خبر روبوتات الحراسة الأمنية

الساعة 06:54 م|01 مارس 2015

فلسطين اليوم

عندما تغرب الشمس بعد ظهر يوم حار من شهر نوفمبر، يبدأ جسم روبوتي أبيض قصير يزن حوالي 300 باونداً، بالتجول أمام المبنى رقم 1 التابع لشركة مايكروسوفت في مجمع (Silicon Valley)، حيث يقوم هذا الروبوت بالتجول بهدوء في كافة الاتجاهات، ويتوقف ويغيّر اتجاهه عدة مرات لتجنب الاصطدام بصناديق القمامة، والجدران، وغيرها من العوائق التي أمامه، هذا الروبوت الذي يبدو لطيفاً ومخيفاً بذات الوقت، يقدم خدمة جليلة تتمثل في مراقبة حرم الشركات في مجمع (Silicon Valley) كما يمكنه أيضاً مراقبة الجامعات ومراكز التسوق والمدارس.

عملت شركة (Knightscope) وهي شركة ناشئة مقرها في (ماونتن فيو) كاليفورنيا، على تصميم وبناء واختبار روبوت (K5) منذ عام 2013، حيث تم انتاج سبعة نماذج منه حتى الآن، وتخطط الشركة لنشر أربعة نماذج أخرى قبل نهاية هذا العام.

تم تصميم الروبوتات للكشف عن السلوك الشاذ الذي قد يصدر عن أي شيء في المنطقة التي يحرسها، مثل وجود شخص يسير بجانب المبنى المحروس في الليل، حيث يقوم الروبوت بإرسال تقرير عن الحركة المشبوهة إلى المركز الأمني المرتبط به، وتقول (ستايسي ستيفنز) أحد مؤسسي شركة (Knightscope) ونائبة رئيس المبيعات والتسويق في الشركة، بأن المهمة التي يقوم بها روبوت (K5) هي الاضطلاع بالأعمال الرتيبة (الروتينية) والخطيرة في بعض الأحيان، وترك العمل الاستراتيجي الهام ليتم تنفيذه من قبل مطبقي القانون أو أشخاص الأمن الخاص.

تم تجهيز الروبوت بتجهيزات مختلفة كي يستطيع القيام بمهمة حارس الأمن، حيث يستخدم روبوت (K5) الكاميرات وأجهزة الاستشعار، وأجهزة الملاحة، والمحركات الكهربائية، المدمجة جميعها داخل جسم الروبوت القببي ذو الشكل الاسطواني، كما تم تزويده ببطارية كبيرة قابلة للشحن وجهاز كمبيوتر.

الروبوت مجهز بأربع كاميرات عالية الوضوح (HD)، تم تثبيت كل واحدة منها على كل جانب من جوانب الروبوت، ويوجد كاميرا إضافية مهمتها التعرّف على لوحات الترخيص، كما أنه مجهز بأربعة مايكروفونات، وجهاز استشعار للطقس لقياس مستوى الضغط الجوي ومستويات ثاني أكسيد الكربون ودرجة الحرارة، ويستخدم الروبوت تقنية الواي فاي أو شبكة البيانات اللاسلكية للاتصال مع الروبوتات الأخرى، أو للاتصال مع الأشخاص من مركز التحكم عن بعد، الذين يمكنهم رصد كاميراته وسماع الميكروفونات، والتحكم بمصادر البيانات الأخرى الخاصة بالروبوت.

يستطيع روبوت (K5) إيجاد طريقه في المنطقة التي يحرسها وتجنب العقبات عن طريق جهاز الـ (GPS) وأداة قياس ليزرية، وعندما يتم وضع الروبوت في مكان جديد للخدمة، فإنه بحاجة أولاً للقيام بجولة استكشافية حول المكان، حيث يقوم أحد الأشخاص المزودين بوحدة التحكم اللاسلكي الخاصة بالروبوت بأخذه بجولة حول منطقة الحراسة الجديدة لتعريفه على المنطقة المحيطة، بمعنى آخر فإن الروبوت بحاجة لإعطاءه الخريطة الأساسية عن المكان، وبعد ذلك يبدأ الروبوت ببناء خريطته الخاصة ابتداءاً من هذه النقطة.

