خبر مع ارتفاع أسعار السجائر .. غزة « بتدخن عربي »

الساعة 07:06 ص|26 فبراير 2015

فلسطين اليوم

بات من الصعب على الفلسطيني محمود رحاب، (33 عاما) شراء علبة من السجائر المهربة من الجانب المصري، بسبب ارتفاع ثمنها نتيجة غلق السلطات المصرية لأغلب الأنفاق، وتردي حاله هو الاقتصادية مع تعطله عن العمل بعد توقف مصنع « الخرسانة » الذي كان يعمل فيه جراء قصفه خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

 

ولجأ رحاب، إلى السجائر المعرفة باسم « السجائر الشامية » أو « العربية » التي تأتي من الضفة الغربية، لانخفاض سعرها بشكل كبير مقارنة مع السجائر المصرية.

 

ويقول الشاب الغزي، في حديث لوكالة « الأناضول »، « لجأت إلى السجائر الشامية بعد أن أصبح سعر علبة السجائر المصرية مرتفعا جدا، ولا يتماشى مع وضعي الاقتصادي الصعب ».

 

ويشهد سوق السجائر المهربة من الجانب المصري، المصدر الأساسي للدخان في قطاع غزة، التي تدخل عبر أنفاق التهريب الحدودية التي تربط غزة بمصر، ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، نتيجة غلق الجانب المصري لأغلب تلك الأنفاق.

 

ويضيف رحاب: أن« الوضع الاقتصادي  الذي يعيشه قطاع غزة بسبب ارتفاع نسبة الفقر والبطالة والركود الاقتصادي صعب جدا، ودخل الفرد قليل أو معدوم ولا يمكن لأصحاب الدخل المحدود شراء السجائر المصرية ».

 

ويشير إلى أنه رغم أن السجائر الشامية يلجؤون إليها الشباب لأنها أقل تكلفة ولعدم قدرتهم على الإقلاع عن التدخين.

 

ويوضح أن علبة السجائر المصرية يتراوح سعرها ما بين 18 إلى 29 شيقلا إسرائيليا ( بين 4.5 دولار أمريكي- 7.5 دولار ) أما علبة السجائر الشامية فلا يزيد سعرها عن 6 شواقل (قرابة دولار ونصف الدولار).

 

 ويقول إن « أكثر الأمور السلبية التي أعاني منها أثناء التدخين أن معظم الناس ينفرون من رائحة التبغ الشامي الكريهة جدا »، مشيرا إلى أنه يضطر إلى التدخين في أماكن مفتوحة بعيدا عن الازدحام حتى لا يزعج أحدا.

 

من جانبه، يقول المواطن الغزيّ محمد بكرون، (23 عاما) للأناضول إن « سعر التبغ المصري مرتفع جدا ولا يمكننا شرائه، لأنه يحتاج إلى ميزانية خاص في ظل الوضع الاقتصادي المتردي ». ويضيف بكرون أن « السجائر الشامية مناسبة للوضع الاقتصادي الصعب الذي فرضته علينا الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ».

 

وشنت إسرائيل حربًا على قطاع غزة في 7 يوليو/ تموز الماضي، استمرت لمدة 51 يومًا، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 2000 فلسطيني، وإصابة  نحو 11 ألف آخرين، بالإضافة لتدمير عشرات آلاف المنازل والمنشآت الصناعية والاقتصادية، ما أدى إلى ارتفاع مستوى الفقر إلى 80% والبطالة إلى 60%، بحسب اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة.

 

  ويقول بكرون إن « السجائر الشامية ربما تكون أكثر ضررا من غيرها ورائحتها كريهة ولكننا نضطر إلى تدخينها لسعرها الزهيد ».

 

 وفي السياق ذاته، يقول صلاح السوسي، وهو بائع للسجائر الشامية، للأناضول إن « معظم المدخنين لجأوا إلى شراء السجائر العربية (الشامية) وتركوا المصرية المهربة، بسبب ارتفاع ثمنها ».

 

ويضيف السوسي أن « سعر علبة السجائر المصرية المهرب يبلغ في بعض الأحيان أكثر من ثلاثة أضعاف سعر عبلة السجائر الشامية ». ويشير إلى أن سعر علبة السجائر الشامية التي تحتوي على 20 سيجارة 6 شواقل فقط (نحو 1.5 دولار أمريكي) « .

 

 ويوضح السوسي، أن التبغ الشامي يأتي من الضفة الغربية، بخلاف التبغ المصري الذي يهرب عن طريق الأنفاق الحدودية التي دمرها الجيش المصري بين مصر وغزة.

 

وشكلّت الأنفاق الحدودية المنتشرة على طول الحدود المصرية الفلسطينية، في الأعوام القليلة الماضية متنفسا رئيسيا لسكان غزة لمواجهة الحصار الخانق الذي فرضتّه »إسرائيل" على القطاع منذ عام 2007.

 

 وفي الوقت الحالي، باتت الأنفاق في حالة شلل تام، عقب حملة الهدم المكثفة والمستمرة التي يشنها الجيش المصري عليها منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في عام 2013.

 

ويعيش 1.8 مليون فلسطيني في قطاع غزة، في الوقت الراهن واقعا اقتصاديا وإنسانيا قاسيا، في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي والمتزامن مع إغلاق الأنفاق الحدودية من قبل السلطات المصرية.