خبر بعد 7 سنوات على استشهاده..« حسن شقورة » يشع نوراً وعطره يفوح المكان

الساعة 10:44 ص|15 مارس 2015

فلسطين اليوم

كان كل يوم يمضي بعد فراق الشهيد حسن شقورة، يزيد شوقها له، وتتلهف لملامسة وجهه الطفولي، وتعود ابتسامته وممازحته لها، لكن ما يُشفي جراحها وقلبها الموجع هي ذكراه العطرة التي تفوح في كل مكان كان يتواجد فيه، وصفاته التي تظهر بين أشقائه وخاصةً الأصغر منه.

« حسن شقورة »، ذلك الشاب الذي يذكره كل من يعرفه، بدينه وأخلاقه وعمله المتقن وروحه المرحة، وابتسامته التي كانت تزين وجهه البريء، واستطاع أن يجمع حوله أصدقاء وأحباب أتعبهم فراقه، حيث كان على موعد مع الشهادة يوم السبت الموافق 15/3/2008 م، خلال تصويره لعملية إطلاق صواريخ على المغتصبات الصهيونية.

« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » وفي ذكرى استشهاد « حسن » السابعة« زارت منزل عائلته، التي مازالت تستقبل أحبائه وأصدقائه الذين دأبوا على التواصل مع أهل حبيبهم وصديقهم الذي رحل حاملاً معه ذكريات لدى كل شخص عرفه وعمل معه.


والد أحمد شقوررة

عائلة »حسن« تقطن في مشروع بيت لاهيا المكان الذي وُلد فيه في 16/11/1985، حيث هُجِرت عائلته من مدينة المجدل المحتلة، ودرس فيها وأكمل تعليمه، لينهي تعليمه بتخصص »تصميم ومونتاج« الذي كان يطوعه لعمله المقاوم والمجاهد.

والدة »حسن« التي بدأت بالحديث عن فلذة كبدها تحدثت بإسهاب عن صفاته الجميلة التي كان يتحلى بها، فأكثر ما كان يتميز به عصبيته للحق وصراحته، ونخوته، فضلاً عن مزاحه وضحكه وابتسامته التي كانت لا تفارق وجهه.

تضيف: كان يحب عمله كثيراً، وكنت أحاول أعرف عن طبيعة عمله بالإلحاح عليه لرؤية مايفعل، وكان يثق بي ويطلعني ليطمئن قلبي، وكنت أعرف ماذا يعمل، ولكني شعرت أن استشهاده جاء مبكراً ورحل سريعاً، ولكني موقنة أن الله أكرمه بالشهادة.



حسن شقورة

قبيل استشهاده بيوم

في اليوم الذي سبق استشهاده، تقول أم إياد والدة »حسن« ، كان قد مضى على زواجه سنة ونصف، وكان يجلس على الكمبيوتر عندما طلبت منه مراجعة العيادة الطبية، ووقتها قلت له: اذهب للطبيب لكي تنجبوا لنا ولد حلو مثلك، فيومها كان وجهه يشع نوراً ، ووقتها ألحت كذلك عليه زوجته، لكنه كان يحاول إسكاتي.

آخر نظرة

وتستذكر شقورة يوم استشهاد نجلها، حيث اعتاد على الوقوف على المرآة التي كانت في وسط المنزل لتسريح شعره، تقول: طلبت منه يومها أن يأخذ معه جهاز الكمبيوتر الخاص بشقيقه الأصغر لإصلاحه، ونظرت له نظرة طويلة، لم اعتد عليها وكانت آخر نظرة عندما ودعته يومها وهو يخرج »الله يسهل عليك« .

حسن شقورة

تقاطعها جدته التي كانت تكن لـ »حسن« حباً شديداً، حيث كانت طوال الوقت تدعو له وتطلب له المغفرة والرضى، فتقول: كل شيء في »حسن« كان حلو، طاعته وإنسانيته وحبه للناس ولشغله، كان مرضي ومحبوب وطيب.

يُذكر، أن »حسن« عمل في العمل الميداني، في صحيفة الاستقلال وإذاعة صوت القدس وفلسطين اليوم ومسئولاً للإعلام الحربي التابع لسرايا القدس في غزة وشمال قطاع غزة، كما أنشأ موقع سرايا القدس، وذلك بعد أن التحق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي، فتنقل للعمل في صفوف الاتحاد الإسلامي الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي.

وارتقى »حسن« برفقة الشهيدين محمد الشاعر وباسل شابط, بعد أن أطلقت طائرات الغدر الاستطلاعية الصهيونية صاروخاً تجاه حسن ورفاقه حيث يقوم بتصوير مهمة جهادية،  لينضم لقائمة الشهداء الصحفيين الذين ارتقوا فداءً لوطنهم، ومن أجل نقل حقيقة العدو الصهيوني الذي يواصل جرائمه بحق شعبنا.



حسن شقورة

خبر استشهاده

تقول والدته: كنت يومها أحضر حفلة زفاف في إحدى الصالات وكانت زوجته بجواري وقد تلقت خبر إصابة ثلاثة مقاومين من سرايا القدس، وقد أخبرتني بذلك، وعند سؤالها عن أسمائهم وقتها لم تكن على علم، ولكن عندما بدأت ألاحظ نظرات النساء من حولي، شعرت أن المصاب لأحد من أبنائي، ووقتها أخبرت أن »حسن من ضمن الجرحى« ، وخرجنا وقتها.

وبعد لحظات شعرت أن »حسن« قد استشهد، ولم أستطع لحظتها الخروج للمستشفى لرؤيته، وعند مجيئهم به للمنزل وقبلها بلحظات طلبت من النساء اللاتي تواجدن في المنزل أن يتركني وزوجته وحدنا لنودعه.


حسن شقورة

كرامات الشهيد

وعندما أتوا به، تضيف والدته، كان وجهه يشع نوراً ودمه مازالت يسيل، ورائحة المسك تفوح منه ومن المكان كله، حتى أن هذه الرائحة بقيت في المنزل حتى بعد مرور شهر على استشهاده.

وتذكر شقورة لنا حادثة حدثت معها خلال وداعها لابنها حيث تقول: عندما اقتربت منه قلت له هذه زوجتك »أمل« التي تحبها، لأفاجأ أن ابني يفتح عينيه كأنه »نوم الغزال« كما يقولون.

»لم تتوقف الكرامات بعد استشهاده، حيث كنت أشعر به بجانبي يذكرني بالصلاة على النبي وذكر الله، خاصةً عند سجودي« .. تقول والدته.

وتختم حديثها بشكر الله على نعمته، وعلى تكريمه لابنها حسن، مشيدةً بأصدقائه، الذين لم يتركونا وحدنا بل مازالوا دائمي التواصل مع العائلة منذ استشهاده.

وعلى بعد أمتار من المنزل، خرجنا برفقة والدته لزيارة قبر الشهيد »حسن" في مقبرة بيت لاهيا، لقراءة الفاتحة.. وقتها كانت اللحظات ساكنة لا ينفع فيها حديث مع والدة الشهيد رحمه الله.



حسن شقورة

 



حسن شقورة

حسن شقورة

حسن شقورة

حسن شقورة

حسن شقورة