خبر أين تقع غزة من حسابات نتنياهو القادمة « حرب » أم عصا وجزرة؟

الساعة 04:03 م|18 مارس 2015

فلسطين اليوم

أظهرت نتائج انتخابات الكنيست فوزا عريضا لحزب الليكود وزعيمه بنيامين نتانياهو، إضافة إلى فوز ساحق للكتل اليمنية، الأمر الذي يُمكن نتنياهو من التربع على عرش حكومة إسرائيلية يمنية متطرفة قادمة.

وتسمح هذه النتائج لنتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة للمرة الثالثة على التوالي، والرابعة إذا أضيفت إلى فترة ترؤسه الحكومة بين العامين 1996 و1999، وبالاطلاع على سياسة نتنياهو خلال ترؤسه لأربعة حكومات إسرائيلية نجد أنها سياسة ثابتة لم تتغير بالتعامل مع القضية الفلسطينية وملفاتها خاصة قطاع غزة.

يذكر أن حكومة نتنياهو الائتلافية شنت في السابع من يوليو الماضي وعلى مدار 51 يوما حربا جوية وبرية وبحرية استشهد خلالها ما يزيد عن 2160 شهيدا وجرح 11 ألف مواطنا بالإضافة إلى تدمير 9 آلاف منزل بشكل كلي و8 آلاف منزل بشكل جزئي بالإضافة إلى المساجد المقرات الحكومية وغيرها من المنشآت الصناعية.

وكالة « فلسطين اليوم » حاورت مختصان في الشأن الإسرائيلي للوقوف على تداعيات تولي نتنياهو للحكومة الإسرائيلية القادمة والتي تتمتع بأغلبية يمينية تؤهله لاتخاذ قرارات أكثر تطرفاً وبكل أريحية، وللوقوف حول سياسة نتنياهو القادمة في التعامل مع قطاع غزة.

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي حمد الله عفانة أكد أن الحكومة الإسرائيلية القادمة ستكون « أكثر تطرفاً » في التعامل مع قطاع غزة، وان نتنياهو لن يغير من سياساته تجاه غزة.

وأوضح عفانة في حديث لـ« فلسطين اليوم » ان نتنياهو لن يستخدم مع الغزيين سياسة العصا والجزرة، وإنما سياسة العصا فقط، حيث سيشدد من حصاره لغزة، وسيحاول شن حرب جديدة على غزة لتقويض قدرات المقاومة دون إسقاطها بشكل نهائي، حيث يرى نتنياهو ان إسقاط فصائل المقاومة سيجلب الفوضى على حدوده.

وأشار أن النهج الإسرائيلي المتطرف في التعامل مع غزة ولبنان ثابت في العقيدة السياسية والعسكرية والأمنية، وان التطرف الإسرائيلي في الحكومات يأخذ شكلاً تصاعدياً، خاصة أن الغالبية في الكنيست الإسرائيلي من أحزاب يمينية.

عفانة: النهج الإسرائيلي المتطرف في التعامل مع غزة ثابت في العقيدة السياسية والعسكرية والأمنية ولا تغيير على سياسة نتنياهو


حمدلله عفانة

وبين ان التهديدات التي أطلقت من حزب الليكود خلال الانتخابات الإسرائيلي تجاه قطاع غزة تأتي من باب الدعاية الصهيونية الهادفة لاستقطاب أكبر عدد من الإسرائيليين، وأنه ليس بالضرورة تطبيقها.

وكان وزير الحرب الإسرائيلي موشه بوغي يعلون المحسوب على حزب الليكود قال في مضمار الحملة الدعائية للحزب « على الرغم من أن حماس غير معنية حالياً بالمواجهة فيجب أن نكون مستعدين لكل تطور ولذلك سنقوم بسياسة رد واضحة جدًا وهي الهدوء سيقابل بالهدوء وإطلاق النار نرد عليه بشكل عنيف »، مشيراً  إلى رفضه لشروط المقاومة إقامة ميناء ومطار في غزة، واصفاً تلك الشروط بالخيالية، الأمر الذي يراكم أسباب توجه الفلسطينيين إلى مواجهة جديدة.

وقال عفانة:« أتوقع مزيداً من العدوان على قطاع غزة مع تشكيل الحكومة اليمنية القادمة، السياسة الإسرائيلي ثابتة في التعامل مع غزة، ولا نتوقع رفعاً للحصار، أو التوصل لتهدئة طويلة مع غزة، إذا كان هناك تغير في الساسية الحكومية الإسرائيلية القادمة فقد يكون مع أمريكا والغرب فقط ».

