خبر مطلوب ايديولوجيا- هآرتس

الساعة 10:19 ص|18 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: ألوف بن

 (المضمون: طالما ان الليكود والعمل يعرضان رسائل مشتتة ، ويركزون حملاتهم الانتخابية على تبادل الافتراءات كل ضد الحزب الخصم، فإنهم سيبعدون عنهم الشبان الايديولوجيين الى احضان الاحزاب المتطرفة - المصدر).

 في مركز الانتخابات التي تجري اليوم يبرز ضعف الحزبان الكبيران الليكود والعمل. غياب حزب السلطة المهيمن هو الميزة البارزة في النظام السياسي الاسرائيلي. وهذا ما تسبب في انهيار الائتلاف بعد اقل من سنتين، ووفقا للاستطلاعات، هذا هو ايضا ما سيملي نتائج الانتخابات الحالية ويميز تركيبة الحكومة القادمة.

 

الاحزاب الكبرى لا يتستثير الناخبين ولا توقظ لديهم تضامنا، ولذا فهي لم تنجح في الرقي الى مستوى احزاب السلطة في السابق. طالما ان نواة الائتلاف الحكومي يستند على 19 عضو كنيست كما الحال اليوم،  فهي تنهار بذاتها - او انها تظل مشلولة تماما، تحت  الفيتو المتبادل بين اعضاءها.

 

          المشكلة ليست بشخصيات القادة. لرئيس الحكومة ورئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، يوجد صوت عميق، مهارة تلفزيونية وتجربة غنية، والاستطلاعات تشير الى ان اغلب الجمهور يرى به رئيس الحكومة الانسب لقيادة الدولة. ولكن هذا لا يكفي من اجل ان يصوت المقترعون بشكل جماعي لحزب الليكود، ويمنحوا نتنياهو حزب سلطة بـ 40-50 مقعدا، كما كان الامر لسابقيه في هذا المنصب، والحديث يدور عن بن غوريون الى اسحق رابين. خصم نتنياهو في الانتخابات الحالية، يتسحق هرتصوغ، يتسلح بأنه ضد بيبي، ولكن قلق الجمهور من رئيس الحكومة الحالي لا يجعل الجمهور ينقضون على بطاقات« حزب العمل » من اجل منح المعسكر الصهيوني نصرا حاسما وعدد كبير من اعضاء الكنيست.

 

          الجمهور يجد صعوبة في الاندفاع، حيث ان الاحزاب الكبرى  تظهران كطامعتين في السلطة ويكاد يكون الفارق بينها صفرا. فنتنياهو ادار مفاوضات مع الفلسطينيين عن الانسحاب من معظم الضفة الغربية، والآن يعلن انه « ولا بوصة »، وهرتصوغ وتسيبي ليفني كانوا وزراء في حكومات نتنياهو، الى ان طردوا بالقوة من مقاعدهم، الاحزاب الكبرى تميل الى الارتباط ببعضها بعد الانتخابات ( كاديما والعمل في 2009، الليكود ويش تيد في 2013) بدلا من عرض خلافات واضحة بين الائتلاف والمعارضة. الخصومات السياسية ببساطة تمرر الى داخل الحكومة، والموضوع الوحيد الذين ينجحون بالاتفاق عليه هو الخروج للحرب مع غزة.

 

والنتيجة هي، ان الاصوات القليلة، هي التي تحسم الانتخابات، عدم المبالاة في السؤال من يكون رئيس الحكومة ويسلمون هذا الحسم ليائير لبيد او موشيه كحلون، افراد المؤسسة البارزين. الذين يتحولون في ليلة الانتخابات الى ثوريين. احزاب اقصى اليمين واليسار ملتزمة، بدون مبرر، بدعم رئيس الحكومة من معسكرها. وكلما يقتربون من المركز السياسي، تضيع المبادئ وتستبدل بانتهازية خالصة.

 

الاحزاب الكبرى ترغب بالعودة الى مكانتها التاريخية عن طريق تغيير الاسلوب، الذي من شأنه ان يضعف خصومها الصغار. الان مطروح على جدول البحث فكرتان لتغييرات تشريعية: تركيبة الحكومة بحيث يتم تسليمها مباشرة لرئيس الكتلة الاكبر، وتشديد الشروط لحل الكنيست، بحيث تستمر في السلطة لاربع سنوات كاملة. نتنياهو وهرتصوغ يدعمان قرار « الحزب الاكبر »، كما ان زعيم الليكود عرض من بداية الحملة تغيير نظام الحكم كالموضوع الرئيسي الذي سينفذه، في حال فوزه في الانتخابات مرة اخرى. والامر تم إهماله ربما بسبب غياب الاهتمام من قبل الجمهور، ولكنه من الممكن ان يطفو من جديد في اية حكومة يتم تشكيلها.

 

الاحتمال لتغيير نمط الحكم هو صفر. في حال تمرير التغييرات المقترحة، فإن الاحزاب الصغيرة سيتم تدميرها، لانها ستفقد مصدر قوتها السياسية: التوصية امام رئيس الدولة على من يلقي مهمة تشكيل الحكومة، والتهديد الدائم بحل الائتلاف. ولكن منذ العام 1999، لا يوجد للحزبين الكبيرين اغلبية في الكنيست. والاحزاب الصغيرة ايضا قلقة من اجل ضمان حق الفيتو لها، ضد اي تغييرات في اي اتفاق ائتلافي. ومن الصعب الاعتقاد انها بعد هذه الانتخابات الحالية ستوافق فجأة على الانتحار.

 

الحل الذي يعيد للاحزاب الكبير قوتها، ويضمن استقرار وثبات في السلطة، لا يتم من خلال هندسة تشريعية بل بإصلاح المنتج. طالما ان الليكود والعمل يعرضان رسائل مشتتة ، ويركزون حملاتهم الانتخابية على تبادل الافتراءات ضد رؤساء الاحزاب الخصم فإنهم سيبعدون عنهم الشبان الايديولوجيين الى احضان الاحزاب المتطرفة، والاصوات الى احزاب المركز. اسرائيل تستحق احزاب سلطة كبرى، التي تتنافس فيما بينها على الايديولوجيا وبرامج العمل الواضحة، وتلتزم  في مراكز ائتلافات مستقرة. هذا لن يتحقق، على ما يبدو عندما تفتح الصناديق هذا المساء.