خبر المقاصد تجري عمليات معقّدة على مستوى المنطقة

الساعة 08:34 م|08 مارس 2015

فلسطين اليوم

أعلن البروفيسور نزار حجة، استشاري ورئيس قسم جراحة قلب الأطفال وتشوّهات القلب الخلقية في مستشفى المقاصد الخيرية، أن الطاقم الطبي للقسم نجح بإتمام عمليتين جراحيتين لإصلاح عيب خلقي بالقلب لطفلين خُلقا بحالة مرضية نادرة، تعرف باسم « متلازمة القلب الأيسر الناقص التنسج »، وهي حالة يكون فيها الجزء الأيسر من القلب غير مكتمل النمو، حيث تكللت العمليتان بالنجاح ودون مضاعفات. فيما نجحت طواقم الوحدة بإجراء المرحلة الأولى من العملية لطفل ثالث يعاني من ذات الحالة.

ويقول الدكتور حجة: « في الغالب يتم اكتشاف الحالة منذ وجود الجنين في رحم أمه، أو بعد ولادته بساعات قليلة، وهي حالة يولد بها طفل من بين 50,000 طفل في العالم، بحيث يكون الجزء الأيسر من القلب مفقوداً، ويعيش الطفل سائر حياته بنصف قلب، وتبدأ ظهور الأعراض على الطفل منذ الأيام الأولى لولادته، حيث تظهر زرقة في الجلد نتيجة نقص الأكسجين، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وعدم القدرة على الأكل، لذلك يخضع الطفل لعملية جراحية بمراحل متعددة تجرى خلال السنوات الأولى من حياته ».

ويؤكد د. حجة أن وحدة جراحة قلب الأطفال في المقاصد، تعتبر رائدة في إجراء العملية الجراحية الأحدث لإصلاح هذا العيب الخلقي، وتسمى (عملية غيسين) (Giessen-hybrid-procedure) ، والتي تم البدء بإجرائها في مدينة (غيسين الألمانية)، بعد عام 2000، بالإضافة إلى مراحل العملية الأولى والمعروفة باسم (نوروود) حيث تُجرى خلال الأسابيع الأولى من عمر المولود، ثم عملية (جلين) ثنائية الاتجاه؛ والتي تجرى بعد مرور أربعة أو ستة أشهر من عمر الوليد، من ثم تجرى عملية (فونتان) بعد مضي ثلاث سنوات من عمر الطفل« .

ويضيف البروفيسور حجة أن مثل هذه العمليات كانت تتمتع بنسبة نجاح قليلة تصل إلى 15-20%، ناهيك عن فقدان الأمل باستمرار الطفل على قيد الحياة، إلا أن نسبة نجاح (عملية غيسين) الحديثة، والتي باتت تجرى داخل الوحدة في مستشفى المقاصد، تتمتع بنسبة نجاح تصل إلى 80%، وهي العملية التي أجريت للطفلين معاذ وحبيبة.

فيما ينتظر ذوو المولود (عدي) الذي أنهى أسبوعه الثاني بعد الولادة، أن تجرى له مراحل العملية الثانية والثالثة والرابعة على يد الدكتور نزار حجة، وذلك بعد أن أجريت له العملية الأولى في مستشفى المقاصد متكللةً بالنجاح التام، على أن تُجرى له العمليات اللاحقة بعد مرور أربع سنوات من عمره.

وعلى أحد أسرّة القسم، تنام الطفلة حبيبة بهدوء على سرير القسم، بعد أن أنهت المرحلة الأخيرة من العملية الجراحية مؤخراً، وتم فصل جهاز التنفس الصناعي عنها، وهي بحالة صحية جيدة، وتتنفس بشكل طبيعي.

من جهتهم، عبر أهالي الأطفال المرضى عن سرورهم وفرحتهم العارمة، باحتضان مستشفى المقاصد وقسم جراحة قلب الأطفال لحالات أطفالهم، وتكلل العمليات المعقدة بالنجاح الباهر، وإبقاء أطفالهم بفضل الله تعالى أولاً وبجهود الأطباء ثانياً، على قيد الحياة، بعد شعورهم بالخوف من فقدانهم إثر علمهم بمرض أطفالهم.

وتأتي قصص نجاح العمليات الثلاث الحرجة لعلاج »متلازمة القلب الأيسر الناقص التنسج« ، استكمالا لتميز الوحدة وريادتها في إجراء العمليات الجراحية النوعية والنادرة على مستوى فلسطين والشرق الأوسط، حيث سجلت الوحدة عدداً من القصص المتميزة على مدى السنوات الأخيرة؛ مثل عمليات إصلاح تشوهات خلقية في القلب وأجزائه، واستئصال كتل سرطانية منه، وغيرها.

وعلى الرغم من العجز المالي الذي يعانيه مستشفى المقاصد بسبب عدم تحويل مستحقاته من السلطة الوطنية، لاسيما بعد قيام إسرائيل بالحجز على إيراداتها الضريبية، إلا أن »وحدة جراحة قلب الأطفال تمتاز بطاقم طبي عالي الكفاءة من الأطباء والممرضين، إلى جانب التطور العالي المستوى في المعدات والتقنيات، وإجراء عمليات معقدة بنسب نجاح عالية مقارنة بالعديد من المراكز والمستشفيات الإسرائيلية، بل وتضاهي عدداً من المراكز العالمية"، كما يقول البروفيسور حجة.

وقد أسست وحدة قلب الأطفال في مستشفى المقاصد عام 2003 ، وهي الوحدة الأولى من نوعها التي تقدم مثل هذا العلاج في الضفة الغربية وقطاع غزة والذي يشمل العلاج الجراحي لتشوّهات القلب عند الأطفال، والعلاج الطبي لأمراض قلب الأطفال، بالإضافة إلى وحدة العناية القلبية المركزية والمزودة بعشر أسرةٍ مجهزةً تجهيزاً كاملاً، وبغرفة خاصة لإجراء عمليات القلب المفتوح للأطفال.

ويرأس البروفيسور حجة القسم منذ أن استقدمه مستشفى المقاصد من جمهورية ألمانيا قبل عامين، ويساعده طاقم طبي فلسطيني بمستوى عالي من الكفاءة والخبرة، وذلك حرصاً من المستشفى على توفير الخدمة الطبية الأفضل لمرضاه. وينوه حجة أن القسم لا يزال بحاجة إلى المزيد من التوسعة، حتى يصبح قادراً على علاج أكثر من 400 حالة سنويا خلال السنوات الثلاث القادمة، بالإضافة إلى توسيع الخدمات لتشمل التشخيص والعلاج بالكهرباء، وزيادة القوى العاملة البشرية، والقيام بعمليات زرع القلب للأطفال.