وفي ملف العقوبات الاقتصادية على السلطة وإمكانية العودة لملف المفاوضات.. أكد عفانة أن نتنياهو والحكومة اليمينية القادمة لن تتقدم في مشروع التسوية، ولن تعود إلى طاولة المفاوضات الثنائية قبل عام على أقل تقدير.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت مؤخراً حجز أموال الضرائب الفلسطيني كعقاب للفلسطينيين لانضمامهم للاتفاقيات الدولية والتي من بينها ميثاق روما الذي يمكنهم من محاكمة قادة صهاينة.

وأوضح أن العقوبات الاقتصادية وسرقة أموال المقاصة على السلطة جاءت لأغراضٍ دعائية انتخابية، وكعقوبة لتوجه السلطة للأمم المتحدة والانضمام لاتفاقيات دولية، مرجحاً أن مواصلة « إسرائيل » حجز أموال الضرائب الفلسطينية لتضييق الخناق على السلطة.

وقلل من تأثيرات القائمة العربية على السياسة العامة الإسرائيلية تجاه الملفات الخارجية، مشيراً أن ثقل القائمة سيكون داخل الأراضي المحتلة والملفات الداخلية لخدمة المواطن الفلسطيني داخل « اسرائيل ».

وحصلت « القائمة العربية المشتركة » على 14 مقعداً، ما يجعلها ثالث قوة في البرلمان، بعد « الليكود » (يمين) و« المعسكر الصهيوني » (وسط).

وبحسب النتائج، التي نشرتها القنوات التلفزيونية الإسرائيلية، فإنه بعد فرز 99 في المائة من أصوات الناخبين، في الانتخابات التي جرت أمس الثلاثاء، حصلت « القائمة العربية المشتركة »، بقيادة أيمن عودة، على 14 مقعداً.

وأشار أن المطلوب فلسطينياً للتصدي للحكومة اليمينية ونتنياهو إنهاء الانقسام الداخلي، والتوصل لإستراتيجية موحدة في جميع الملفات المصيرية.

بدوره، اتفق المختص في الشأن الإسرائيلي باسم أبو عطايا مع سابقة عفانة في أن الحكومة الإسرائيلية القادمة ستكون أكثر تشدداً وعنفاً مع قطاع غزة من سابقاتها.

وتوقع أبو عطايا في حديث لـ« فلسطين اليوم » أن يشهد قطاع غزة في المرحلة القادمة في ظل الحكومة اليمينية القادمة حصاراً مشدداً، وان تشن الحكومة القادمة بأغلبيتها اليمنية المتطرفة عدوان جديد على غزة عند نضوج البيئة الحاضنة للحرب الرابعة القادمة.

وأشار أن نتنياهو شن الحرب الإسرائيلية على غزة خلال حكومته الائتلافية السابقة على الرغم من وجود الوسط واليسار الإسرائيلي، لافتاً ان الحكومة القادمة ستكون يمينية بحتة ما يُمكنه من تمرير سياساته بكل أريحية.

ابو عطايا: المرحلة القادمة في ظل الحكومة اليمينية القادمة حصاراً مشدداً، وشن الحكومة بأغلبيتها اليمنية المتطرفة عدوان جديد على غزة عند نضوج البيئة الحاضنة للحرب الرابعة القادمة


باسم ابو عطايا

 وقال:« نتنياهو يعتبر فوزه بالانتخابات تفويضاً لسياسته السابقة التي أنتهجها بالتعامل مع الغرب والولايات المتحدة والفلسطينيين لذلك سيصر على ذات السياسة ولن نشهد تغيراً في مواقفه المتطرفة ».

وعدَ فوز نتنياهو بـ 30 مقعداً من الكنيست الإسرائيلي وحصد الكتل اليمنية المتطرفة أغلب مقاعد الكنيست بمثابة صفعة كبيرة وانتكاسة للسلطة الفلسطينية، مشيراً أن سياسة الحكومة الإسرائيلية القادمة لن تختلف بالتعاطي مع مشروع حل الدولتين خاصة وان نتنياهو أعلن أنه ضد حل الدولتين، وانه سيستمر في عقاب السلطة وحجز أموالها على خلفية انضمامها للجنائية الدولية وتوقيعها على الاتفاقيات الدولية.

وأوضح ان السلطة أصبحت بلا خيارات أمام فوز كتل اليمين، مشيراً إلى أن المطلوب من السلطة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي والاستمرار في حشد المواقف الدولية لصالح القضية الفلسطينية.

ولفت ان أية خطوات جدية لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة الوطنية ستكون صفعة لحكومة نتنياهو القادمة، وبمثابة تصدي لتطرفها وتغولها على الكل الفلسطيني.