يفتح أصحاب مهنة الحدادة في قطاع غزة كل صباح أبواب ورشهم التي أصابها الشلل وكلهم أمل في تجاوز معاناتهم مع موادها الأساسية المتمثلة بـ« اسياخ اللحام » الجزء الأهم في إنجاز مهنتهم..
سيخ اللحام الذي تجاوز سعره الدينار والنصف دينار والذي يعادل اكثر من 6 شواكل إسرائيلية في غزة أضاف مهنة الحدادة لقائمة المهن التي توقفت بسبب منع الاحتلال الاسرائيلي دخول موادها الخام... مراسل « فلسطين اليوم » زار ورشة الحداد أبو ابراهيم عفانة لمعرفة كيف يتعاملون مع ارتفاع الأسعار وماهي البدائل التي يستخدمونها.
الفني عفانة الذي أعرب عن استيائه للوضع الذي وصلت له مهنته أوضح لمراسلنا ان مهنة الحدادة مهددة بالتوقف بسبب غياب اسياخ اللحام وارتفاع أسعار البدائل لها.
وقال:« أقل ورشة عمل في اليوم تحتاج لكرتونة واحدة من اسياخ اللحام لإنجاز عملها وهو ما لا يمكن شرائه من التجار لاعتمادهم على نظام البيع بالسيخ وليس الكرتونة الأمر الذي يعيق العمل امام الحدادين الذي يرغب زبائنهم بالعمل بسعره الحالي ».
وأضاف البديل الذي يستخدمه الحدادين « اسلاك النحاس او المعروفة بـ ماكينة السشتايم » تجاوز سعرها الأخرى بـ400شيكل الذي كان في السابق يباع بـ 170شيكل« . وعن أسعار أسياخ اللحام في السابق والوقت الحالي .
وأوضح عفانة : » في وقتنا الحالي يصل سعر الكرتونة بـ500 شيكل وـ550 شيكل بمختلف أنواعه، وفي السابق كانت الكرتونة تباع بـ25او 27شيكل، مشيرا ان خمسة اسياخ كانت تباع بشيكل اما الآن الواحد بستة شواكل أو أكثر « .
وأشار عفانة انه يطلب من الزبائن التي تقصد ورشته القيام بشراء أسياخ اللحام بنفسه لعجزنا شرائها بسبب تكلفتها العالية جدا، الامر الذي يجبر الكثير من الزبائن على التوقف وايقاف عملنا.
بدوره رأى المحلل الاقتصادي د. ماهر الطباع منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال أسياخ اللحام لا يوثر فقط مهنة الحدادة في القطاع غزة بل يوثر على المهن الأخرى في البلد كونها ترتبط ببعضها البعض ».
وقال الطباع لـمراسل« فلسطين اليوم »: ان اسياخ اللحام لها عديد الاستخدامات وليس في الحدادة فقط الامر الذي يهدد مهن اخري كتأسيس القواعد لمهنة البناء واصلاح السيارات ومهن أخري".
وتفرض سلطات الاحتلال حصارا مشددا على قطاع غزة منذ ثمانية أعوام تحظر بموجبه توريد عشرات أصناف مواد الخام اللازمة للأنشطة الاقتصادية المختلفة.