خبر الـ ANC الاسرائيلي- هآرتس

الساعة 09:58 ص|08 مارس 2015

فلسطين اليوم

الـ ANC الاسرائيلي- هآرتس

بقلم: جدعون ليفي

          (المضمون: ينبغي لرفاق ايمن عودة أن يدعموه وينبغي لكثير من اليهود ان يبدو عطفا على الـ ANCالاسرائيلي، الذي لا بد سيثبت بانه هو بالذات يمكنه أن يمنع قيام دولة الابرتهايد الثانية، دولة الابرتهايد في بلاد اسرائيل  - المصدر).

       القائمة المشتركة هي شعاع النور في هذه الحملة الانتخابية. من المهم أن يصوت الكثير من العرب لها، ومهم بقدر لا يقل ان يفعل ذلك الكثير من اليهود. لا يوجد سبيل اكثر صحة للتضامن، لا يوجد سبيل اكثر ملاءمة للاحتجاج – لمن توجههم معايير اخلاقية وضميرية. من يرعوون لان هذا « حزب عربي »، يجب أن يتذكروا الدور الذي اداه اليهود في المؤتمر الوطني الافريقي في عهد الابرتهايد. فهم لم يرعووا لان هذا كان حركة السود، ولم يترددوا لان هذه لم تكن ظاهرا حربهم.

          لقد كان الـ ANC حركة الاصليين المقموعين في جنوب افريقيا، والقائمة المشتركة هي حركة الاصليين المظلومين في اسرائيل. بعض من اليهود من اصحاب الضمائر في جنوب افريقيا لم يؤيدون فقط الـ ANC بل قاتلوا ايضا في صفوفه، اصيبوا وسجنوا الى جانب رفاقهم السود. وقد نبذوا في حينه كخونة اما اليوم فهم مصدر فخار، لليهود أيضا.

          قائد الذراع العسكري، جو (يوسل – مويشل) سلفو الذي كان وزيرا، ومثله ايضا روني كسريل؛ البي ساكس، الذي كان قاضي المحكمة العليا، بن طورق، الذي كان عضو برلمان، وكثيرون آخرون، قاتلوا كتفا الى كتف مع السود المضطهدين، رغم وربما بسبب انهم كانوا يهودا – بيض، يتمتعون بكل امتيازات نظام الفصل. من اليهود في اسرائيل مطلوب في هذه الاثناء اقل. فهم مطالبون بان يتضامنوا مع الحزب الذي قام لتوه وهو وعد بشيء آخر. لا ينبغي ان ننسى له انه لم يشرك يهودا أكثر في القائمة، مسموح الغضب على أنه لم يوقع اتفاق فوائض مع ميرتس، يمكن أن نكون شكاكين في مستقبل العلاقات بين عناصره، ولكن من يحلمون بتغيير حقيقي، وليس باستبدال بيبي ببوجي، ملزمون بان يصوتوا له، إذ اي خيار افضل هناك امام مواطن لا يمكنه أن يحتمل أكثر من ذلك الاحتلال للمناطق او القوية المتطرفة في اسرائيل، خدعة « اليهودية – الديمقراطية » او مظالم الصهيونية الحالية، ولعله توصل ايضا الى الاستنتاج بان حل الدولتين مات – فماذا سيصوت؟  هل يوجد كثيرون أخرون من رؤساء القوائم ممن هم مثيرون للانطباع، طليقو اللسان ومنعشون مثل ايمن عودة؟ هل يوجد كثيرون آخرون من النواب المتميزين كـ أحمد الطيبي، جمال زحالقة، دوف حنين وحتى، نعم حتى، حنين  الزعبي؟  هل يوجد حزب  آخر لا يعبر عن « دعم جنود الجيش الاسرائيلي » في بداية كل حرب عابثة؟

          اذا ما صوتت اغلبية ساحقة من المواطنين العرب لهم فانهم سيدخلون، لاول مرة في تاريخهم، الى قلب الخطاب السياسي الاسرائيلي، رغم انف كل الاحزاب الاخرى تقريبا. اذا ما صوت يهود كثيرون أيضا له، فعندها سيكون ممكنا الحديث عن « مغير اللعبة ». بل وحتى عن البشرى.

          تصوروا: القائمة المشتركة هي الثالثة في حجمها في الكنيست. الحكومة هي حكومة بيبي، بوجي ويئير ايضا. ويتم اختيار عودة ليكون رئيس المعارضة. هو وريث بيغن، بيرس، شمير، باراك، نتنياهو وشارون، ممن تولوا هذا المنصب قبله. رئيس الوزراء ملزم بان يطلعه على التطورات السياسية والامنية، « لا يقل عن مرة واحدة في الشهر »، كما ينص القانون. وهو يخطب في الكنيست، حسب القانون، بعد كل خطاب لرئيس الوزراء، رؤساء الدول يستمعون لمواقفه، جهاز الامن العام – الشاباك يرفقه بالحراس بقوة كونه رمزا للحكم. ولعله لاول مرة في تاريخ اسرائيل يكون لها رئيس معارضة حقيقي. كم من الاراء المسبقة الجامدة ستتحطم هكذا، بخطوة واحدة، اي تغيير عميق في الوعي كفيل بان يتحقق في اعقابه.

          عودة سيفاجأنا، مثلما فاجأ حتى الان اسرائيليين كثيرين ممن لم يعرفوا بانه يوجد على الاطلاق مثل هذا الخليط من العربي والمثير للانطباع، الفلسطيني والساحر. ينبغي لقائمته أن تحصل على اصوات كثيرة، كي تبدأ هذه الخطوة. ينبغي لرفاقه أن يدعموه وينبغي لكثير من اليهود ان يبدو عطفا على الـ ANC الاسرائيلي، الذي لا بد سيثبت بانه هو بالذات يمكنه أن يمنع قيام دولة الابرتهايد الثانية، دولة الابرتهايد في بلاد اسرائيل.