حوار البرغوثي: القرار المصري بحق حماس خاطئ.. واستمرار الانقسام كارثة

الساعة 04:49 م|28 فبراير 2015

فلسطين اليوم

في حوار خاص:

قرار القضاء المصري بحق حماس خاطئ وغير صحيح

استمرار الانقسام سيجعل من فصل الضفة عن القطاع امراً واقعاً

لا بد للمجلس المركزي اتخاذ قرارات حاسمة ومواجهة الضغوط الأمريكية

حل مشكلة موظفي غزة تكمن في الاعتراف بهم دون تمييز ومن ثم البحث عن حل لاستيعابهم

غزة – فلسطين اليوم

حذر مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، من استمرار الانقسام لأنه سيجعل من قضية فصل القطاع عن الضفة الغربية أمراً واقعاً وهو ما تحلم به إسرائيل، داعياً كل وطني وغيور إلى تعزيز ثقله من اجل تحقيق المصالحة لتخفيف المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة.

وكشف البرغوثي خلال حوار أجراه معه مراسل « فلسطين اليوم »، أن الفصائل ستجتمع الأحد 1/مارس ، للتأكيد على ضرورة أن لا يخرج اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير بدون قرارات حاسمة ضد إسرائيل، على رأسها وقف التنسيق الأمني.

في سياق آخر، اعتبر البرغوثي قرار المحكمة المصرية باعتبار حركة حماس حركة إرهابية، هو قرار خاطئ وغير صحيح، لأن حركة حماس هي حركة فلسطينية ومقاومة، وأن الإرهابي الحقيقي هو من يمارس الارهاب المتمثل في « إسرائيل ». معتبراً ان القرار يضر بمصر على الصعيد المصري والعربي والاقليمي، مطالباً اياها بالتراجع عنه.

وإليكم نص الحوار:

س - هل سيستطيع المجلس المركزي لمنظمة التحرير خلال اجتماعه القادم اتخاذ قرارات حاسمة ضد اسرائيل في ظل الضغط الأمريكي والعربي على الرئيس محمود عباس؟

المجلس المركزي من واجبه اتخاذ قرارات حاسمة تجاه اسرائيل، والضغط الأمريكي يجب ان لا يؤثر على اجتماع المجلس وان أول القرارات التي يجب اتخاذها هي وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وتقيم العلاقات مع اسرائيل، وتحرير الشعب من اتفاق أوسلو وتبعاته كإعلان باريس الاقتصادي، الذي كبل الفلسطينيين.

ويستطيع المجلس اتخاذ قرارات حاسمة إذا كانت هناك إرادة حقيقية لدى أعضاءه، لذلك سيكون هناك اجتماع للفصائل في الضفة الغربية الأحد (1/مارس) للتأكيد على أن اجتماع المجلس المركزي يجب أن لا يمر دون اتخاذ قرارات حاسمة بعد القرصنة الإسرائيلية لأموال الضرائب والتوسع الاستيطاني ، وإجماع الكل الإسرائيلي من اليمين إلى الوسط إلى اليسار على رفض السلام مع الفلسطينيين.

س – لماذا لم تفعل شبكة الأمان العربية للسلطة الفلسطينية؟

هناك تفاوت في المواقف بين الدول العربية، فالسعودية مثلاً التزمت بكل ما عليها، وهناك دول اخرى يجب توجيه السؤال إليهم عن عدم التزامهم. والشبكة مهمة جداً لدعم القرار الفلسطيني المستقل من جهة ودعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه الغطرسة الاسرائيلية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني.

س- اتفاق باريس الاقتصادي كبل الفلسطينيين ويحرمهم بإلغائه من طرف واحد.. كيف يمكن للفلسطينيين التخلص من ذلك؟

اتفاق باريس الاقتصادي هو اتفاق بائس ومن وقعوه ارتكبوا خطيئة كبيرة ، ولكن اسرائيل هي من تنصلت منه أولاً، لان احتجاز اموال الضرائب هو اجراء مخالف للاتفاق، كذلك القيود التي يضعها الاحتلال على البضائع الفلسطينية هي مخالفة أخرى، لذلك من بدأ بالخرق هو الجانب الإسرائيلي. ومن هنا يمكن للفلسطينيين التنصل منه.

