خبر جولة في الميدان- يديعوت

الساعة 11:50 ص|16 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: أجواء مظاهرة اليمين هادئة رغم تخوف زعيمه من الخسارة ورغم انتقال النزاع الى قضم الاصوات في داخل كتلة اليمين نفسها - المصدر).

في مظاهرات اليمين الكبرى، في عهد اوسلو وفك الارتباط، ساد الغضب في الميادين. وكان احساس حقيقي في إما ان نكون أو لا نكون. اما اليوم أو ابدا. اما مظاهرة اليمين امس، في ميدان رابين، فكانت منضبطة، تكاد تكون هامشية.

جاء المتحدثون بقرار مصمم على الا يرتكبوا الاخطاء، الا يقولوا أي كلمة غربوزية بسببها قد يتهمونهم بعد ذلك بضياع الانتخابات. « آمل ألا تكون هنا استفزازات هذا المساء »، قال نتنياهو في بداية حديثه. « ولكن اذا ما كانت، فلا تنجر ».

وبسبب اضطرارات الحراسة، تحدث نتنياهو من خلف زجاج مضاد للرصاص. ففي المخابرات لم يأخذوا مخاطرات: يكفيهم رئيس وزراء واحد قتل في الميدان. غير أن الزجاج الفاصل لم يحسن للخطاب.

لقد كان المهرجان شرعيا تماما ومثيرا للانطباع حسب طريقه. اما الاعداد فيصعب احصاؤها، وذلك لان كل القسم الامامي من الميدان يوجد قيد الترميم. وفي الصفوف الاولى ساد اكتظاظ كبير، يكاد يكون حتى الاختناق. اما في الخلف فكان واسعا جدا. وأقدر بان الاعداد كانت تشبه تلك التي سجلت في مهرجان اليسار قبل ثمانية ايام.

كان الجمهور في غالبيته الساحقة صهيونيا – دينيا. في اغلبيته الساحقة رجالا. في اغلبيته الساحقة جاء من الخارج. باصات شركات المجالس الاقليمية في المناطق توقفت في شمال شارع ابن غبيرون في ايقاف مزدوج وثلاثي (تمويل السفر سيكون على أي حال موضوعا لتقارير تحقيقية نشطة فور الانتخابات). وعلى نحو كبير، هذا هو جمهور حزب البيت اليهودي، قبعات دينية محبوكة كبيرة، ومتوسطة، فتيان من المدارس الدينية الصهيونية، وبنات المعاهد.

في الساعة التي سبقت الخطابات انتظم الشباب في حلقات رقص، البنون على حده والبنات على حده. رقصوا متعانقين باصوات عالية، بنشاط لا يكل وانشدوا « غنوا نظروا ورأوا »، من الاناشيد القديمة لحركة العمل، بوتيرة العيارات من السلاح الاتوماتيكي.

ونصب نشطاء البيت اليهودي في اماكن مختلفة من الميدان شخوصا من الكرتون تحمل صورا مبتسمة لبينيت والى جانبه شخوص تلبس القمصان قصيرة الاكمام تحمل شعار « انا لا اعتذر ». وفي مكان الرأس يوجد ثقب، وعلى الثقب تاج ذهبي. والثقب بارتفاع الولد. وكان الناس يجلبون اولادهم، واحيانا أنفسهم، ليقفوا خلف الثقب ويقومون بتصوير أنفسهم. جميل، وان لم يكن تربويا جدا.

وكانت هناك منصة تسجل المتطوعين للانتخابات في المدن حيث توجد احياء عربية. لم أجد طابوا أمام المنصة، ولكني رأيت باروخ مارزيل الكهاني يمر من جانبها، يحيطه من جانب صوب فتيان متحمسون يشقون له الطريق نحو المظاهرة. مارزيل في ميدان رابين: صورة ليست سهلة على الهضم.

وكان النصب لذكرى الكارثة، والذي كان نشطاء اسرائيل بيتنا علقوا عليه يافطتان كبيرتان، « عقوبة الموت للمخربين » و « باختصار ليبرمان » مع صورة كبيرة للزعيم وخلفية بنفسجية – سوداء. كما أن عاملي الليكود علقوا يافطة تقول: « إما نحن أو هم، فقط نتنياهو »، وكذا عاملو البيت اليهودي الذين علقوا يافطة « نتوقف عن الاعتذار ». لا يوجد حزب في اسرائيل لم يعلق شيئا ما، عن الكارثة. ولكن كيفما اتفق، فان يافطة ليبرمان كانت اكثر لذعا.

دانييلا فايس، بطلة البؤر الاستيطانية غير القانونية كانت هي المضيفة. وقد قدمت نتنياهو بأدب. ورد الجمهور بحرارة: اعلام ويافطات رفعت. وحاول نتنياهو اقناع الجمهور بالتصويت لليكود وليس لبينيت. وقال: « طالما كان الليكود في الحكم سيكون المعسكر الوطني في الحكم. لن تكون تنازلات ». وقد وعد من فوق المنصة منصب الوزير الكبير لكحلون (المالية) وبينيت (الدفاع؟). اما الجمهور فلم يتأثر.

يفهم بينيت بان نتنياهو يحاول أن يشرب له الاصوات. وقد رد باحبولة خاصة به: بعد دقيقة من نشر نتائج العينة سينشيء كتلة مع الليكود. ومعا سيتوجهان الى الرئيس. وبهذه البشرى ايضا لم يتأثر الجمهور.

وامتشق بينيت غيتارة وغنى « قدس الذهب » احتجاجا على منع القاضي جبران عمير بانيون الغناء في المظاهرة. وغنى الجمهور معه بحماسة لا بأس بها. وأنا ايضا غنيت فكيف بي لا افعل الى أن توجه الي احد قدامى غوش ايمونيم وهو شخصية معروفة وهمس في اذني: « يمكن لبينيت ان يكون مرشد بني عكيفا في حيك ». فتوقفت عن الغناء.