حوار أبو ليلي: قرارات المركزي واجبة التنفيذ ووفد الجهاد حقق نتائج ملموسة في مصر

الساعة 10:35 ص|08 مارس 2015

فلسطين اليوم

بارك قيس عبد الكريم « أبو ليلي » عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وعضو المجلس التشريعي، الجهود التي قام بها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح والوفد المرافق له مع الأشقاء المصريين بهدف التخفيف من معاناة قطاع غزة، وتخفيف حدة التوتر بين المصريين وحركة حماس. متمنياً أن تكون الجهود مكللة بالنجاح.

وفي سياق آخر، عزا « أبو ليلي » سبب استمرار الانقسام بين حركتي فتح وحماس إلى حالة الصراع بين الفصيلين على النفوذ والسلطة، داعياً إياهم إلى النظر للمصلحة الوطنية العليا والعمل على إنهاء الانقسام. مؤكداً أن الانتخابات هي المخرج من الأزمة الراهنة. وقال:« إن طلب الرئيس موافقة خطية من حماس على اجراء الانتخابات جاء بسبب الاشتراطات المسبقة من قبل حماس على عقدها ، كمشكلة الموظفين، وانعقاد التشريعي وغيرها.

وعن قرارات المجلس المركزي، أكد أبو ليلى في حوار مع مراسل »فلسطين اليوم« ، أن هذه القرارات ملزمة وواجبة لكل مؤسسات منظمة التحرير والسلطة وواجبة التنفيذ، موضحاً أن موقف حماس من هذه القرارات خطوة في الاتجاه الصحيح، رغم تناقض تصريحاتها تجاه المجلس، فمرة تصف انعقاده بأنه تجاوز للمصالحة، وانه لا يمثل الكل الفلسطيني، وتارة ترحب بقراراته، وأخيرا تشكك في إمكانية تنفيذها.

إليكم نص الحوار:

- هل تتوقع أن يتم تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير ؟

لا يمكن أن تبقى حبراً على ورق ، لأنها قرارات حاسمة وملزمة لكل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بما في ذلك السلطة المدنية منها، لكن يمكن أن يكون عملية تنفيذ القرارات بحاجة إلى آليات وإجراءات من قبل الجهات المعنية.

أهمية هذه القرارات أنها قرار سياسي وتنفيذها واجب وضروري وان كان يمر عبر الإجراءات الروتينية.

هل من سقف زمني لتنفيذ هذه القرارات؟

لم يجري البحث في سقوف زمنية ، والجميع انطلق من أن القرارات واجبة التنفيذ فوراً.

حماس رحبت بالقرارات لكنها قالت المهم هو التنفيذ.. هل هي محقة في ذلك؟

ترحيب الإخوة في حركة حماس خطوة مهمة جداً وهي في الاتجاه الصحيح، لكن هناك الكثير من التشويش في موقفهم، فمرة يقولون إن المجلس المركزي غير شرعي، ومرة يقولون إن انعقاده هو إخلال في المصالحة، ومرة يقولون إن القرارات ايجابية، ومرة يشككون في عملية تطبيق القرارات، فالتناقض تدل على شيء من الارتباك، ربما لأنهم لم يكونوا يتوقعون صدور مثل هذه القرارات. ولكن بالإجمال، طالما إن الجميع موافق وأثنى على القرارات فالمطلوب أيضاً آمين يدعم الجميع تطبيقها.

- ما النتائج التي قد تترتب على وقف التنسيق الأمني وغيرها ، وهل بالامكان القول أن أوسلو أصبحت من الماضي وانتهت؟

في كل ما يتعلق بالتزامات إسرائيل وفق اتفاق أوسلو أصبحت من الماضي بالنسبة لهم من زمن طويل لأنهم لم يلتزموا بها، ولكن الجديد هو ان الجانب الفلسطيني ممثلاً بمنظمة التحرير الفلسطينية أقدم على الخطوة التي كان ينبغي عليه أن يخطوها منذ زمن سابق، والتخلص من القيود والإحجام التي فرضت عليها من اتفاق أوسلو وباريس الاقتصادي ويتم مراجعتها.

إجمالاً كما تنكرت إسرائيل للالتزامات، فنحن حقنا أن نراجع ونعيد هذه الخطوة الانتقالية التي ستضمن في المستقبل تغييراً جوهرياً في وظائف السلطة الوطنية ومعركتها في الاستقلال.

- هل ستترك أمريكا وإسرائيل السلطة في حالها إزاء هذه القرارات، خاصة وأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ضغط وطالب بعدم المس بالتنسيق الأمني مع إسرائيل؟

لا شك أننا في حالة صدام ومواجهة سياسية حادة مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وسبب هذه المواجهة هو توقيع فلسطين على ميثاق روما ومحكمة الجنايات الدولية وكل هذا النهج بالنسبة لأمريكا وإسرائيل غير مقبول.