س- طرفا الانقسام يحملان بعضهما البعض المسؤولية عن تعطيل تنفيذ ملفات المصالحة.. من يتحمل المسؤولية من وجهة نظرك كونك شاركت في وفد المنظمة الذي أعلن عن تفاهمات الشاطئ؟

أرى أن المخرج من الأزمة ، هو التنفيذ الدقيق لما ورد في اعلان الشاطئ المكون من سبعة نبود. أولها تشكيل حكومة التوافق الوطني وتولي الحكومة كافة المسؤوليات بما في ذلك استيعاب جميع الموظفين دون تمييز. وثانياً دعوة المجلس التشريعي، وانعقاد المجلس القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولجنة الحريات، والمصالحة المجتمعية واخيراً الدعوة لاجراء الانتخابات. لذلك من يعطل تنفيذ هذه التفاهمات هو من يعطل المصالحة. فيجب تنفيذ التفاهمات السبعة بالتوازي وليس بالتوالي. والموضوع الآن لا يحتاج لحوارات جديدة ، فقط ما هو مطلوب تنفيذ ما جرى التفاهم عليه للخروج من الأزمة الراهنة، وهذا يحتاج إلى إرادة سياسية.

س- تم الحديث مؤخراً عن زيارة لوفد يترأسه عزام الأحمد لغزة ، لتذليل العقبات أمام تنفيذ ملفات المصالحة، لكن تم رهن تحديد موعد هذه الزيارة ، بلقاء الاحمد وموسى ابو مرزوق في القاهرة. ماذا جرى في اللقاء بين الطرفين، ومتى ستتم الزيارة للوفد؟

اللقاء لم يتم بشكل مباشر بين الطرفين لاسباب خارجة عن إرادة الطرفين، لكن تم عبر الهاتف بين الطرفين وتناولاً مجمل الأوضاع.

ونحن طلبنا أن يعقد اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بحضور الرئيس محمود عباس ، لكي يتم اتخاذ قرارات بشان زيارة الوفد، وبعد ذلك سيتم تحديد الموعد. لانه لا معنى لزيارة الوفد دون إعداد لجميع الملفات وتوافق مسبق.

س- ومتى سيتم الاجتماع ؟

نحن قدمنا طلباً لاجتماع اللجنة التنفيذية وبانتظار الرد.

س - المواطن في قطاع غزة يئن ويعيش معاناة كبيرة .. ما السبيل للتخفيف عن المواطنين؟

جئت لغزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير ومكثت ثلاثة أسابيع، ورأيت الإجرام الذي يمارس ضد غزة وهو بشكل غير مسبوق، والسكوت عليه اجرام ومرفوض جملاً وتفصيلاً. فالحصار خانق وأسو مما كان عليه قبل العدوان. وما مؤتمر الإعمار الذي عقد في القاهرة لاعمار قطاع غزة هو كذبة كبيرة. فالمعاناة لازالت موجودة في شتى مجالات الحياة من مياه وكهرباء وبطالة لذلك، اعتقد انه من واجب كل وطني فلسطيني أن يضع ثقله من أجل تحقيق المصالحة ورفع الحصار عن قطاع غزة.

س – محكمة القاهرة للأمور المستعجلة اتخذت قرارا باعتبار حركة حماس حركة إرهابية.. ما تعليقك على هذا القرار؟

قرار خاطئ ومتهور وغير صحيح ولا نوافق عليه، ونرجو أن يعاد النظر فيه والتراجع عنه لأنه قرار يضر بمصالح مصر على الصعيد العربي والوطني والإقليمي وعلى صعيد المنطقة ككل.

وهو قرار غير صحيح على الإطلاق، لأن حركة حماس هي حركة وطنية ، وهي حركة مقاومة وليست إرهابية، والإرهاب الحقيقي هو من يمارس الإرهاب المتمثل في « إسرائيل ».

ونحن ضد التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة عربية من قبل أي جهة فلسطينية، وسمعنا تأكيدات مكررة ومعادة من قبل حركة حماس بأنها لم تتدخل في ذلك. لذلك وحرصاً على مصالح الشعب المصري نرجو أن يعاد النظر في هذا القرار، لان المستفيد الوحيد منه هي اسرائيل التي تسعى لتوتير الأوضاع.

الخطر الحقيقي يأتي من قبل اسرائيل، التي عبثت بالأمن القومي المصري من خلال مشكلة مياه نهر النيل، وتسترها على الفوضى في سيناء.

وإذا كان هناك أي خلاف بين مصر وأي طرف عربي فيجب أن يحل بين الجانبين.

س – كيف يمكن حل مشكلة موظفي غزة ؟

الأمر بسيط وجوهره الاعتراف بالموظفين دون تمييز، ثم بعد ذلك نبحث عن حل لاستيعاب الجميع.

الانقسام خطير جداً وله ثمانية سنوات، واستمراره سيجعل من قضية فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية أمراً واقعاً وهو ما تسعى إليه « إسرائيل ».