خبر ذُعر- معاريف

الساعة 11:10 ص|10 مارس 2015

فلسطين اليوم

ذُعر- معاريف

بقلم: بن كسبيت

  (المضمون: كان الوصول الى سوق محنيه يهودا في السابق يعتبر احتفالا اعلاميا لليكود في بيته، والآن يصل نتنياهو الى هناك سراً تقريبا - المصدر).

 

          الذعر الذي يُبث مما يسمى « حملة الدعاية لليكود » لا يمكن انكاره بعد. لقد نزل أمس رئيس الحكومة الى سوق محنيه يهودا سرا. في السابق كان أمرا كهذا يعتبر احتفالا اعلاميا بالنسبة لبيبي والليكود، حيث أن محنيه يهودا هو النواة الصلبة وقاعدة القواعد. بيبي ملك اسرائيل. الامر لم يعد كما كان، فاليوم يصلون الى هناك سرا ويخافون الاتيان بوسائل الاعلام الحرة ويتجولون بسرعة ويتصورون ويعطون الفرصة لميري ريغف بأن تصرخ قليلا، ويدفعون (نقدا!) بدل الاسبرسو ويهربون قبل أن تحدث أضرار. بعد ذلك، كالعادة، يلفقون قصة مفبركة للتغطية (بتوصية من جهاز الامن العام لم يقوموا بدعوة وسائل الاعلام)، وبعد نصف ساعة يتبين أن القصة كالعادة ليس لها أساس. الأساس أن بيبي كان في سوق محنيه يهودا وعاد بسلام. المرة الاخيرة التي كان فيها هناك كانت في الحملة الانتخابية في 2009. فنتنياهو يحب السوق قبل الانتخابات.

 

          لكن هذه ليست فقط جولة في السوق. رجال موشيه كحلون يتحدثون عن ضغط كبير غير محتمل مورس لاظهار الدعم لنتنياهو. هناك ايضا نغمة تهديد في هذا الضغط، لكن كحلون غير منفعل حقا، فالتهديدات تسبب له تأثيرا معاكسا. لو أراد اظهار الدعم لنتنياهو لكان قبل الوعود التي مُنحت له بحقيبة المالية، ولكان تنافس داخل الليكود. لكن كحلون طُرد من الليكود على يد نتنياهو وأقسم ألا يعود الى هناك طالما أن بيبي هناك. الآن نتنياهو مستعد للتعهد له بالعجائب كالعادة، لكنه لم ينهار.

 

          ليس فقط أنه لم ينهار بل إن زخمه آخذ في التصاعد. فلقاءاته الجماهيرية بدأت تُذكر بلقاءات يئير لبيد الذي حرق الارض منذ اليوم الاول وجمع الآلاف. من وصل الى لقاءات كحلون في الاسابيع الاخيرة رأى مئات الاشخاص واحيانا أكثر من ألف، اغلبيتهم ليكوديين خاب أملهم. في يوم الاحد الماضي في حولون جلب كحلون 1050 شخص للاجتماع، وبقي 250 في الخارج. بعد بضعة ايام جاء نتنياهو الى لقاء في فرع الليكود في حولون وقد حضره عشرات المشاركين. الليكود لا ينظم لنتنياهو لقاءات مفتوحة لئلا يُهان، فهم يفضلون اللقاءات البيتية المتواضعة. من السهل جدا ملء شقة بدلا من قاعة أفراح. على الارض يتم التصويت بالأقدام وارضية الليكود تبدو الآن سيئة جدا. ما المدهش في ذلك؟ الارض لا يتم تمويلها، والفروع مُهملة واعضاء الكنيست والوزراء يُقصون من الحملة (ومن الميزانيات)، ويتم تجميعهم بسرعة فقط عندما يُراد منهم الدفاع عن نتنياهو في الاذاعة والتلفاز.

 

          بنحاس عيدان، الرئيس القادر على كل شيء في لجنة العاملين في سلطة الطيران، عمل أمس لنتنياهو مدرسة. بعد أن نجحت لجنة الصناعات الكيميائية في تركيع نتنياهو واجباره على الاعلان أنه سيتدخل في موضوع الاقالات (هكذا تم منع ظهور رئيس اللجنة في لقاء جماهيري ضد بيبي في تل ابيب في منتهى السبت)، وصلت الرسالة الفاخرة لليكود التي ربطت فيها عمال الموانيء وسلطة البث مع مخربي حماس. نشر عيدان أمس رسالة رسمية شديدة موجهة لنتنياهو تتضمن تهديدا بأن العاملين الليكوديين في اغلبيتهم لن يصوتوا لليكود. في أعقاب هذه الرسالة استُدعي بسرعة البرق الى مقابلة مصالحة مع نتنياهو. نتنياهو « تحمل المسؤولية » عن الرسالة التي تم بثها (رغم أن يعلون قال أول أمس إنه « لم يعرف عنها »)، وقد اعتذر وطلب من عيدان انهاء المشكلة والاعلان أنه سيدعم الليكود.

 

          بعد وقت قصير صعد عيدان في بث مباشر في « راديو بدون توقف » وقال لآريه الدار ولي بأنه « ما زال لا يعرف » اذا كان سيصوت لليكود. قبل كل شيء قال إنه يجب أن يهدأ. بالمناسبة، عيدان هو رقم 36 في قائمة الليكود للكنيست. اذا كان المرشحون في قائمة الليكود للكنيست ما زالوا يفكرون هل سيصوتون لها أم لا، فان ذعر نتنياهو له ما يبرره. يمكن أنه الى موعد الانتخابات سيهدأ عيدان. أما نتنياهو؟ يبدو أنه لن يهدأ.

 

          الموضوع الاخير هو الاستطلاعات. هذه الانتخابات من شأنها أن تكون الاكثر مفاجئة وغير المتوقعة في تاريخنا. لقد تعودنا على حقيقة أن نحو ثمانية مقاعد تبرز في يوم الانتخابات وتذهب الى اتجاه مفاجيء (المتقاعدون في 2006، لفني في 2009 ولبيد في 2013). حقيقة احصائية اخرى هي أنه في الحملات الاربعة الانتخابية له فقد بيبي عدد غير قليل من المقاعد في الاسبوع الاخير. صحيح أنه حتى اليوم الاستطلاعات تعطيه تأخرا بسيطا (بين مقعد الى مقعدين عن هرتسوغ)، لكن هناك ايضا استطلاعات اخرى معمقة ومُركزة أكثر. لقد شاهدت اثنين كهذه في الايام الاخيرة. أحدهما تم تحليله من واحد من أفضل المستطلعين في العالم وقد أعطى لنتنياهو 19 مقعدا في يوم الانتخابات. يبدو أن نتنياهو يعرف هذه الارقام ويخشى من أن يصطدم بها قريبا.