خبر السيسي لـ« واشنطن بوست »: الإخوان هم الأب الروحي لجميع المنظمات الإرهابية

الساعة 07:13 ص|13 مارس 2015

فلسطين اليوم

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنه يحارب لإبعاد قوى الفوضى، منذ تولى الجيش السلطة من محمد مرسي بدعم شعبي عام 2013، معتبرا جماعة الإخوان المسلمين « المنظمة الأم للفكر المتطرف »، وأن أعضاء الجماعة هم « الأب الروحي لجميع المنظمات الإرهابية، وينشرونه في جميع أنحاء العالم ».

وفي حوار أجرته معه محررة صحيفة « واشنطن بوست » الأمريكية « لالي ويموث »، ونشرت الصحيفة في موقعها الإلكتروني، مساء اليوم الخميس، ما قالت إنها مقتطفات محررة منه، تحدث الرئيس عن علاقة مصر التي تواجه صعوبات مع واشنطن. وأضاف: « أعتقد أن لدينا سوء فهم. يبدو أننا لا يمكن أن نوصل صوتنا بطريقة واضحة كما ينبغي.

رغم ذلك، فإن المخاطر التي تحيط بهذه المنطقة واضحة، وأعتقد أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب كيف يهددها (المنطقة) الإرهاب ».

وردا على سؤال من محررة الصحيفة، التي دعاها السيسي إلى القصر الرئاسي عشية مؤتمر كبير لدعم الاقتصاد المصري، حول ما يعتقد أنه ينبغي على الولايات المتحدة فعله، أجاب: « دعم مصر، ودعم الإرادة الشعبية للمصريين.

السيسي يعكس الإرادة الشعبية للمصريين ». وتعقيبا على سؤال بشأن رد فعله على تجميد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 2013 تسليم مقاتلات طراز « إف 16 إس »، وأسلحة أخرى حتى تتحرك مصر نحو « تحول نحو الديمقراطية مستدام وشامل وغير عنيف »، رد السيسي: « أنا فقط أريد أن أسأل: من الذي يلجأ إلى العنف هنا في مصر؟.. إنهم الذين لم يرغبوا في المشاركة بطريقة بناءة في مسار الديمقراطية في أعقاب 30 يونيو (في إشارة إلى عناصر جماعة الإخوان المسلمين) ».

وتابع: « هؤلاء اختاروا المواجهة مع الدولة. هل رأيت دولة مصر تتخذ إجراءات ضد أي شخص في سيناء (شمال شرقي مصر) باستثناء أولئك الذين يحملون السلاح ويهددون ويقتلون أفراد من الجيش والشرطة وحتى المدنيين الأبرياء؟ نحن نواجه العنف داخل سيناء وعلى حدودنا الغربية مع ليبيا وحتى داخل أجزاء من (هذه) البلاد. لا يوجد أمن في ليبيا لمنع تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب الذين يأتون إلى مصر ويهددون أمننا القومي ».

وأضاف متسائلا: « من الذي ينسف شبكات الكهرباء ويزرع متفجرات في محطات الحافلات والقطارات؟ من الذي قتل المدنيين في الشوارع؟ ».

وعندما سألته المحررة عن الجواب، رد: « المتطرفون ». وتابع: « جماعة الإخوان المسلمين هي المنظمة الأم للفكر المتطرف. وهم (أعضاء الجماعة) الأب الروحي لجميع المنظمات الإرهابية.

وينشرونه في جميع أنحاء العالم ». وردا على سؤال ما إذا كان الإخوان هم الأب الروحي لتنظيم « داعش »، رد قائلا: « جميع المتطرفين يستمدون أفكارهم من بئر واحد. وهذا التفكير المتطرف يغذيه خطاب ديني يحتاج إلى أن يتم إصلاحه ».

ولدى سؤاله حول كلمة ألقاها بهذا الشأن مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، أجاب: « هذه هي الحقيقة. الخطاب الديني مشكلة. إنه يضم بعض الأفكار التي تروج فقط لأفكار مشوشة عن الدين عندما يتبناها الناس. الناس يلجؤون إلى العنف عندما يتبنون هذه الأفكار الدينية الخاطئة ».

وحول ما إذا كان تغيير الخطاب الديني، من شأنه أن يساعد في منع الناس من أن يصبحوا متطرفين؟ تابع قائلا: « إنه جزء من ذلك، ولكن هناك أجزاء أخرى، مثل القضاء على الفقر والجهل والأمية، وتعزيز الوعي الثقافي وضمان جودة التعليم ».

وردا على تساؤل حول شراء مصر أسلحة من روسيا، قال: « حوالي 50% من معدات القوات المسلحة المصرية هي بالفعل معدات روسية، نحتاج من الولايات المتحدة أن تفهم بوضوح أن هناك فراغا استراتيجيا في هذه المنطقة، هناك دول تعاني من التفكك والانهيار الأمني (....) كيف يمكنني أن أحمي بلادي؟ ».

ومضى قائلا: « هذا يتطلب من الجميع مساعدة مصر بشكل أكبر (....) نواجه تهديدات ضخمة في المنطقة، بالأمس فقط اختطف الإرهابيون في ليبيا 8 عمال نفط وذبحوهم (....) والآن ما الذي يتعين على الولايات المتحدة أن تفعله؟ إنكم تشاهدون فقط ».

