خبر انتقادات داخلية بعد اعتراف الأردن بـ(إسرائيل) في المناهج وترحيب صهيوني

الساعة 12:46 م|17 مارس 2015

فلسطين اليوم

في توقيت واحد وبطريقة أثارت استغراب الأردنيين، قررت وزارة التربية الأردنية وضع اسم (إسرائيل) صراحة في الخرائط الأردنية الرسمية التي تدرس للطلاب بدلا من (فلسطين المحتلة)، كما أغفلت اسم بطل حرب أردني شهير هو «فراس العجلوني» الذي يعتبر بطلا قوميا في الأردن لأنه قاد السرب المقاتل ضد إسرائيل وقُتل في حرب عام 1967، من الكتب التعليمية.

وأثارت هذه القرارات تساؤلات حول قرب التطبيع الفعلي مع تل أبيب بعدما جري تعليق العلاقات أكثر من مرة، آخرها بحسب السفير الأردني، احتجاجا على اعتداءات اسرائيلية على المسجد الأقصى الذي يتبع الأوقاف الأردنية، ثم إعادته مرة أخري، ولكن هناك من يرون أن ذلك لا يتعلق بإسرائيل والتطبيع فقط، وإنما بشكل خاص بـ«الدولة الإسلامية» التي خلقت تعاونا استراتيجيا بين اسرائيل والأردن.

وقوبلت الخطوة الأردنية الرسمية بردود فعل محلية غاضبة، واعتبر نواب أردنيون منهم النائب «محمد القطاطشة» أن هذا يحدث «نتيجة للتدخل الدولي الاقتصادي»، حيث قال: «هناك ضغوط دولية من الممولين، تسببت حتى في تجاوز البرلمان، أعتقد أن هذا خرق سياسي وخرق استراتيجي».

من جانبها نظمت قوى المعارضة مظاهرة احتجاجية أمام وزارة التربية الأردنية تحت شعار «لا لتطبيع المنهاج التعليمي الأردني»، واتهم المحتجّون النظام بالرضوخ لضغوط غربية واسرائيلية.

وأزالت وزارة التربية من كراسات لتعليم اللغة العربية نصوصًا تهتم بـ«فراس العجلوني»، وهو قائد السرب المقاتل الذي قُتل في حرب عام 1967 والذي يعتبر بطلا قوميا ورمزًا للالتزام الأردني تجاه القضية الفلسطينية.

ويقول أردنيون أن الاعتراف بما يسمي «دولة إسرائيل» في مناهج التعليم، والخطوات الأخرى تمثل انحرافا حقيقيا عن الإجماع في العالم العربي بأسره، ولكن هناك من يفسره بالتأثير الفتاك لتنظيم «الدولة الإسلامية» كظاهرة فرضت نفسها على العالم الإسلامي، وأنه يأتي كـ«ردة فعل مضادة متطرفة لتطرف داعش»، بعدما أحرقت الطيار الأردني.

ترحيب اسرائيلي

بالمقابل رحبت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنباء إشارة الكتب التعليمية الأردنية من الآن بـ«دولة إسرائيل» باسمها، وتضمين خرائطها من الآن الاسم الصريح «إسرائيل» وليس فقط «فلسطين».

ووصف المحلل لشؤون الشرق الأوسط في التلفزيون الاسرائيلي «تسفي يحزقيلي» هذه الخطوة بأنها «قرار شجاع جدا للملك عبد الله»، وأضاف قائلا: «يضع الملك عبد الله بديلا للإسلام المتطرف، وهو أول الشجعان من كل الزعماء العرب الذي لم يخضع للتفسير المتطرف للإسلام».

وقال: «إن الميول الغربية للملك عبد الله هي التي مكّنته من هذه الخطوة الثورية»، وإن القرار يعد «هزة أرضية» في كل ما يتعلق بالموقف العربي من إسرائيل، مشيرًا إلى أن «هذه الخطوة تفتح الباب على مصراعيه أمام تغيير المواقف الفكرية والثقافية والنفسية من إسرائيل».

وقال إنه على الرغم من ردة الفعل الجماهيرية الغاضبة إلا أن القرار سيطبق.

الباحث الإسرائيلي «أوفير فينتر» من المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي قال أيضا إن: «ظهور إسرائيل في الخرائط ليس خطوة وحيدة في الموضوع»، فقد أزالت وزارة التربية الأردنية من المنهاج التعليمي الدروس التي أثارت روح النضال ضد إسرائيل وحظرت نشر كتاب «اليهود لا مواثيق ولا عهود» والذي يرفض السلام مع اليهود.

وقال الدكتور «أوفير فينتر»، إن الخطوة التي أقدم عليها النظام الأردني تمثل جزءًا من تحرك واسع وعميق يهدف إلى نسف الرواية التي يعرضها الإسلاميون، وعرض بديل آخر عن البدائل التي تعرضها الحركات الإسلامية المتطرفة.

ونقل التلفزيون الاسرائيلي عن «فينتر» قوله، «إن النظام يريد أن يدرس الطلاب في الأردن تاريخًا ليس كالتاريخ الذي ترغب الحركات الإسلامية بتدريسه».

الفضل للسيسي

بدوره، اعتبر مركز «يروشلايم لدراسات المجتمع والدولة» الذي يديره «دوري غولد»، كبير المستشارين السياسيين لرئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، أن إصرار مجموعة من قادة الإخوان على تسجيل الجماعة كحركة أردنية يعني من ناحيتهم «إسدال الستار على فكرة إحياء دولة الخلافة الإسلامية، على اعتبار أن ما يتوجب أن يعني الجماعة هو الشأن الأردني الداخلي، وليس الارتباطات العالمية للإسلام والمسلمين».

وفي تقدير موقف نشره على موقعه نوه المركز إلى أن الفضل في الانشقاق الذي تشهده جماعة الإخوان في الأردن يعود بشكل أساسي للحرب الشعواء التي يشنها «عبد الفتاح السيسي» على جماعة الإخوان المسلمين في مصر، مشددًا على أن هذه الحرب أغرت نظم حكم عربية أخرى باتخاذ الخطوات نفسها.

وأوضح أنه لولا الحرب التي أعلنها «السيسي» على الإخوان لما «عانت حركة حماس ما تعانيه الآن من ضائقة».