إن شحن بطارية روبوتات (K5) يمكن أن يستمر لحوالي 24 ساعة، وتم تصميم روبوت (K5) كي يستطيع مراقبة عمر البطارية، والاتجاه نحو مكان الشحن عند الحاجة، ويستغرق إعادة شحن البطارية من  15 إلى 20 دقيقة بالعادة، وعلى الرغم من أن روبوتات (K5) قد تبدو ودودة كونها لا تحمل أي أسلحة، إلا أنه لا ينصح بالعبث معها، فإذا حاولت اعتراض طريقه، سيتوقف فجأة، في محاولة لمنعك من المرور، وبعد مرور بعض الوقت سيبدأ الروبوت بإطلاق صوت إنذار بمثابة تحذير، وبذات الوقت سيرسل الروبوت تنبيهاً لمركز الرصد والمراقبة التابع له، وفي حال بقيت في مكانك، سيقوم الروبوت بإطلاق صوت إنذار يصم الآذان كما سيرسل تنبيهاً آخر إلى مركز التحكم، مما سيدفع القائمين على المركز بالتدخل للتحقق من وضع أجهزة استشعار الروبوت، لرؤية ما يحدث حول الروبوت، أو التحدث مع الشخص من خلال مكبرات الصوت في الروبوت، وفي حال كان الشخص الذي أمام الروبوت بحاجة إلى مساعدة، يمكنه الضغط على زر بالقرب من أعلى رأسه لاستدعاء شخص ما عن بعد.

تشكّل شركة (Knightscope) إحدى الشركات المتزايدة التي تستخدم الروبوتات لمساعدة  البشر على أداء المهام التقليدية، أو التي تقوم باستبدال البشر بالروبوتات، وإن هذا الاتجاه الذي يميل لقيام الروبوتات بمساعدة البشر أو استبدالهم آخذ بالتسارع خاصة بعدما أصبحت الروبوتات أكثر ذكاء، وأكثر مرونة، وأكثر قدرة على التكيف مع المهام المحددة لها.

تشير شركة (Knightscope) بأن هذه الروبوتات قد لا تحل محل حراس الأمن البشريين قريباً، حيث تشير إحصائيات مكتب العمل العام الماضي، بأنه يوجد أكثر من مليون موظفاً في سلك الحرس الأمني يعملون في الولايات المتحدة، ولكن بالنظر إلى الأجور الساعية التي يتقاضها الحراس الأمنيين، ومقارنتها بالأجر الذي حددته (Knightscope) للروبوتات (حوالي 6.25$ في الساعة) نجد أن الحراس البشريين يتقاضون أجراً أعلى بضعفين من الأجر الذي يتقاضاه الروبوتات، هذا الأمر الذي يمكن أن يغري بعض الشركات والمدارس لتجربة هذه الروبوتات كونها أوفر من الحراس الأمنيين البشريين.

تقول (ستيفنز) بأنه يوجد عشرات العملاء المحتملين المهتمين بهذه الروبوتات، وأغلبية هؤلاء العملاء هم من الشركات الأمنية، وتأمل شركة (Knightscope) أن تضع مجموعة من الروبوتات للعمل لدى الشركات في النصف الأول من العام المقبل.

أخيراً يبقى لدى (Knightscope) الكثير من التحديات لحلها قبل البدء بالعمل، سواء أكانت هذه التحديات تكنولوجية أو ثقافية، فالروبوتات تحتاج لإثبات أنها يمكن أن تكون فعّالة مع مرور الوقت، ويجب أن يشعر البشر بالراحة في وجودهم، فضلاً عن أنه يجب العمل على توازن الروبوت، حيث لوحظ أن روبوت (K5) قد يتعثر بطريقة أو بأخرى على حواف الارصفة، وفي حال تعثره لا يمكنها أن ترجع إلى وضعها الطبيعي إلا بمساعدة بشرية.