خبر تحرير حمزة -هآرتس

الساعة 10:55 ص|15 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

قبل نحو اسبوعين نشر النائب السابق ميخائيل بن آري شريط فيدو يظهر فيه جنود الجيش الاسرائيلي يحثون كلبا من وحدة عوكتس على فتى فلسطيني ويأمرونه بالمس به. « ناوله، ناوله »، هكذا تسمع النداءات بالعبرية فيما نرى الكلب ينهش الفتى الفزع بفكيه. وقد تباهى بن آري بالشريط الباعث على الصدمة، ولكن الجيش أجرى تحقيقا في أعقاب نشره ووصف الحدث « بالخطير » واوقف عمل الكلاب في المظاهرات في الضفة. وقال قائد فرقة المناطق، العميد تمير يداعي معقبا فقال: « هذا حدث خطير لاستخدام الكلاب، يدل على مهنية متدنية... وسلوك قيمي غير مناسب ».

ويتبين الان انه رغم النشاط البارز المزعوم من الجيش الاسرائيلي وتحفظه من سلوك الجنود، فان ضحية الحادثة، الفتى حمزة ابو هشام من بيت امر، يوجد في المعتقل منذ نحو ثلاثة اشهر وينتظر في سجن عوفر استمرار محاكمته بحجة رشق الحجارة. أما والدا الفتى، الذي اعتقل ابن آخر لهما، محمد ابن الـ 19، اعتقل قبل بضعة اسابيع من قبل الجيش الاسرائيلي ومصيره ليس واضحا لهما، فليس لديهما أي فكرة عن الاجراءات القانونية ضد حمزة ابن الـ 16. فمنذ أصيب ابنهما في اعتداء الكلب عليه لم يسمح لهما بزيارته حتى ولا مرة واحدة، وحتى ليس عندما اخذ للعلاج الطبي في اعقاب الاعتداء. والده، الذي زار المحكمة في منشأة عوفر، كان مقتنعا بان ابنه حكم لعشرة اشهر سجن وغرامة 6 الاف شيكل، ولكن يتبين ان ليس هكذا هو الحال. وهذه الحقيقة تجسد انعدام الوسيلة التي يعيشها والدا الفتى، اللذان لم يتمكنا حتى من الاستيضاح من هو المحامي الذي يمثل ابنهما.

 

          يمكن الافتراض بان الفتى يعاني من صدمة نفسية كنتيجة لتنكيل الجنود، وثمة حاجة الى قدر من انغلاق القلب كي لا يراعى ما يجتازه. ويقدم ابو هاشم الى المحكمة على مخالفة خفيفة نسبيا تتمثل برشق الحجارة، وبعد الحادثة التي اجتازها كان يمكن التوقع من سلطات الجيش وسلطات القضاء العسكري ان تبدي ذرة من الانسانية فتطلق سراحه.

 

          لقد عوقب أبو هاشم بما يكفي على رشق الحجارة. وهو قاصر يعد استمرار احتجازه في المعتقل زائدا لا داعي له. على وزير الدفاع ورئيس الاركان اللذين وصلت اليهما نتائج التحقيق العسكري عن سلوك الجنود، ان يعملا بلا ابطاء على اطلاق سراح ابو هاشم. ان اعتقال الجيش الاسرائيلي للقاصرين الفلسطينيين يجري على مدى السنين وعلى نطاق واسع. وفي كانون الثاني من هذا العام كان في منشآت الحبس 163 معتقلا وسجينا قاصرا. وتجر الظاهرة انتقادا وتنديدا في البلاد وفي الخارج. وهذا الانتقاد يتقزم في ضوء ما يفعله الان الجيش الاسرائيلي بضحيته الشاب.