خبر من يسمح لنفسه بالتشبيه بحماس- يديعوت

الساعة 10:49 ص|10 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يوفال ديسكن

(المضمون: فمن يصدر شريطا يشبه فيه عاملي الميناء وسلطة البث بالارهابيين وبحماس، وبعضهم مقاتلون في حروب اسرائيل، بما فيها في « الجرف الصامد »، يمكنه بالتأكيد ان يقول ما يريد عن مئير داغان - المصدر).

من يمكنه أن يشبه بين عاملي البناء وسلطة البث – وبينهم مقاتلون في حروب اسرائيل – بالارهابيين وبحماس، يمكنه ايضا أن يجعل من مئير داغان – الذي اصيب مرتين في الحروب وفي العمليات، نال وسام الجسارة وقاد حملات جريئة في الجيش وفي الموساد – يسرويا (هذه كلمة تنديد؟) ناكر للجميل وشبه مقتلع لاسرائيل.

رأيت الرد البائس من الليكود على خطاب داغان الذي وصف بانه « رجل اليسار » المحبط الذي سعى الى تمديد ولايته تحت نتنياهو والاخير رفض ذلك. ومن معرفة شخصية قريبة يمكنني أن اقول لكم انه اذا كان داغان « رجل يسار » بطبيعته، فان نتنياهو والناطقين باسم الليكود يحملون على ما يبدو بشكل خفي هويات عضوية في القائمة العربية الموحدة. قرأت ايضا اقوال اوفير اكونيس عضو الشرف في جوقة حديث الترهات في الليكود، الذي هاجم نكران الجميل من مئير داغان تجاه نتنياهو الذي « انقذ حياته ». وللحظة فحصت اذا كنت لا اتذكر صحيحا ونتنياهو تبرع لمئير داغان كبده الخاص.

وبصراحة اشدد على أني صديق قريب جدا من داغان واحبه محبة الروح. فالمحبة والثقة بيننا نشأتا ونجحتا في الاختبار على مدى سنوات طويلة من النشاط المشترك في جملة من المواضيع العملياتية وغيرها التي لن افصلها هنا. ومن شهادات شخصية قريبة اقول ان داغان فعل في الموضوع الايراني وفي عدة مواضيع امنية اخرى اكثر من نتنياهو ومن كل الناطقين بلسان الليكود الاخرين معا. وخلافا لنتنياهو، فان ما فعله لم يكن فقط في الاقوال في الامم المتحدة أو الكونغرس – الامر الذي لا استخف باهميته – وحين سيأتي اليوم سيعرف شعب اسرائيل ويفهم على ماذا يدور الحديث.

داغان ليس خبيرا في الخطابات، ولكن كما رأيتم في المهرجان فانه شخص حقيقي، اصيل ووطني عظيم يخاف، مثل كثيرين آخرين وأنا بينهم، ومثل مقرب نتنياهو ايضا منذ وقت غير بعيد، ايهود باراك، على مستقبل الحلم الصهيوني. ويبدو لغرض التشهير به بشكل بشع.

داغان، الذي اصيب مرتين في خدمته العسكرية ويعاني منذ سنوات من اصاباته تلك، هو ايضا رجل شجاع بشكل استثنائي. وسأذكر هنا وصفا للفعل الذي حصل عليه النقيب مئير هوبرمان (داغان) وسام الجسارة: « في يوم 29 كانون الثاني 1971 تحركت سيارتا جيب دورية بقيادة النقيب مئير هوبرمان في طريق داخلي بين مخيم جباليا للاجئين ومدينة غزة. وعلى الطريق مرت عنهم سيارة عمومية وفيها سكان محليون. ولاحظ النقيب مئير هوبرمان بين مسافري السيارة مخربا مطلوبا يعرف بلقب ابو نمر. فأمر بوقف سيارتي الجيب، والجنود الذين نزلوا احاطوا بالسيارة العمومية واوقفوها. توجه النقيب مئير هوبرمان الى السيارة العمومية، وفي نفس اللحظة فتح ابو نمر، الذي كان يجلس في المقعد الامامي قرب السائق، باب السيارة، اخرج قنبلة يدوية، سحب امانها وهدد الجنود بقوله: »كلنا نموت« . فهتف النقيب مئير هوبرمان: »قنبلة!« كي يحذر مرؤوسيه وفي نفس الوقت هجم على الرجل، أمسك يده وبعد صراع قصير نجح في انتزاع القنبلة من يده واخضاعه. وظهر بين مسافري السيارة العمومية مخرب آخر. في عمله هذا، الذي قام به مخاطرا بنفسه، منع خسائر وادى الى القبض على مخربين خطيرين. وعلى هذا العمل تلقى وسام الجسارة. في نيسان 1973، من دافيد اليعازر، الفريق، رئيس الاركان.

داغان  هو رجل تنفيذي ورجل عمليات كان لتسع سنوات رئيسا للموساد، منها سنتان تحت نتنياهو الذي كان بوسعه أن يغيره في كل لحظة – لانه لا يوجد قانون للموساد تتقرر فيه ولاية رئيس الموساد. ويمكنني أن اقول لكم من شهادة شخصية ان داغان كان رئيس الموساد انطلاقا من الاحساس بالرسالة والالتزام العميق الذي شعر به، ولا سيما في موضوع النووي الايراني. فهذا مجال قاده بقدر كبير في السنوات التي كان فيها رئيسا للموساد، وبغض النظر عن مسألة من كان رئيس الوزراء.

يمكن لنا أن نوافق او نختلف مع داغان، يمكن أن نهاجم اراءه ونحاول دحضها. اما النزول الى هذا المستوى البائس؟ ولكن هذا غير مفاجيء. فمن يصدر شريطا يشبه فيه عاملي الميناء وسلطة البث بالارهابيين وبحماس، وبعضهم مقاتلون في حروب اسرائيل، بما فيها في »الجرف الصامد"، يمكنه بالتأكيد ان يقول ما يريد عن مئير داغان.