خبر الجهاد الاسلامي تمكنّت من اختراق الأزمة المصرية الحمساوية .. غازي مرتجى

الساعة 08:37 م|11 مارس 2015

كتب غازي مرتجى

أثار خبر نشرته قناة الجزيرة نقلا عن مصادر حكومية مصرية ان الحكومة المصرية طعنت في قرار اعتبار حركة حماس حركة ارهابية , اثار ارتياحاً واسعاً لدى حركة حماس من جهة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي من جهة أخرى .

ومن الواضح انّ زيارة حركة الجهاد الاسلامي الى القاهرة والتي تحلّت بالسرية التامة والكتمان عدا عن بعض التسريبات والاجتهادات التي قامت بها جهات « مُستجدّة »  من الواضح انها احدثت اختراقاً نوعياً في العلاقات بين حركة حماس وجمهورية مصر .

الاختراق الذي توجّته الحكومة المصرية باعتراضها على الحكم الصادر ضد حركة حماس في المحاكم المصرية لن يكون الأخير , خاصة في ظل تسارُع وتيرة الأحداث وتبادل الحلفاء لأدوراهم ومقاعدهم .

بعد زيارة الرئيس السيسي الى المملكة السعودية ورفضه للمصالحة مع قطر وتركيا , سبق ذلك اعتراض السعودية على تصريحات مصرية اتهمت قطر بدعمها للارهاب , واختلاط الخيوط المؤدية الى القوة العربية المشتركة المُجمّد تشكيلها حتى اللحظة وطرح السعودية لمصالحة « سُنيّة » شاملة ستضم بشكل أساسي تركيا بشراكة كاملة مع المملكة , كل هذه التطورات وما سبقها من اجراءات ايرانية على الارض تُهدد دول الخليج في البداية وتعمل على تقويض التمدد السنّي وتمّد الحبال للقوى الشيعية في كل دول المنطقة العربية للتحالف وتشكيل الهلال الشيعي المُنتظر . 

مصر تحاول اللعب على التناقضات الحالية خليجياً بعد التغييرات الدراماتيكية في المملكة والتي رشحت عنها معلومات مُتضاربة كلها تؤكد انّ هناك تغييرا ما في سياسة المملكة لكنه لن يصل الى درجة التخلّي عن مصر , وخارطة الطريق السعودية مبنية على اساس الوصول الى قوة سُنية مشتركة تضم مصر والاردن والمغرب وتركيا في البداية وهذه الخارطة بحاجة الى تجميد الخلافات السنية الداخلية كمحاربة الاخوان المسلمين في الخليج ومصر على حد سواء , وربما يكون ذلك شرطاً تركياً للبدء بخطوات تشكيل القوة السنية المنشودة . 

زيارة قيادة الجهاد الاسلامي الى القاهرة بحضور الامين العام المقبول داخليا ً وخارجياً رمضان شلّح لم تكن بعيدة عن السياق أعلاه بل ربما هي جزء أساسي من التحرك الاقليمي الدراماتيكي الحاصل , ولم يكن لزيارة الجهاد الاسلامي ان تنجّح لولا رجاحة طرح الجهاد لرؤيتها بدايةً , وتقاطع الوضع الاقليمي والتحالفات المصرية الجديدة مع الزيارة وتوقيتها . 

حركة الجهاد تمكنّت من اختراق الازمة ولا شك ان قرار الحكومة المصرية بالطعن على قرار المحكمة الاخير سيكون له ما بعده ولن تقف عند ذلك بل ربما يتعداه الى وساطة حمساوية لترطيب الاجواء المصرية الداخلية والبدء بمشروع مصالحة مشترك مع الاخوان المسلمين في مصر .

  سنشاهد خلال الايام القريبة القادمة مصالحة اعلامية متبادلة مع وجود بعض الشواذ غير الراغبين بعودة المياه الى مجاريها .   مصر تعلم تماماً ان قطاع غزة يُعتبر « ورقة رابحة » في اي معادلة اقليمية قادمة وتعي قيادتها انّ فلسطين بقيادتها وشعبها وفصائلها لا يُمكن ان تتخلى عن الدور المصري تحت اي مُغريات أو ذرائع بل تُعزّزه قدر الامكان .   اختراق الجهاد الاسلامي للحالة القائمة منذ عامين يُحسب لها ويُعتبر انجاز كبير يجب أن تستمر « الجهاد » بتبنّي نفس الموقف والبناء عليه وعدم الركن الى الخطوات الحالية والضغط باتجاه اتخاذ خطوات ايجابية من الجانبين أكثر وضوحاً وصراحة .   ان الحالة العربية والتقاطعات الاقليمية ستؤدي حتماً الى « لحلحة » الحالة الفلسطينية في الاتجاه الصحيح , وخطوات الرئيس أبو مازن بتجييش « دول العالم » خلف توجهاته السلمية وترحيبه مؤخراً بمشروع « رواتب غزة » السويسري وعلاقاته المتميزة بالعاهل السعودي والرئيس المصري على حد سواء كل ذلك من المفترض ان يؤدي الى ما يجب أن تؤول اليه الاوضاع في القطاع بعد عدوان استمر خمسين يوماً لم ترحم فيه اسرائيل بشراً ولا حجراً .