خبر الاناضول : خالد مشعل يجرى وساطة بين السعودية و« إخوان اليمن »

الساعة 08:43 م|15 مارس 2015

فلسطين اليوم

كشفت مصادر سياسية مطلعة، اليوم الأحد، عن قيام رئيس حركة « حماس » خالد مشعل، بجهود وساطة بين الرياض وحزب التجمع اليمني للإصلاح، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين في اليمن.

المصادر المطلعة، التي تحدثت للأناضول التركية في تصريحات منفصلة، شريطة عدم الإفصاح عن هويتها لحساسية الموقف، قالت إن مشعل، يجري حالياً جهود وساطة بين الرياض وحزب التجمع اليمني للإصلاح، بناء على طلب من المملكة السعودية، التي تخشى من تدهور الأوضاع في اليمن، والتي يمكن أن تلقي بظلالها على أمن الخليج. وبحسب المصادر، فإن وساطة مشعل جاءت بعد اتصالات مكثفة أجراها معه كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، خلال اليومين الماضيين، طلبوا خلالها وساطته بين الرياض وحزب التجمع اليمني للإصلاح، لِما له من علاقات وثيقة للغاية معهم.

أحد هذه المصادر قال للأناضول إن « مشعل بدأ فعلياً في التقريب بين الطرفين »، دون ذكر مزيد من التفاصيل. ويعتبر طلب الرياض الوساطة من حركة حماس تطوراً في علاقات المملكة مع الحركة التي شهدت توتراً مع الرياض خلال السنوات الأخيرة.

فهمي هويدي، الكاتب الصحفي المصري، قال للأناضول: « أخبرني السيد خالد مشعل أن الجليد بين حماس والرياض تمت إذابته، بعد مرور أربع سنوات من تجميد للعلاقات »، كاشفاً عن أن « هناك اتصالات جرت »، وأنه بحسب معلوماته « تحدث مشعل نفسه مع الملك سلمان، وهو ما يفتح الباب أمام زيارة مشعل للرياض ».

يشار إلى أن آخر زيارة قام بها مشعل للسعودية كانت في يونيو/ حزيران 2012 للتعزية في وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز.‎ ونفى الكاتب الكبير أن « يكون الاتصال بغرض التعزية التي تمت بالفعل ». وعقب وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، قدم خالد مشعل التعزية إلى السفارة السعودية بالعاصمة القطرية الدوحة، وأثنى مشعل في هذه المناسبة على دور المملكة في دعم القضية الفلسطينية.

وأوضح فهمي أن « الاتصالات بين حماس والرياض مستمرة في إطار إذابة الجليد وطرح التعاون في قضايا عدة (لم يحددها) والذي قد يتطور إلى الزيارة التي تبقى متوقعة في ظل انفتاح العلاقات ». وبحسب فهمي، فإن « وضع حماس الآن أفضل نسبياً مما كانت عليه الحركة »، لافتاً إلى أن « زيارة رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، للسعودية لتقديم واجب العزاء ساهمت في ذوبان الجليد بين حماس والرياض »، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.

وتدعيما لما قاله هويدي، كشفت مصادر أن مشعل سيزور الرياض خلال الفترة القادمة؛ حيث وافقت الرياض على الزيارة وباق تحديد الموعد، مرجحة أن يتم ذلك خلال « أسبوع تقريبا ».

وفي الاتجاه نفسه، قال مصدر سعودي، مقرب من دوائر صنع القرار، للأناضول إن « هناك اتصالات على أعلى مستوى تمت بين مشعل وأطراف عدة على مستوى القيادة السعودية خلال الأيام القليلة الماضية، من بينها الديوان الملكي، وهو الأمر الذي يفتح الباب أمام زيارة مشعل ».

 ولفت المصدر إلى أن هذا يأتي في إطار ما أسماه « السياسة الحالية المعتمدة لدى الرياض في إطار تحقيق آمال السعودية في تحقيق مصالح الأمة العربية، ومواجهة خطر التحديات الأخيرة سواء على مستوى التمدد الإيراني، أو مواجهة تنظيم داعش ».

وفي وقت سابق اليوم، أكد محمود الزهار، القيادي البارز في حركة حماس، وجود زيارة مرتقبة لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل للرياض. ورفض الزهار الذي كان يتحدث خلال ندوة سياسية نظمها مركز الدراسات السياسية والتنموية في غزة (غير حكومي)، اليوم، تحديد موعد الزيارة أو تقديم أي تفاصيل حولها، مكتفيا بالقول: « الحركة معنية بعلاقات جيدة ومستقرة مع السعودية، وأي جديد حول الزيارة أو نتائجها سيُعلن في حينه ».

وأضاف: « السعودية تقود الخليج، ودولة عظمى في المنطقة، وهي تسعى بسبب التغيرات السياسية وسيطرة الحوثيين على اليمن إلى علاقة جيدة مع حركة حماس ».