تقرير هل الانتخابات الفلسطينية قريبة أم جعجعة إعلامية؟

الساعة 02:37 م|04 مارس 2015

فلسطين اليوم

كثرت في الآونة الأخيرة دعوات من حركة حماس بأن يُصدر الرئيس محمود عباس مرسوم رئاسي لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، إلا ان تلك الدعوات المتكررة قُبلت من قبل الرئيس بمطلب الحصول على موافقة خطية كما حصل قبل الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية.

وقد اعتبر محللان سياسيان بأن دعوة الرئيس للحصول على موافقة خطية هي عملية إحراج لحركة حماس وإلقاء الكرة في ملعبها حول جديتها من إجراء الانتخابات.

واختلف المحللان في توقعاتهم عن قرب الانتخابات فالدكتور مخيمر أبو سعدة توقع إجراء الانتخابات في وقت قريب، أما المحلل السياسي حسن عبدو فقد توقع أن إجراء الانتخابات يحتاج إلى توافق سياسي وخلق بيئة مناسبة لممارسة الحملات الانتخابية.

وكان الرئيس محمود عباس أعلن استعداده لإصدار مرسوم رئاسي لإجراء الانتخابات فوراً إذا وافقت حركة حماس على إجراء الانتخابات خطياً.

وطالب الرئيس من رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، بأن يتواصل مع حماس بشأن مطالبتها بإصدار مرسوم رئاسي لإجراء الانتخابات، وقال إذا وافقت حماس رسميا على ذلك سوف يصدر المرسوم اليوم.

والجدير ذكره أن عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق طالب رئيس السلطة محمود عباس بإصدار مرسوم يحدد موعد الانتخابات، داعياً حكومة التوافق للعمل على إجراء الانتخابات بما تبقي لها من وقت.

الرئيس عباس يريد أن يُحرج حركة حماس ويلقي الكرة في ملعبها

يرى الدكتور مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية، أن الشعب الفلسطيني أقرب من أي وقت يكون لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية خاصة بعد أن قام الرئيس عباس بوضع الكرة في ملعب حركة حماس حين طالبها بموافقة خطية لإجراء الانتخابات.

وقال أبو سعدة في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم الإخبارية »: « إن حركة حماس طالبت أكثر من مرة على لسان قادتها الرئيس عباس بإصدار مرسوم رئاسي لإجراء الانتخابات وفقاً لإعلان الشاطئ واتفاق المصالحة بعد 6 أشهر من تشكيل حكومة الوفاق وهذا لم يتم بسبب معوقات الاحتلال الإسرائيلي واستمرار الانقسام ».

وأوضح أن الرئيس عباس يريد أن يُحرج حركة حماس كما فعل قبل الذهاب لمحكمة الجنايات الدولية التي حظيت بموافقة خطية من حماس، فإذا أرادت حماس الانتخابات فعلاً فعليها أن توافق خطياً على إجرائها، وإذا لم توافق فهذا سيضعها في حرج كبير مع الشعب الفلسطيني وسيظهر بان حماس هي من لا تريد الانتخابات، وهنا أتساءل لماذا تمانع حماس عن الموافقة الخطية لإجراء الانتخابات؟.

وأشار إلى أن إجراء الانتخابات تواجه مشاكل كبيرة من جانب الاحتلال الإسرائيلي فكما هو معتقد بأن الاحتلال لن يوافق على إجراء الانتخابات في القدس وقد يعرقل عملية الانتخابات في الضفة المحتلة باعتقال المرشحين ومنع  الحملات الانتخابية.

وشدد د. أبو سعدة، أن السؤال المطروح حالياً أن إجراء الانتخابات الفلسطينية سيكون على ماذا؟ على السلطة؟ أم على الدولة؟ التي اعترفت بها دول العالم.

إصدار مرسوم رئاسي بإجراء الانتخابات ضمن صلاحيات الرئيس ولا يتطلب موافقة الفصائل

وعلى خلاف مع د. أبو سعدة فقد رأى المحلل السياسي حسن عبدو أن دعوة الرئيس عباس لرئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر بالحصول على موافقة خطية من حماس لإجراء الانتخابات الفلسطينية لا يراد منها إجراء الانتخابات في الوقت القريب.

وقال عبدو في تصريح لـ« فلسطين اليوم الإخبارية »: « إن إصدار مرسوم رئاسي بإجراء الانتخابات ضمن صلاحيات الرئيس ولا يتطلب موافقة الفصائل عليها »، متسائلاً: « لماذا يتم إلقاء الكرة في ملعب حماس؟ ».

وأوضح أن الرئيس يريد أن يضع حماس وكأنها عامل من عوامل عرقلة إجراء الانتخابات كما العوامل الرئيسية وهي الاحتلال والانقسام« ، مطالباً بتوافق وطني لإنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات ».

ولفت عبدو إلى أن إجراء الانتخابات في الضفة المحتلة في ظل سيطرة فتح على زمام الأمور وإجرائها أيضاً في غزة في ظل الوضع الراهن فإن ذلك سيعطي نتائج مطعون بها من قبل الطريفين، فيجب الحصول على توافق وطني لإيجاد بيئة سياسية مواتية لممارسة الداعية الانتخابية هنا وهناك بالشكل المناسب.

كلمات دلالية