وردا على سؤال حول ما إذا كان يشعر بأن هناك فراغا في القيادة الأمريكية؟ أجاب: « لم أقل ذلك. مصر يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة. وإذا فشل هذا البلد، سوف تنزلق المنطقة بالكامل في دوامة من الفوضى التي من شأنها أن تمثل خطرا جسيما على جميع البلدان في هذه المنطقة، بما فيها إسرائيل، وسوف تمتد إلى أوروبا ».

وحول رؤيته للتهديد من جانب إيران، وهل يوافق على أنه لا ينبغي أن يحوز الإيرانيون على سلاح نووي، رد بقوله: « نفهم أن الرئيس أوباما منهمك في الكثير من الإجراءات من أجل معالجة هذه القضية. يجب أن نعطيه الوقت (....) وفي الوقت نفسه علينا أن نتفهم القلق الإسرائيلي ».

وبشأن علاقة مصر مع « إسرائيل » في الوقت الراهن، جاوب: « نحترم معاهدة السلام مع إسرائيل منذ يوم توقيعها.

وأحد الأمثلة التي تعكس حجم الثقة بين الجانبين هو أن (المعاهدة) لا تسمح (بتواجد) القوات المصرية في الأجزاء الوسطى والشرقية من سيناء، المنطقة التي تطل على الحدود المشتركة. لكن الإسرائيليين رحبوا بتواجد القوات المصرية في تلك المناطق. وهذا يعني أن حالة العداء والتشكيك تناقصت بالسلام مع إسرائيل، هذا يمكن أن يحدث مع الدول العربية الأخرى وإسرائيل، إذا تم التوصل إلى حل الدولتين (فلسطين وإسرائيل) ». وأشار إلى أنه يتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كثيرا، مضيفا: « أريد فقط أن أطمئنه بأن تحقيق السلام (مع الفلسطينيين) سيكون اتفاقا تاريخيا بالنسبة له وبالنسبة لإسرائيل، وأننا على استعداد للمساعدة في التوصل إلى هذا السلام ». وعندما سألته المحررة، عن أن هناك الكثير من الاعتقالات لنشطاء حقوق الإنسان في مصر، حتى أولئك الذين أيدوه في يوما ما، وكيف يمكنه خلق بيئة أكثر انفتاحا، أجاب السيسي: « نؤيد تماما حق حرية التجمع. لكن هناك دائما هذا التوازن الهام بين الأمن وحرية التعبير في الدول التي تمر بظروف مثل ظروفنا، لكننا (نفعل) كل ما يلزم لنضمن ألا يوجد أبرياء محتجزون. في الأسبوع الماضي فقط، أفرجنا عن 120 سجينًا.. هنا لدينا قانون للتظاهر.. هذا القانون لا يمنع التظاهر، بل ينظمه ». وعندما عقبت متساءلة: « ينص (القانون على) أن المتظاهرين بحاجة إلى الحصول على تصريح من وزارة الداخلية. ليست هذه بالضبط حرية التعبير »، رد السيسي: « ليست هناك حالة واحدة رفض فيها طلب (للتظاهر) ». وعند سؤالها: لكن بعض من أبرز النشطاء العلمانيين في مصر، مثل أحمد ماهر، مؤسس حركة شباب 6 إبريل، يقبعون الآن في السجون. لقد كانوا يومًا ما أنصارك، رد بقوله: « لسنا ضد النشطاء العلمانيين، ولا ضد التظاهر، ولا ضد الشباب الذين يجهرون بآرائهم. لكن من المهم للغاية ألَّا ينتهك الناس حكم القانون ». وعند مقارنتها الأوضاع في مصر وأمريكا التي يتمتع الناس فيها بحرية كبيرة لقول ما يريدون، رد السيسي: « هناك فرق.. حين ترغب في استعادة مؤسسات الدولة الوطنية بعد 4 أعوام من الظروف الصعبة، وحالة ثورية هائلة تسيطر على المزاج العام. هل تعلمين كم تحتاج هذه البلد لتأمين احتياجات 90 مليون شخص كل يوم؟ (130 مليون دولار) من الدعم. من أين يمكننا الحصول على المال اللازم لتغطية هذه الاحتياجات؟ من سيأتي للاستثمار في هذه البلد إذا لم تكُن مستقرة؟ لدينا معدَّل هائل من البطالة يقدر بـ 13% ». وفي إجابته على سؤال، هل تعتقد أن الحكومة الأمريكية فقط لا تفهم احتياجات مصر، رد الرئيس المصري: « لا يمكنكِ فهم الصورة الحقيقية لما يجري هنا في بلادنا.. نحن دولةٌ نامية.. أنتم تنظرون إلى مصر بعيون أمريكية.. الديمقراطية في بلادكم تطورت عبر 200 عام.. أعطونا فقط فرصةً للتقدم.. إذا استعجلنا الأمور فإن دولةً كدولتنا ستنهار ». ولدى سؤاله، ذكرت كلمة « انهيار » مرتين حتى الآن. هل هذا أمر يقلقك، فلا يذكرها أحدٌ غيرك، رد السيسي: « بكل تأكيد. هل تعرفين لماذا.. لأن لديهم الكثير من الثقة في السيسي.. لكنني مجرًّد بشر.. لا يمكنني فعل كل شيء.. حين انهارت الصومال ألم تغادر أمريكا؟ هل تريدون لمصر أن تصبح دولةً فاشلة وتتنصلون منها بعد ذلك؟ ».