خبر أول إنسان حي في العالم يعيش بدون قلب

الساعة 06:47 م|27 فبراير 2015

فلسطين اليوم

تم إدخال السيد (كريج لويس)، الذي يبلغ 55 عاماً في آذار من عام 2011، إلى معهد تكساس للقلب بعد أن تم تشخيصه بأنه مصاب بحالة خطيرة يمكن أن تقضي عليه تدعى “داء النشواني” “amyloidosis”، وهو مرض مناعي نادر يؤدي إلى امتلاء الأجهزة الداخلية ببروتين لزج يسبب تسارع في دقات القلب وفشل في الكلى والكبد، وبدون التدخل الفوري الذي أجراه الأطباء لـ (لويس) لكان قد مات خلال أيام على الأرجح.

وقام الطبيبين (بيلي كوهن) و (باد فرايزر) من المعهد بابتكار ما سموه بجهاز “التدفق المستمر” والذي يسمح للدم بالدوران في جميع أنحاء الجسم حتى من دون وجود النبض، وبهذا استطاع الأطباء إزالة قلب (لويس) وتثبيت الجهاز مكانه، وقد استطاع المريض النهوض والتكلم مع الأطباء في ذات يوم إجراء العملية.

ويعتبر الدكتور (كوهن) من الجراحين المخضرمين في العالم، وهو بالإضافة إلى ذلك مخترع وباحث قضى جزء كبير من حياته في تطوير تقنيات لاستبدال أو إصلاح القلب البشري، وكان من أهم اختراعاته جهاز يسمى مساعد البطين الأيسر، والمعروف أيضاً باسم LVAD.

وقام الدكتور (كوهن) بالتعاون مع الدكتور (باد فرايزر) لتطوير اختراع جديد يستخدم ذات التقنية المتبعة في جهاز (LVAD)، وذلك للوصول إلى جهاز يستطيع محاكاة وظائف البطينين الأيمن والأيسر للقلب، وقد قاما باختباره على 70 عجلاً، وبيّنت النتائج أن جميل العجول كانت قادرة على تأدية وظائفها الحيوية بشكل طبيعي ولكن بدون وجود نبض أو ضربات قلب.

وكان (كريج لويس) أول إنسان يحصل على هذه التكنولوجيا، وقد استغرق هذا الإجراء أقل من 48 ساعة وحقق نجاحاً كبيراً، ولكن كليتيه وكبده لم يحالفهما الحظ كونهما انهارا  بعد بضعة أشهر، مما استدعى توصيله إلى الجهاز.

كيف يكون الحال بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون من دون وجود قلب؟

تبعاً للدكتور (رولان ماكراتي)، مدير البحوث في معهد تكساس، عادة ما يتم الإشارة إلى القلب على أنه مركز لتضمين المعلومات العاطفية، فإذا تعلمنا كيف نحوّل عواطفنا، سنكون قادرين على تغيير المعلومات المشفّرة في الحقول المغناطيسية التي تشع من القلب، وهذا يمكن أن يؤثر على الأشخاص الموجودين من حولنا، حيث أن البشر جميعاً متصلين يبعضهم وبالكوكب بطريقة جذرية وعميقة.

ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة للأشخاص الذين تم استبدال قلوبهم بقطعة من الآلات الميكانيكية؟ هل هذا يعني أنها لم يعودوا قادرين على التأثير على الآخرين لأنهم لم يعودوا يمتلكون هذا المجال الكهرومغناطيسي الذي يشع من القلب، أو أنهم غير قادرين على الشعور بتأثير الآخرين عليهم؟ وهل هذا يعني أن جميع الأعضاء الداخلية لدينا، بما في ذلك الدماغ، لا تخدم سوى الوظائف البيولوجية في الجسم؟ أم يعني أن الأفكار والمشاعر والعواطف، والنظرة إلى العالم ومختلف العوامل التي ترتبط مع الوعي تأتي من خارج الجسم؟ تخيّل لو توصل العلم إلى استبدال جميع أجهزة الجسم بنوع من التكنولوجيا المتقدمة التي تستطيع محاكاة وظائفها البيولوجية، بما في ذلك الدماغ، هل سيبقى الإنسان هو نفسه؟

هذه الأسئلة التي نحتاج إلى الإجابة عليها عندما سنصطدم بمشكلات نفسية وعاطفية ناجمة عن التحول إلى التكنولوجيا المتقدمة، وحتى وصولنا إلى هذا المستوى من التطور التكنولوجي، تبقى هذه الأسئلة برسم العلماء والتجارب والمحللين للإجابة عليها.