بالصور الضفة ..تزرع الدخان على حساب المنتجات الزراعية الأخرى

الساعة 09:22 ص|03 مارس 2015

فلسطين اليوم

على مشارف مدينة جنين، شمال الشفة الغربية تستقبلك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة ...سهل صانور، وسهل ميثلون، ومرج أبن عامر... كلها سهول ممتدة وموصولة ببعضها تهيأ نفسها مع بداية آذار، لاستقبال ربيعها... الذي بات يرهقها طوال العام بعد أن تحول زراعتها إلى « سموم » للأرض والإنسان.

فهذه الأراضي الزراعية، والتي كانت تنتج قبل أعوام ليست بالبعيدة « سلة فلسطين الغذائية » أصبحت تزرع « بالدخان » على حساب المنتجات الزراعية الأخرى دون مراعاة لما يخلفه في داخلها من « موت » بطيء لها.

وتعود جذور المشكلة في زراعة الدخان إلى الخمس سنوات الأخيرة حيث ارتفعت أسعار الدخان في السوق الفلسطينية المستوردة بعد رفع الضرائب عليها، فتوجه قطاع كبير من المدخنين إلى شراء الدخان المحلي.

ومن هنا، كان السوق مفتوحا للمزارعين الذين يرون في زراعة الدخان سببا لأرباح سهله وغير مكلفة، كما يقول المزارع « سفيان عطاطرة » من بلدة يعبد، والتي تزرع أكثر نسبه دخان منتجة في فلسطين.

ويتابع عطاطرة في حديثه « لفلسطين اليوم »: المحاصيل الثانية غير مربحة، والمواسم الزراعية الأخرى لا ترد رأس المال، وتكاليفها عالية جدا وتحتاج لأيدي عامله أكثر من زراعة الدخان« .

ويمر الدخان بمراحل عديدة وكل مرحلة تمتص من التربة الكثير من عناصرها، ففي منتصف نيسان/أبريل يبدأ بتجهيز الأرض لزراعة الأشتال، التي تبدأ في شهر حزيران بالقطاف حتى نهاية شهر تشرين ثاني/ فبراير، وتعود الكرة من جديد.

مصطفى عمارنة من وزارة الزراعة في جنين يقول إن مساحات زراعة الدخان تضاعفت في الثلاث سنوات الأخيرة بشكل كبير، فالأراضي المزروعة بالدخان تضاعفت في العام 2013 عن العام الذي قبله لتصل إلى سبعه الألاف دونما، في حين وصلت اليوم نهاية » 2014« إلى 19 ألف دونما.

وقال عمارنة » لفلسطين اليوم« أن زراعة الدخان كان على حساب زراعة باقي القطاعات البستنه والمحاصيل الحقلية الأخرى، وهو ما يشكل خطرا على الزراعة في المنطقة التي تعتمد عليها الشفة الغربية كلها في الزراعة.

وبحسب عمارنة فإن الأخطر من ذلك، هو امتداد هذه الزراعة من مدينة جنين إلى بعض المناطق الزراعية في كل من نابلس وطوباس وطولكرم وقلقيلية وحتى أريحا.

مأمون دراغمة رئيس قسم الزراعة في الجامعة العربية الأمريكية يقول إن الأمر يتعدى الضرر بالتربة إلى خلل في السوق الفلسطيني، فهذه المنطقة كانت تغطي السوق الفلسطيني بالكامل، واليوم بتنا نستورد المنتجات الزراعية من الخارج لنغطي السوق الفلسطيني.

وتابع دراغمة في حديثه ل » فلسطين اليوم": جنين والتي كانت تعرف بأنها سلة فلسطين لزراعية باتت اليوم تصدر الدخان للأسواق الفلسطينية دون أي رقابه من المسؤولين أو تحديد للمساحات المزروعة بهذا المنتج المضر في البيئة و الاقتصاد الزراعي.

وطالب دراغمة السلطة العمل الجاد لتحديد مساحات خاصة بزراعته، و خاصة أن زراعته في الأراضي الزراعية البعلية تجهد التربة، و تؤثر فيما بعد على المنتجات الزراعية التي تزرع فيما بعد.