خبر سجن الباستيل ومعتقلات اسرائيل-بقلم المحرر رأفت حمدونة

الساعة 07:06 ص|07 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم الأسير المحرر رأفت حمدونة

يطلق البعض على سجون الاحتلال « بالباستيلات الصهيونية » نسبة إلى سجن الباستيل الذى أُنشئ في فرنسا بين عامي 1370 و1383 كحصن للدفاع عن باريس ومن ثم كسجن للمعارضين السياسيين والمحرضين على الدولة والجناة أخلاقياً .

تعمقت أكثر للتعرف على قصة السجن الملكى الفرنسى الذى يعتبر ذكرى سقوطه شرارة الثورة الفرنسية في 14 يوليو 1789 ، والتى تحتفل به فرنسا من كل عام ، فتوصلت لحقيقة أن هذا السجن دخله 6000 سجين من المعارضين والمحرضين على الملك طوال فترة وجوده ، منهم السياسيين والسحرة والنصابين ومزورى العملة وهنالك ذكر لقصة طفل فرنسى كان قد اعتقل وهو بعمر 13 عام .

بحثت أكثر فوجدت أن سجن الباستيل منذ العام  1423م حتى 1789م ، ومنذ لويس الحادي عشر أول من استعمل سجن الباستيل سجنا للدولة وخصصه للمسجونين السياسيين حتى 14 تموز من العام 1789م فى عهد لويس السادس عشر ، أى على مدار 366 عام لم يدخل ذلك السجن سىء السمعة فى فرنسا ما دخل من المعتقلين الفلسطينيين السجون الاسرائيلية فى فى 48 عام  منذ العام 1967 لحتى هذه اللحظة .

تعمقت أكثر فى البحث وتابعت لحظة اقتحام السجن من قبل الثوار عند الساعة السابعة عشرة والنصف من الرابع عشر من تموز 1789 ، حينها لم يكن فى السجن سوى 7 من السجناء  من مزورى العملة ، والنصابين ، والمصابين بالأمراض العقلية ، والمتهمين بالجنح الأخلاقية

ولم يجدوا سجناء الملك المكبلين بالسلاسل ، ولا كل المبالغات التى روجها عوام الناس فى فرنسا عن أحوال السجن وأعداد معتقليه  ، على العكس تفاجئوا بغرف كبيرة مشرقة ومكتبة منظمة ، ولم يجدوا الزنازين السيئة التى وصفت وصفا مرعبا فى التصاوير .

ووفق المؤرخين سجن الباستيل كان فى القرن الثامن عشر سجناً مريحاً بناءا على شهادة أحد السجناء ، لأن الطعام كان جيداً ، والورق والحبر كانا متوافرين ، وكانت مصاريف السجن على نفقة الملك بشكل مباشر .

ولهذا أقول من التجنى أن نسقط كلمة الباستيلات على سجون ومعتقلات الاحتلال الاسرائيلى لأنها أكثر جرماً وأشنع ممارسة ، وأصعب وأقسى حالا ، ومن أراد أن يدرك الفرق فليسأل ليؤرخ ذكريات وأيام عزل الرملة تحت الأرض وبين قطعان الجرذان لنخبة الشعب الفلسطينى بين 1989 حتى 1993 ، حينها سيعلم أن إسقاط كلمة باستيلات على السجون الاسرائيلية بما حصدت من أرواح للمعتقلين الفلسطينيين وأرطال لحمهم فى الاضرابات المفتوحة عن الطعام ، وبأعدادهم الغير مسبوقة على مدار حركات التحرر العالمية وظروف اعتقالهم الصعبة والقاسية والمنافية للحقوق الانسانية والكرامة البشرية لهو نوع من التخفيف من جرم الاحتلال باتجاه الأبرياء اللذين يتوقون ليوم اقتحام السجون الاسرائيلية ومعتقلاتها ومراكز التوقيف والتحقيق فيها على يد ثوار سيؤرخون فيه يوماً للحرية أسوة بالثورة الفرنسية والثورات العالمية .