تحليل سيناريوهات التعامل القادم مع غزة من منظور اليمين واليسار الصهيوني؟

الساعة 06:22 م|16 مارس 2015

فلسطين اليوم

في كل حملة انتخابية إسرائيلية يستحوذ قطاع غزة على نصيب الأسد من تصريحات ودعاية المرشحين الإسرائيليين، ويَعتبرُ المرشحين غزة البقرة الحلوب القادرة على جلب أكبر عدد ممكن من أصوات الصهاينة، لذلك تستعر التصريحات الدعائية الهجومية تجاه قطاع غزة، والتي تتوعدها بحرب جديدة.

وكثر خلال الدعاية الصهيونية الحديث عن توجيه ضربة لقطاع غزة، وطريقة التعامل مع الفصائل الفلسطينية، والتي يرى مراقبون أن الطريقة الإسرائيلية للتعامل لا تختلف من حزب لحزب، من ناحية الأداة حيث ان جميع الأحزاب يسارها ويمينها ترى أن المطرقة هي الحل الأمثل للتعامل مع قطاع غزة، لكن الفارق يكمن بين الأحزاب المتصارعة وفقاً لنظرتهم الأمنية بقوة وحجم الضربة.

الجنرال الإسرائيلي يؤاف جالنيت توعد بشن حرب جديدة على غزة إذا أصبح مسؤولا للجيش، اما افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي فقد صرح ان حربا أخرى مع حماس لا مفر منها، وقال « انه لو كان صاحب القرار لكانت حماس تختبئ في الملاجئ بغزة بعد 50 يوما »، بينما توعد مرشح المعسكر الصهيوني لوزارة الحرب عاموس يدلين بضرب البنية السياسية للمقاومة في غزة والعمل على إسقاطها.

وتخوض 26 قائمة إسرائيلية الانتخابات البرلمانية بعد أن قرر نتنياهو في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي حل الكنيست.

وكانت الانتخابات العامة الإسرائيلية الماضية جرت في شهر يناير/كانون الثاني عام 2013، وينص القانون الإسرائيلي على إجراء الانتخابات العامة كل 4 سنوات، ما لم يتقرر إجراء انتخابات مبكرة.

مدير مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية عبدالرحمن شهاب أوضح أن الدعاية الصهيونية لانتخابات أعضاء الكنيست الإسرائيلي ركزت على ملفين هما قطاع عزة وعملية التسوية، مشيراً ان كل التصريحات فيما يتعلق بقطاع غزة ركزت على شن حروب جديدة على غزة، مع اختلاف الرؤى في نتائجها وطريقة التعامل.

 

شهاب: المعسكر الصهيوني يميل الى انهاء حكم حماس وضرب البنية السياسية للتنظيمات وترك القطاع للفوضى الداخلية التي يرى أنها بصالحه من المنظور الامني


الكاتب عبدالرحمن شهاب

وأشار أن التعامل مع قطاع غزة من المنظور الصهيوني لا يتغير من حزب لآخر أو من حكومة لأخرى وان النظرة موحدة للتعامل مع غزة، ولكن النظرة تختلف في النتائج كإسقاط حكم حماس بشكل كامل كما يرى المعسكر الصهيوني من خلال نظرة المرشح لمنصب وزير الجيش في « المعسكر الصهيوني » عاموس يدلين، اما الليكود فيرى ضرورة أن يكون هناك حزب يحكم غزة بعيداً عن الفوضى التي قد تضر بامن إسرائيل.

ويرى شهاب أن السياسة الإسرائيلية في التعامل مع قطاع غزة في ملف التسوية وحل الدولتين لن تتغير بتغير الأحزاب أو الحكومات بشكل إستراتيجي ولكن تغير تكتيكي فقط ، قائلاً« المعسكر الصهيوني سيعمل عبر إستراتيجية الخبث السياسي ولن يصل إلى حل الدولتين الذي ترفضه جميع الأحزاب الصهيونية، ستحاول إعطاء الفلسطينيين بعض الامتياز الوهمية، لتحسين علاقاتها مع جانب السلطة والغرب، مواقف المعسكر الصهيوني تتميز بالحيلة، على عكس وضوح نتنياهو في طرح رؤيته السياسية من ناحية الأحداث والمستجدات في العلاقة مع القضية الفلسطينية كموقفه الحاسم من الاستيطان والقدس وتوجه فلسطين للأمم المتحدة ».

وتوقع أن يميل المعسكر الصهيوني لتمكين السلطة من قطاع غزة عبر فتح المعابر والتخفيف من حدة الحصار، موضحاً ان المعسكر الصهيوني وعبر مرشحه لمنصب وزير الحرب عاموس يدلين سيحاول شن حرب جديدة على قطاع غزة للإطاحة بحكم حماس بشكل نهائي.

وأضاف:« من افكار يدلين مرشح المعسكر الصهيوني ضرب البنية السياسية للتنظيمات للإطاحة بها وترك غزة للفوضى المسلحة التي يرى أنها ستحافظ على امن إسرائيل لمدة تزيد من 10 سنوات ».

ولفت ان رؤية الليكود تختلف عن رؤية المعسكر الصهيوني في التعامل مع فصائل المقاومة حيث أن الليكود يرى انه من الخطأ الأمني الإستراتيجي إسقاط المقاومة، لما له أثر سلبي على امن إسرائيل وانه من الضروري أن يحكم تنظيم قوي كحماس قطاع غزة لضبط الحالة الأمنية فيه، وان الضربات يجب ان توجع التنظيمات في غزة دون ان تسقطها.

وكان رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية « امان » السابق الجنرال« عاموس يدلين » هاجم الخطوات العسكرية والسياسية التي اتبعتها « إسرائيل » خلال الحرب على غزة، وهاجم بشدة ما اسماه بإدارة المفاوضات تحت النار في القاهرة .

