خبر نتنياهو حذر من اخلاء مستوطنات- معاريف

الساعة 10:08 ص|19 مارس 2015

بقلم

(المضمون: إن الدفعة التي أنقذت بيبي بل وأدت الى انتصاره الجارف جاءت من مستوطني الضفة الذين استدعاهم قبل الانتخابات باسبوع وأقنعهم بأن بضعة مقاعد لبينيت لن تغير شيئا في حين أنه لو حصل عليها فستغير الكفة - المصدر).

في يوم الاربعاء الماضي قبل ستة ايام من الانتخابات فهم نتنياهو أنه ذاهب الى الهزيمة. في بيت رئيس الحكومة في القدس عقد لقاء سري حضره عدد من رؤساء المستوطنين والنشطاء المركزيين في الضفة وغزة واشخاص من شرقي القدس وغوش عصيون. اللقاء لم يكن رسميا وحضرت جزء منه زوجة رئيس الحكومة. نتنياهو نظر في عيون الحاضرين وقال لهم الحقيقة: أنا مقبل على هزيمة، اذا خسرت يجب عليكم البدء بحزم حقائبكم. أقترح عليكم البدء بتجهيز الصناديق. اليسار سيصعد وسيتم اخلاء المستوطنات أو تجفيفها. الاحتمال الوحيد للحفاظ على المستوطنات هو بقائي في الحكم. إن بضعة مقاعد لبينيت لن تغير شيئا.

          نتنياهو طلب منهم التجند بكل قوة مستوطنات الضفة وغزة لصالح حملته، بدءً من التصويت له وجعل الآخرين يقومون بذلك، ومن ثم توزيع المدن الليكودية الكبرى بين المستوطنات المختلفة في الضفة وغزة والانقضاض عليها في يوم الانتخابات من اجل تشجيع ناخبي اليمين لانتخابه. هذا ما كان. غوش عصيون مثلا تبنت اشكلون، مستوطنات الضفة وغزة تبنت مدن اخرى، مهم أن نذكر أن جزءً من الوسائل، سيارات وأموال المستوطنات في الضفة وغزة هي اموال دافع الضرائب. على كل حال فقد تسلل نتنياهو الى صالون نفتالي بينيت وأخذ الأثاث وانسحب.

          في محيط رئيس الحكومة يتحدثون عن صدمة عامة مفرحة من النتائج. نتنياهو نفسه مصدوم تماما. فهو كان يأمل في اغلاق الفجوة والحصول على التعادل، لكنه لم يحلم بالنجاح في هزيمة المعسكر الصهيوني. في يوم الجمعة الماضي تحدث مع مقربيه بمفاهيم « انتهاء العهد الذهبي ». بعد ذلك استيقظ وتولى زمام قيادة الحملة ونجح في ترجيح الكفة بسلسلة من الفعاليات القوية والحاسمة. لقد ناضل من اجل استمرار حياته السياسية كما لم يناضل في السابق، ونجح.

          في الايام القريبة سيتم عقد لقاء بين نتنياهو وموشيه كحلون. الاتصالات بين كحلون وليبرمان على اقامة كتلة مشتركة من 16 مقعدا ما زالت مستمرة. الحلف لم يعقد بعد، فكحلون يهتم بأن يقابل قبل ذلك نتنياهو وأن يعرض أمامه مطالبه من اجل معرفة اذا كان هناك  ما يدعو الى البدء في المفاوضات. كحلون لا يفاوض على وزارة المالية التي وُعد بها، لكنه سيفحص لدى نتنياهو فيما اذا كان سيحصل على الدعم الكامل لنشاطاته والاصلاحات التي يرغب في تنفيذها.

          كحلون يعرف أن عليه فعل هذه الامور قبل الدخول الى المنصب من اجل ألا ينتهي به الامر مثل يئير لبيد. هو سيطلب الحصول على كل المؤسسات والاجسام المنظمة المرتبطة بفرع البناء: سلطة اراضي اسرائيل، ادارة التخطيط (الموجودة في وزارة الداخلية)، لجان المواصلات (الموجودة في مكتب الترخيص) وغيرها. اذا وافق نتنياهو على هذه المطالب فسيعيد النظر في الاتحاد مع ليبرمان. بالمناسبة، ليبرمان يستعد للتشبث في هذه اللحظة بالمطالبة بوزارة الدفاع. اذا وحد قوته مع كحلون فان هذه المطالبة  ستحصل على دعم انتخابي. التقدير هو أنه في النهاية فان ليبرمان  سيتنازل ليبقى محتفظا بوزارة الخارجية، وهذا يعتبر انجازا كبيرا بحد ذاته لمن دُفن وهو حي وخرج من القبر.