خبر سباق تسلح السعودية -معاريف

الساعة 11:17 ص|10 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي ملمان

(المضمون: استطلاع هيئة « آي.اتش.اس » الدولية يشير الى أن السعودية أصبحت تقف على رأس قائمة مستوردي السلاح والسبب هو خشيتها من ايران وداعش - المصدر).

الهزة التي يمر بها الشرق الاوسط في السنوات الاخيرة والتي حولته الى مكان أقل استقرارا مما كان في الماضي والى مكان أكثر خطرا، وجدت تعبيرها في سباق التسلح العالمي.

للمرة الاولى منذ بضع سنوات، تجاوزت السعودية الهند وصعدت الى رأس قائمة مستوردي السلاح الكبار في العالم. حسب تقرير لـ « آي.اتش.اس »، الهيئة الدولية في كولورادو المختصة بالمعلومات والابحاث الدولية وتحليلات السوق في مجالات مختلفة، وضمن أمور اخرى، فقد اشترت الهيئة قبل بضع سنوات مجموعة المعلومات والنشرات الدولية لشؤون الجيش والامن لـ « غينس » البريطانية. تقوم هذه الهيئة منذ سنوات بنشر التقارير عن بيع السلاح في العالم، وعلينا التأكيد أن هذه المعلومات لا تشمل السلاح الخفيف والذخيرة والمعدات والمعلومات الاستخبارية والحماية.

حسب البحث الجديد للهيئة في 2014، تم بيع – من تحت الطاولة – اسلحة واجهزة امنية للاستخدامات العسكرية بقيمة 64.4 مليار دولار. هذه هي السنة السادسة التي توجد فيها زيادة في حجم المبيعات والمشتريات. الزيادة في السنة الماضية مقارنة بسنة 2013 وصلت الى 15 بالمئة. وتشير التوقعات الى أن هذا الميل سيستمر، وفي هذه السنة ستكون زيادة بنحو 10 بالمئة. مصدر الزيادة هو في الطلب الكبير من جانب دول في الشرق الاوسط وعلى رأسها السعودية ودول الخليج وشرق آسيا.

الولايات المتحدة تستمر في كونها الدولة المنتجة والمصدرة الاكبر في العالم قبل روسيا، وبعدهما تأتي فرنسا وبريطانيا، وبصورة مفاجئة المانيا. اسرائيل التي وضعت في المكان السادس هبطت درجة لتصبح في المكان السابع واحتلت ايطاليا مكانها. المصدرة الثامنة هي الصين.

اسرائيل التي يشكل التصدير الامني عاملا مركزيا في اقتصادها (نحو 5 مليارات دولار سنويا)، يعتبر هذا الميل بالنسبة لها مقلقا. يبدو أن مصدر هذا الميل هو تقليص معين في علاقاتها مع الهند التي كانت وما زالت من الاسواق الثلاث المهمة جدا لتصديرها الامني الى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.

« الزيادة في شراء السلاح من قبل السعودية »، جاء في التقرير الجديد، « دراماتية جدا ». لقد ازداد الاستيراد السعودي في 2014 بـ 54 بالمئة مقارنة بسنة 2013، ويتوقع أن يزداد بنحو 50 بالمئة في 2015 ليصل الى مبلغ خيالي يُقدر بـ 10 مليارات دولار.

 بعد المملكة الصحراوية فان الدول المستوردة الكبرى هي الهند، الصين، اتحاد الامارات العربية وتايوان.

إن سبب التسلح الهائل للسعودية ودول الخليج هو قبل كل شيء الخوف من ايران. هذه الدول زادت في السنوات الاخيرة من شراء طائرات متقدمة وصواريخ واجهزة مضادة للصواريخ والدبابات. كما أنها تبذل جهدا كبيرا في تطوير قواتها البحرية.

سبب آخر هو خوف السعودية واتحاد الامارات من صعود الاسلام المتطرف وفي الاساس داعش. الدولتان تشاركان في التحالف الدولي، والطيارون فيهما يشاركون في مهاجمة أهداف لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.

يدعي خبراء بأن هذه التحديات أدت بالعائلة المالكة السعودية الى استنتاج أن عليها توظيف مبالغ كبيرة بعيدة المدى في الجيش، الذي تظهر عليه تطورات معينة في السنوات الاخيرة، لكنه ما زال لا يعتبر قوة مقاتلة تساوي في نوعيتها ايران.