وانتقد « عاموس يدلين » ما اسماه بتسرع إسرائيل إعلان انتصارها ودعا الى تدمير حكم حماس القائم في غزة بالكامل قائلا « لا يوجد شيء اخطر من حماس ولا يوجد ما نخشاه ممن سيخلفها وسيأتي بعدها ».

وأشار شهاب أن الرؤية السياسية للأحزاب الإسرائيلية موحدة من ناحية المشروع الاستيطاني وقضايا القدس واللاجئين والسيادة الإسرائيلية ويهودية الدولة.

وأوضح انه ليس من الضروري أن يطبق الفائزون في الانتخابات الإسرائيلية وعودهم في الحملات الانتخابية، متوقعاً فوز المعسكر الصهيوني على حزب الليكود في الكنيست، مع إمكانية استقالة نتنياهو من الحياة السياسية أو إزاحته داخلياً من حزب الليكود بعد الخسارة في الكنيست.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي د. فايز ابو شمالة :« نتنياهو يتميز بوضوح الرؤية فيما يخص مستقبل الدولة العبرية، ويعبر بجلاء سياسي عن أحلام اليهود الدينية، وعن حقهم التاريخي بالأرض العربية، وهو يزاحم المتدينين المتشددين في ادعائهم بأرض إسرائيل الكاملة، ويزاحم المتطرفين اليهود في دعواتهم لمزيد من التوسع الاستيطاني، بل وينادي نتنياهو بعودة كل اليهود إلى أرض الآباء، كما يدعون ».

أبو شمالة: نتنياهو يتميز بوضوح الرؤية فيما يخص القضايا الإسرائيلية اما المعسكر الصهيوني فيعتمد سياسة الكلام المعسول والتخفي بالأقنعة



ابو شمالة

 

ويقول ابو شمالة في مقال  له بعنوان « ويل فلسطين لو فاز المعسكر الصهيوني »:« لا يتردد نتنياهو في الإعلان عن مواقفه السياسية الرافضة لفكرة قيام دولة فلسطينية، والرافضة للتخلي عن السيادة على الأرض المحتلة سنة 67، والرافضة لفكرة تسليم شبر من القدس للمسلمين، والرافضة لفكرة التخلي عن السيادة على غور الأردن، والرافضة لطرح فكرة إخلاء المستوطنات، وإيجاد أي رابط جغرافي بين مدن الضفة الغربية ».

لكنه يرى أن المعسكر الصهيوني يختلف في تعاطيه مع القضايا الفلسطينية عن الليكود:« أما قادة المعسكر الصهيوني، خصوم نتنياهو السياسيون، فهم أقل إشهاراً لمواقفهم الاستراتيجية، إنهم يخفون قناعتهم بكل ما يطرحه نتنياهو خلف كلام معسول عن التعايش بين الشعوب، وهم أكثر تشدداً منه في حق اليهود بأرض إسرائيل الكاملة، ولكن من خلال السيطرة بهدوء على الأرض، وقطع العلاقة بين الإنسان الفلسطيني وتاريخه، وهم أكثر من نتنياهو قناعة بحق اليهود بالعودة إلى أرض الآباء، ولكن بالتدريج، وبقدر ما تستوعبهم الدولة، والمعسكر الصهيوني مقتنع بعدم التخلي عن شبر من أرض إسرائيل كما يدعون، ولكي يتحقق ذلك لا بد من الظهور بمظهر المحب للسلام، والعاشق للمفاوضات، والجاهز للتخلي عن تاريخه من أجل التعايش السلمي، لذلك فالمعسكر الصهيوني يبدي حرصاً على إيجاد رابط بين المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، يهدف إلى تسهيل حياة الفلسطينيين بما يمكنهم من ممارسة طقوسهم السياسية بحرية، فلا بأس أن يكون لهم بساط أحمر، وحرس رئاسة وضباط مخابرات، ولا بأس من تدفق المساعدات الخارجية للفلسطينيين، مع تعزيز الروابط بين سكان الأردن وسكان الضفة الغربية، وتعزيز التواصل بين سكان قطاع غزة وأرض مصر العربية ».

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي مخيمر أبو سعدة أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية ستؤثر بشكل، أو بآخر، على مستقبل قطاع غزة. ومن شأن الخارطة السياسية أن تتشكل وفق الأفضل بالنسبة لسكان قطاع غزة في حال فوز اليمين، رغم تطرفه وشنه لحرب قاسية شرسة صيف العام الماضي.

 أبو سعدة: في حال فاز نتنياهو سيتجنب خوض حرب جديدة مع غزة عبر تثبيت هدنة طويلة مع حماس


ابو سعدة

 

ويتوقع أبو سعدة في حديث للأناضول ، أن نتنياهو هذه المرة في حال فوزه وتشكيله للحكومة القادمة، سيسعى للتخلص من « صداع غزة »، وتجنب خوض أي حرب جديدة معها، وقد يقود من وراء الكواليس، مبادرة بدعم دولي لتثبيت هدنة طويلة الأمد مع حركة حماس.

وتابع: « ما أثير مؤخرا، عن هدنة بين حماس، وإسرائيل لا أعتقد أنه بمنأى عن خطة سينفذها حزب الليكود، وهي فصل قطاع غزة عن الضفة، التي هي أصلا من الأهداف الراسخة للحزب ». وقال موقع « واللا » الإخباري الإسرائيلي، يوم الاثنين الماضي، إنه حصل على وثائق، من جهات دبلوماسية غربية، تبين أن حركة « حماس » عرضت هدنة 5 سنوات مع إسرائيل، مقابل رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وهو ما نفاه المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، في تصريحات سابقة.