون بالبطاقة لاسقاط « الزعيم » في الانتخابات.

لقد تعامل بيبي مع هذه الظاهرة باسلوبين. من جهة ظهر كمن يتوسل من اجل حياته وكمن اكتشف مؤامرة مزعومة لعزله. بهذا المبرر بدأ في اعادة الليكوديين المخلصين، إن صورته كشخص يريدون طرده ساعدته في اعادة وتجنيد الليكوديين المتعصبين على شتى أنواعهم. بيبي مصدوم، هكذا حلل المحللون. وفي المقابل أثارت انفعالهم اعادة اصلاح حزب العمل.

« عندما يأتي الخط الاحمر، من تريدون أن يرفع السماعة؟ ». كرر رجال العلاقات العامة في الانتخابات السابقة الشعار المشهور المأخوذ من حملة هيلاري كلينتون للانتخابات الرئاسية. إن قامة وصوت بوجي هرتسوغ لم يخدما القيادة الجديدة لمباي القديمة. المحللون الذين عرفوا جيدا ماضي المتنافسين توقعوا مسبقا أنه عندما يحين موعد المناوبة سيحدث هناك خصام بينهما، وكان هذا هو السبب أنه في اللحظة الاخيرة أعلنت لفني عن الغاء المناوبة. كما يبدو هذا لم يساعد، فمن عاصر خصامات كهذه في الماضي في مباي فقد سريعا الثقة بالقيادة الجديدة.

لقد قرأ بيبي جيدا الخطوات. استيقظ في اللحظة الاخيرة وتوجه الى نفس الجزء من الشعب الذي هو ضد العرب وضد التنازلات ومع القدس الموحدة كعاصمة لاسرائيل ومع مواصلة الاستيطان. لقد شطب بالممحاة خطاب تعهده بدولتين للشعبين في بار ايلان، كل هذا بعد الهجوم القاسي في الكونغرس الذي أغضب الادارة، لكنه أشعل اليمين المتطرف في اسرائيل. اذا صدقنا تصريحات بيبي التي سبقت الانتخابات فسنواصل العيش في فقاعة اقليمية الى أن ينفجر كل شيء. ونحن لسنا بعيدين عن ذلك. إن بيبي يقودنا الى ارض الـ « يبدو لي »، يريد أن ينسينا أننا جزء من منطقة تفور وتغلي. وعلى فرض أنه سينفذ تصريحاته، فان اسرائيل ستصعد سريعا على مسار خطير في علاقاتنا مع الولايات المتحدة. هي لن تتخلى عنا، لكن الفيتو في الامم المتحدة لن يكون أمرا تلقائيا، التعاون الاستخباراتي حول الموضوع الايراني سيقلص، عزلتنا في اوروبا ستكون تامة.

بيبي سيكون نفس رئيس الحكومة، لكن اكثر سوء، اكثر تعنتا، ضد أي تنازلات من اجل السلام. الرجل لم يتغير، الرجل هو نفس الرجل، القدرات نفس القدرات. إن ما لم يفعله في ولاياته الثلاث السابقة لن يفعله هذه المرة. كم من الوقت سيتحمل ناخب بيبي من « متلازمة المرأة المضروبة »، ويرفض ترك موقع الجريمة؟.