خبر الاخرة بعد ذلك -يديعوت

الساعة 09:41 ص|12 مارس 2015

فلسطين اليوم

اليوم التالي لنتنياهو

بقلم: يونتان يفين

(المضمون:  اذا كان كل ما لدى نتنياهو ليلمح به لمواطني اسرائيل اليائسة عشية الانتخابات هي ان بوجي ضعيف وتسيبي امرأة خفيفة العقل، فان بانتظاره هزيمة نكراء. فمواطنو اسرائيل المتوازنون ينظرون الى 18 اذار حيث يكون فيه نتنياهو مجرد نائب آخر من المعارضة، ولا يتأثرون على الاطلاق- المصدر).

في احد خطاباته الانتخابية، امام مؤيديه على ما يبدو ممن يستجيبون له كالصدى، يسأل الخطيب نتنياهو: من سيحمينا من التهديد الايراني، بوجي؟ من سيقاتل ضد حماس، تسيبي؟ وكان يتلفظ باسمي خصميه بهزء، والجمهور يرد وراءه « لا! » وما يرافقها من سخرية مناسبة. ويبدو نتنياهو زعما انه واثقا بنفسه، وكأن معركة الانتخابات هذه ليست سوى حشرة لجوجة هبطت على انفه، وسرعان ما سينشها بيده بسهولة. ولكن قطرات العرق البارد نراها.

الايام تمر، وصناديق الاقتراع تقترب، والاستطلاعات تشير لليكود اين الباب. اما العرق البارد الذي اخفاه نتنياهو في الخطاب فقد سخن، وهو اليوم باد بوضوح على جبينه، سواء كان متزينا أم لا. ومن لحظة الى اخرى، تلوح الهزيمة وليس بسبب « اليسرويين » على انواعهم، بل بالذات بفضل مصوتي الليكود الذين يفهمون بان الحزب لم يعد البيت، ولا سيما حين ينظرون فلا يجدون بيتا لهم أنفسهم، بينما يوجد بيت وبيت آخر للقيصر من قيساريا.

شيء واحد فقط يمنع الليكوديين المتوازنين من تغيير تصويتهم: اليوم التالي لنتنياهو. إذ ابتداء من 18 اذار سيتعين بالفعل على هرتسوغ ولفني، في حالة انتخابهما، ان يتصديا لحماس؛ وان يقررا خط عمل ضد ايران، يتناسب والاطار الضاغط للعلاقات الخارجية المتحطمة مع كل دول العالم وشقيقاتها؛ ان يفتحا عينا حذرة على داعش الذي يحيط بها في الساحة الشمالية. وكل هذا بالتوازي مع الكارثة التي يخلفها نتنياهو في كل مجال مدني – من الاقتصاد والرفاه وحتى الصحة، التعليم والامن الداخلي.

للاسرائيلي الذي اعتاد على تبجحات بيبي، فان مثل هذا التفكير بالفعل يبعث على الشلل في البداية. ولكن بعد الانتقال من مملكة العواطف الى المنطق، سيفهمون بان الشائعات عن الكارثة الثانية مبالغ فيها قليلا. فنتنياهو لم يمنع حتى الان بجسده المنيع مقاتلي حماس، واستعان بجنود الجيش الاسرائيلي وضباطه ممن سيواصلون القتال حتى تحت قيادة « بوجي » و « تسيبي ». كما أنه ليس زعيما هوليووديا يقود بنفسه الطائرة المتملصة نحو طهران، بل هو مسنود بسلسلة من المهنيين في الجيش وفي هيئات الاستخبارات، ممن يحللون الوضع، يرفعون التوصيات وينفذون القرارات. بيبي ليس رامبو.

ان المواطن الذي سيتوجه الى صندوق الاقتراع يوم الثلاثاء القريب القادم يمكنه بالتالي أن يكون متأكد وواثقا من أن القوة العظمى اسرائيل ستبقى على حالها. وهي ستنجو حتى بعد أن يكون نتنياهو في ذروة جولة المحاضرات الربحية على نحو خاص في الولايات المتحدة، بحيث يمكنه أن يمول اصلاح كل الشكوك التي في جدران العالم. ففي البلاد سيبقى رجال ونساء مهنيون متفوقون سيواصلون رفع تقويمات الوضع وتوصيات العمل لرئيس الوزراء. وهو بدوره سيواصل على ما يبدو اتخاذ القرارات التي سينفذوها، بالضبط مثلما اتخذها كل اسلافه – رغم انهم لم يكونوا نتنياهو مخلصنا.

اذا كانت هذه هي الورقة الوحيدة التي تبقت لنتنياهو في الايام القريبة القادمة، ورقة التخويف والاستخفاف بمنافسيه، فانه لا يفهم ماذا يحصل للجمهور، وان هذه ورقة خاسرة. اذا كان كل ما لديه ليلمح به لمواطني اسرائيل اليائسة عشية الانتخابات هي ان بوجي ضعيف وتسيبي امرأة خفيفة العقل، فان بانتظاره هزيمة نكراء. فمواطنو اسرائيل المتوازنون ينظرون الى 18 اذار حيث يكون فيه نتنياهو مجرد نائب آخر من المعارضة، ولا يتأثرون على الاطلاق.