تواصل التنسيق الأمني

تقرير الأجهزة الأمنية للسلطة تنسف قرار المركزي

الساعة 11:17 ص|09 مارس 2015

فلسطين اليوم

تحاول الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية تسويق أمر اعتقال كوادر وعناصر من حركة حماس خلال يوم واحد في الضفة على أنه ردا على عملية اعتقال مدير مكتب القيادي الفتحاوي نبيل شعث في القطاع وليد سويدان.

إلا أن الحركة والتي تعرضت لعمليات اعتقال جماعيةـ تؤكد أن الأمر يتعلق بالتنسيق الأمني، ومرتبط ارتباطا وثيقا بتوجيهات من الاحتلال بنيه حماس القيام بعمليات في الداخل الفلسطيني المحتل عشية الانتخابات الإسرائيلية.

وبحسب مصادر من حماس فإن عدد من اعتقلتهم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة من صفوف أبناء حركة حماس وصل إلى 50 معتقلًا، وأكثر من 10 مستدعيين.

هذه الاعتقالات، والتي اتخذت صفة الحملة الجماعية، تأتي على بعد يومين فقط من اتخاذ المجلس المركزي الفلسطيني قرارا بوقف العمل بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، وهو ما يثبت عدم جدية هذا القرار كما توقع الكثيرين من المحللين.

في حديث سابق مع المحلل السياسي خليل شاهين قال إن قرار وقف التنسيق الأمني لا يمكن تطبيقه بدون إعادة النظر في شكل ومسؤوليات ووظفيه السلطة، وهو ما لم يتخذه المجلس المركزي.

وتابع موضحا ل« فلسطين اليوم »:« كان يفترض بالمركزي اتخاذ قرارا إلزاميا بإعادة النظر بدور السلطة وشكلها ومسؤولياتها ووظائفها بدون مثل هذه العملية تبقى القرارات ناقصة، وما قام به هو التهرب منها بإحالة ملفات مفصلية إلى اللجنة التنفيذية، والتي لم تقرر بذلك.

قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس حسام بدران، إن حملة الاعتقالات التي شنتها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة ضد قيادات وكوادر حركة حماس في الضفة أمس، والتي شملت في إحصائية أولية 50 معتقلًا و10 مستدعيين، تؤكد على أن التنسيق الأمني مع الاحتلال على حاله ومستمرٌ وعلى أعلى المستويات.

وأضاف بدران في تصريح صحفي له، بأن استمرار التنسيق الأمني بتلك الوتيرة، يثبت أن قرارات المجلس المركزي الأخيرة بوقف التنسيق ليست حقيقية ولا معنى لها على الأرض، وأن الأجهزة الأمنية تقوم بما هو مطلوب منها.

وطالب القيادي في حماس، كافة أعضاء المجلس المركزي أن يعلنوا عن موقف صريح إزاء استهتار الأجهزة الأمنية بقراراتهم المتعلقة بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وإتمام المصالحة الوطنية.

ولفت بدران النظر إلى خطورة التزامن بين الحملة الشرسة التي شنتها أجهزة السلطة الليلة الماضية مع إعلان المخابرات الإسرائيلية بأن 80% من أعمال المقاومة في الضفة قامت بها حركة حماس.

وكانت الصحافة العبرية يوم أمس كتبت في إطار متابعتها لهذه الاعتقالات بصراحة أن هذه الاعتقالات تأتي في إطار التنسيق الأمني وطلب من الاحتلال، فكان عنوان صحيفة يديعوت احرونوت » لأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية بدأت حملة اعتقالات ضد عناصر من حماس« .

وفي عنوان آخر »رئيس السلطة الفلسطينية يأمر بحملة اعتقالات واسعة لتهدئة الوضع الميداني قبل الانتخابات« وجاء في المقال: » على الرغم من عدم تحويل « إسرائيل » لأموال الضرائب إلا أن إصرار السلطة على مكافحة « الإرهاب » لم يتوقف.

وتابع:« قال مصدر أمني إسرائيلي صباح الاثنين أنه وعلى الرغم من عدم تحويل »إسرائيل« لأموال الضرائب إلا أن إصرار السلطة على مكافحة ما أسمته »الإرهاب« لم يتوقف وتواصل منع ذلك بكل ما أوتيت من قوة ».

وبحسب الصحيفة العبرية فإن « الدافع من وراء قيام السلطة بحملة الاعتقالات في صفوف نشطاء حماس مرتبط باقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية والمقررة بعد 9 أيام، ونية السلطة مكافحة العمليات ».