لكن في النهاية شهدنا في السابق أوضاعاً أكثر احتداماً واتخذت شكل المواجهة المسلحة كما حدث في ما بين العام 2000-2003، ومع ذلك لم تستطع »إسرائيل« أن تصل إلى نقطة تدمير السلطة. واعتقد أن إعادة نظرنا في التزامات السلطة تجاه »إسرائيل" لا يعني تدمير السلطة.

- لماذا لم تتحقق الوحدة الفلسطينية الحقيقية ؟ وما المانع من ذلك ؟

للأسف الشديد كل ما يقال بشأن الانقسام الأسود بأن أسبابه هو الخلافات السياسية والاستيراتيجية والنهج السياسي هو ليس بالأمر الصحيح.. لأن ما يجري هو صراع على السلطة والنفوذ بين حركتي فتح وحماس ، رغم أن المصلحة العليا تتطلب أن يجري انهاء الصراع أو على الأقل إدارته إن أمكن للحفاظ على الشراكة والتعددية ، لكن مع الأسف هناك فئات في الطرفين يفضلون مصالحهم الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا ، وتدفع باتجاه زرع عقبات أمام تنفيذ اتفاقات المصالحة.

- المواطن يئن من الحصار في غزة والأوضاع تتفاقم يوماً بعد يوم.. ما السبيل للتخفيف من معاناة هؤلاء؟

هناك ارتباط وثيق ما بين تحسين الأوضاع وما بين الدفع قدماً باتجاه انهاء الانقسام ، لذلك من يعطل تنفيذ اتفاق المصالحة هو المسؤول عن معاناة هؤلاء المواطنين. لذلك المطلوب خطوات من حركة لحماس باتجاه ازالة العقبات امام عمل حكومة الوفاق في قطاع غزة ، وان تمتلك في نفس الوقت الحكومة الجرأة للتعامل مع ملفات غزة والعمل على حلها.

والواقع ان تدهور الوضع جراء الانقسام لا يقتصر على القطاع، ففي الضفة أيضاً توجد سطوة على حرية التعبير والرأي كما هو الحال في غزة. لذلك اعتقد انه ان الاوان لوضع حد لهذا التدهور والسير بخطوات جادة من اجل ازالة العقبات وهذا يتطلب المباشرة بحوار وطني يضم جميع الفصائل بما فيها حركتي حماس والجهاد الاسلامي من اجل البحث عن العقبات ووضع الحلول لها.

- الرئيس عباس طالب حماس بورقة خطية للموافقة على الانتخابات .. علماً ان اتفاق الشاطئ ، يتضمن ذلك.. فلماذا الموافقة الخطية من حماس دون غيرها من الفصائل، وكيف ترى هذا الطلب ؟

نحن نشهد بكل صراحة تذبذباً في موقف حركة حماس فيما يتعلق بالانتخابات ، فمرة يعلنون استعدادهم ومرة أخرى يربطونها بحل المشاكل الاخرى، ويضعون اشتراطات مسبقة كحل مشكلة الموظفين والتشريعي وغيرها ، ونحن في الجبهة الديمقراطية استبشرنا خيراً بالتصريحات التي صدرت من الاخوة في حماس عندما رحبوا باجراء الانتخابات بشرط احترام نتائجها، لكن هذا الموقف أعيد النظر فيه كما يبدو من التصريحات الاخيرة بعد أن أعلن الرئيس عباس بانه يريد موافقة خطية من حماس على اجراء الانتخابات.

وهذه صورة من المناكفات التي يدفع ضحيتها المواطن.

- ولكن ملف الموظفين والتشريعي هي من ملفات المصالحة شأنها شأن الانتخابات؟

حتى الان تتعقد الأمور وكلما خطونا خطوة نشأت عقبات جديدة. ونشهد في جميع ملفات المصالحة دوامة لا تنتهي ، فالحكومة شكلت وعجزت عن ممارسة مهامها في غزة، ثم قضية الموظفين، والمعابر ، ليتضح ان هناك مفهومين للشراكة وهذا يعطل الاستحقاقات الاخرى. وهذه قضايا يبدو انه لا يوجد افق مرئي لحلها. لذلك اذا كنا غير قادرين على تجاوز العقبات فلنذهب الى ما اجمع عليه الجميع وهو الانتخابات وقبله الاتفاق على ميثاق شرف لاحترام نتائج الانتخابات.

- هناك جهود قام بها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح في مصر بهدف التخفيف عن قطاع غزة.. كيف ترى هذا التحرك ؟

هذا تحرك ايجابي من الاخ ابو عبد الله واخوانه الذين رافقوه، ونأمل أن تكون الجهود قد أثمرت بنتائج ملموسة وبعيدة المدى، وبكل الحالات فان مبادرة الجهاد هي مبادرة جيدة مهما كانت النتائج.