خبر عنصرية إشكنازية .. هآرتس

الساعة 09:26 ص|27 فبراير 2015

بقلم

(المضمون: فشلت تجربة يوسي سريد الاجتماعية في نيل اعتراف الشرقيين لكونه من اصول اشكنازية، وبقي ولاؤهم لوزراء شاس الاكثير فسادا في المجتمع الاسرائيلي لسبب عنصري لاغير.- المصدر).

لم يجرف هذا اللغم في الفيضانات الاخيرة. انه مدفون في ذات المكان منذ قيام الدولة. نحن نرى يافطة التحذير (حقل الغام) ولكن دون جدوى. ربما ان صافرة الانذار الشرقية تجرفني مع لحنها نحو النيران المشتعلة.

« العاملة الاجتماعية » تعلن بأن « شاس هو الحزب الوحيد الذي يمثلني »، وصديقها المثقف يكرراقوالها. لم افهم: « كيف يمكن لشاس الليتوانية ان  تمثلهما، مع انه لا يوجد بها تمثيل للنساء، ولا للعرب، ولا للمهاجرين من أثيوبيا او من روسيا، ولا أي اشكنازي حتى لو كان طبيبا او ممرضا.

هذه هي شاس، ما زالت منذ ثلاثين سنة تحرث في ارض السياسة الاسرائيلية، وتجر النير على ظهور ناخبيها، ما زالت تستنزف بكامل وعيها قوى جنودها، وهمها الوحيد هو أن لا يجف نبع ناخبيها. اليست هذه هي شاس التي جلست على مقاعد معظم الحكومات التي قضت بقراراتها على مصالح الجمهور وأرسلت عشرات الالاف نحو الفقر؟ نعم. هذه هي شاس، والتي تعهدت بالركون إلى طاولة بيبي – مناصر الساقطين والانتهازيين المعروف – والذي لو لم يكن رئيسا للوزراء لكان »عاملا اجتماعيا« في قيساريا.

من لا يتذكر السبب الذي دعا إلى انشاء شاس: إستعادة الأمجاد السابقة. بدلا من استعادتها، هم ببساطة سرقوها. سبعة من وزراء الحزب واعضاء الكنيست تورطوا في قضايا جنائية، معظمهم اساؤوا استخدام اموال التعليم، فهم يسرقون حتى من الاولاد. كافة اعمالهم الشنيعة موصوفة في كتاب الاستقامة او في كتاب مردخاي غيلات »لعنة درعي« : »حتى اولئك الذين لم يولدوا مع ملعة ذهب في الفم، يمكنهم ان يبتلعوا مغرفة من  ذهب« .

هنا وجب علي التوقف، ولكني ما زلت اسير في حقل الالغام: قبل 33 سنة قرر الملك الحسن الثاني ارسال اشارات إلى اسرائيل عن رغبته في تحسين العلاقات، قام بدعوة اعضاء كنيست، كلهم من اصول شمال افريقية. سأل مستشاريه، »هل يوسي سريد معهم؟« ، »لا« ، اجابه المتشارون، »هو ليس منا« . إذا افعلوا ذلك، امرهم الملك.

وقد تم ذلك: ارسلت لنا سفارة المغرب في باريس »وثائق سفر« بدلا من التأشيرات على جوازات سفرنا. هذه الوثيقة يستردونها منك اثناء المغادرة، ولن يعلم احد انك جئت. انا لم اكن جبانا، صورتها، كي تبقى من اجل الذكرى: مكان الولادة، كازابلانكا، لقد ولدت من جديد. احتفظت بالصورة سنوات طويلة. لقد آمنت، انه مع علاقة كهذه بالملكية سوف أصل بعيدا. فمناحم بيغين المولود في وارسو صنع سيرة حياة جميلة جدا بدور المغربي.

إلى أن وعيت ذاتي: كان ابي وامي اشكنازيم من بولونيا، لم نسكن في المعبروت لأن والدي هاجرا إلى البلاد قبل عشرين سنة من إقامة الدولة. تجربة المعبروت المؤلمة لا يمكن اصلاحها. كان والدي ماباينيك (من حزب ماباي)، ولم يكن لي ذكريات دافئة من روائح واطعمة مطبخ جدتي، لأن هتلر سبقني في أخذها.

عمل يعقوب معلما لعشرات السنوات، كأجير يحمل صرة  مثقوبة، اما دوبا، فقد كانت ربة بيت، تورمت رجلاها ذهابا وايابا إلى السوق. لم يسبق لي ان ذكرت شيئا عن ضائقتنا حتى لا اتعرض للسخرية – حتى سريد المترفع كان من ضمن المضهدين؟.

ما لم اعمله فقط كان عدم التخلص من عاهة ولادتي، كي اكفر عن اخطاء والدي وأمسح بواقي ال دي دي تي: سكنت في كريات شمونة وعلمت مئات الطلاب، استثمرت في مرغليوت، علمت في شدروت، وبشكل عام – ثمانية سنوات من عشرات كوزير للتعليم وحماية البيئة. أدرت ظهري للأقوياء، اي ناخبينا، وفضلت عليهم الفقراء. لكن شيئا لم يساعد: لم انجح ابدا في الحصول على الاعتراف بي كـ »وزير اجتماعي« ، مثل درعي ووزراء آخرين، حيث يكفيهم اسم العائلة ومعاناة الطفولة  كي لا يرى احد قصورهم حيث يمكثون. »العاملة الاجتماعية« والمثقف رفضا ان ينظرا إلى كممثلٍ لهم، فقد كنت »ناعما" بالنسبة لهما، على شاكلة رون كاهان وقانون الاسكان الشعبي الذي عارضته شاس.

ها قد صعدت على اللغم الطائفي، والآن سوف اشغل الصاعق: متى سيكتشف اصدقاؤنا الشرقيين عنصريتهم الاشكنازية (الغربية).