خبر الشهيد رامز عبيد: ثأر للشقاقي بعملية بطولية هزت « تل أبيب »

الساعة 08:02 ص|04 مارس 2015

فلسطين اليوم

في مثل هذا اليوم، اهتزت « تل أبيب » بعد أن ثأر الاستشهادي المجاهد « رامز عبيد » ابن سرايا القدس الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، لدماء الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي، التي اغتالته « إسرائيل » في 26/10/1995، حيث جاء الانتقام مبكراً فنفذ عملية « ديزنغوف » النوعية في 4/3/1996.

العملية البطولية التي نفذها عبيد، أدت في حينها إلى مقتل 23 صهيونياً وإصابة أكثر من 170 آخرين، فسجلت صفحةً جديدةً مشرفة في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

الشهيد عبيد من مواليد مخيم خانيونس جنوب قطاع غزة بتاريخ 21/8/1971م، تمكن من الدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948 وبحوزته حزام ناسف زنته 15 كيلو غرام، وصولاً إلى قلب مدينة تل الربيع المحتلة « تل أبيب » في شارع « ديزنقوف » وفجر نفسه وسط تجمع لليهود.

التحق رامز بالجامعة الإسلامية لمدة عام بقسم الجغرافيا وعندما فُتح قسم الفنون الجميلة بـ « جامعة الأقصى » انتقل للدراسة فيها ليصقل موهبته الفطرية وينميها على أسس صحيحة، حيث تعززت في نفسه الروح الجهادية التي جعلت منه إنساناً مختلفاً فعلى الرغم من صغر سنه، اعتقل في سجن النقب لمدة ثلاثة شهور بتهمة إلقاء الحجارة ليفرج عنه في أواسط 1992م, ليعتقل مرة أخرى من مسجد الإمام الشافعي, كما اعتقل رامز عدة مرات على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

تقول والدته: « كان ابني مهذبًا وذا أخلاق حسنة، ويحب الجميع ويحبونه، وكان متفوقًا بدراسته، ومتفوقًا جدًا بالرسم والتخطيط، في الوقت الذي كان يقارع الاحتلال عندما يقتحم المخيم، وتعرض للاعتقال أكثر من مرة ».

وتضيف « بعدما خرج من السجن، بقي مصممًا على مواصلة مقاومة الاحتلال، وحصل على شهادة جامعية بتلك الفترة، وطلب مني الدعاء له بالشهادة الكبيرة، ولم أفهم مقصده وقتها، لكنني دعوت له بالحصول على شهادات أخرى وأن يُكمل دراسته، ولم أتوقع بأنه سيقوم بعملية استشهادية ».

وحول كيفية تلقيها خبر استشهاده، تستذكر أنّ ابنها « خرج من المنزل قبل يومين من العملية دون أنّ نعلم وجهته، وكُنا بزيارة لأحد جيراننا حين جاء نبأ وقوع عملية استشهادية كبيرة داخل »الكيان الصهيوني على شاشة التلفاز، وتواردت لنا المعلومات بأن منفذها من مخيم خان يونس، ولكننا لم نتوقع بأنه رامز« .

وتتابع »بحثنا باليوم التالي للعملية عنه بكل مكان وعند أشقائه بمدينة غزة، وتبين بأنه مكث ليلة عند شقيقه حيدر بمخيم الشاطئ وذهب للجامعة، وفق ما أبلغ شقيقه، ومرَّ نحو 12 يومًا على وقوع العميلة ولم نعثر عليه، إلى أن وصلنا نبأ بأنه هو من نفذ عملية تل أبيب« .

وتتابع »بحثنا باليوم التالي للعملية عنه بكل مكان وعند أشقائه بمدينة غزة، وتبين بأنه مكث ليلة عند شقيقه حيدر بمخيم الشاطئ وذهب للجامعة، وفق ما أبلغ شقيقه، ومرَّ نحو 12 يومًا على وقوع العميلة ولم نعثر عليه، إلى أن وصلنا نبأ بأنه هو من نفذ عملية تل أبيب« .

بدوره، يقول أكرم عبيد شقيق الشهيد »اليوم نودع 16 عامًا من الانتظار والقلق والعذاب، وكان أي خبر أو عملية مفاوضات مُتعلقة بموضوع مقابر الأرقام يُشكل لنا بارقة أمل إلى أن تم الإفراج عنه.

ويوضح أن « هذه المرة كان شعورنا كالمرات السابقة، ولكننا بقينا نترقب حتى وصلنا خبر إدراج اسمه بشكلٍ رسمي، وبمجرد أنّ علمنا ذلك استحضرنا اللحظات الأولى لاستشهاده، وكأن العملية حدثت بالأمس القريب.

ويلفت إلى أنه »كان يطمح لعملية نوعية يرتقي بها شهيدًا، وبحمد الله تحقق حُلمه ونال ما يتمنى بعملية نوعية كان لها صدى كبير جدًا، وبعد استشهاده بشهرين أنجبت زوجتي طفلاً وأسميته رامز، كذلك بالنسبة لباقي أشقائي، ليصبح 4 بالعائلة نفس الاسم ويحظون بدلال ومحبة الجميع سيما الوالدة« .

من جانبه، يُعبر ابن شقيق الشهيد الفتى رامز (15 عامًا) عن فخره واعتزازه لتسميته باسم عمه، قائلاً: »عمي قدم نفسه شهيدًا وقتل عددًا كبيرًا من اليهود، فهذا فخر لكل الفلسطينيين ليس لي وحدي، وكل ما أشاهد صور عمي أشعر بأنه عايش بيننا، وكان نفسي بأن يأتي اليوم لأزور قبره!".

وبعملية عبيد، استطاع الشهيد أن يصنع معادلة الرعب مع العدو الصهيوني ليؤكد بأنه لا مستقبل لهم على أرض فلسطين ولن تكون إلاَّ مقبرة لهم.