خبر الخيار الثاني -هآرتس

الساعة 09:41 ص|25 فبراير 2015

فلسطين اليوم

نتائج استطلاع « هآرتس »/ ديالوغ الجديد

بقلم: يوسي فيرتر

(المضمون: يصر المستطلعون على الاحتفاظ بخيار ثاني، والتعادل بين المعسكرين الكبيرين ثابت، ولكن كليهما تحت التهديد: نصف المصوتين للمعسكر الصهيوني وثلث المصوتين لليكود يدرسون التصويت لطرف آخر، 40% من المصوتين للقائمة الموحدة عيونهم تتجه نحو ميرتس – المصدر).

بقي اقل من ثلاثة اسابيع على الانتخابات، نسبة الناخبين ممن يعتبرون انفسهم مرتبكين، او لا يعلمون، او انهم لن يصوتوا في الانتخابات يقف عند 20%، اي ما يقارب 24 نائبا. هذه الارقام سوف تتناقص كلما اقتربنا من يوم الانتخابات في 17 آذار. من خلال تجربة الماضي، الكثير من الاصوات العائمة ستستقر على رأي في الاسبوع الاخير، واحيانا في اليوم الاخير، في طريقهم إلى الصناديق.

هذا الاستطلاع الخاص المنشور هنا للمرة الاولى لم يركز على توجهات الناخبين المرتبكين، ولكن بالذات على التحولات في مواقف من سبق لهم ان قرروا اي حزب سينتخبون. هؤلاء الناخبين، عندما وجه إليهم السؤال فيما إذا كانوا سيصوتون لحزب آخر، يذكرون اسم حزب آخر كخيار ثاني.

هذا الاستطلاع الذي اجري لصالح جريدة « هآرتس » بواسطة الصفحة الالكترونية لشركة مشروع النمذجة بإدارة الدكتور اريئيل ايلون، واشراف البروفيسور كميل فوكس من جامعة تل ابيب، يرسم فعليا خطوط الخطر في المساحة بين الاحزاب المختلفة، وخصوصا داخل الكتل.

من الاستخلاصات هذه يمكن الاستنتاج، بشكل صحيح فقط لليوم الذي جرى فيه الاستطلاع، اي من الاحزاب معرضة اكثر من غيرها لفقدان الاصوات، والى اين ستذهب الاصوات المفقودة. او على العكس، اي الاحزاب التي يمكنها أن تشعر بالمزيد من الامان فيما يتعلق بإخلاص ناخبيها.

المعطى الاكثر مفاجأة هو المتعلق بالمعسكر الصهيوني برئاسة اسحق هرتسوغ وشريكته تسيبي ليبني، 43% من ناخبي القائمة، تقريبا نصفهم، ذكروا اسم حزب ثان كخيار بديل للتصويت. معظمهم (17%) يمكن ان يصوتوا لحزب يوجد مستقبل « يش عتيد » اذا قرروا إدارة الظهر للمعسكر الصهيوني، باعتباره الحزب البديل الاول لهم. 12% لم ينفوا امكانية التصويت لميرتس. وبالمقابل، 19% ممن عرّفوا انفسهم كمؤيدين لميرتس اشاروا إلى المعسكر الصهيوني كخيار بديل، وهو ما ذكره 14% من مؤيدي يش عتيد.

على الطرف الثاني للنهر، 36%، نحو الثلث من ناخبي الليكود، اشاروا هم كذلك بانهم اذا توفرت الرغبة، سيضعون بطاقة حزب آخر. وكما هو متوقع، فإن خيار معظمهم المفضل (17%) هو البيت اليهودي. فقط 4% يدرسون التصويت لكولينو بزعامة موشي كحلون، على النقيض من الاعتقاد السائد لدى المؤسسة السياسية.

وفي المقابل، 17% من ناخبي البيت اليهودي سيعطون اصواتهم لليكود ضمن شروط معينة، وهذا ما سوف يعمله 6% من ناخبي موشي كحلون.

معطيات اخرى: الحزب الذي لديه ناخبون واثقون باختيارهم هو يهودوت هاتوراه. وبالمقابل ، الحزب الاكثر اشكالية في هذا المجال هو حزب ياحد برئاسة إيلي ييشاي وباروخ مارزل. نصف ناخبيه قابلون للتحول وخصوصا ل(شاس ويهودوت هاتوراه). وهذا ما يفسر لماذا تقف ياحد على حافة نسبة الحسم في كافة الاستطلاعات، بأربعة مقاعد.

معطى آخر مفاجئ ومثير للاهتمام: 40% من ناخبي القائمة الموحدة ذكروا اسم حزب ميرتس كخيار ثاني للقائمة الموحدة. وبالمقابل لا يرى اي من ناخبي ميرتس في القائمة الموحدة كخيار ثان له. السبب الكامن خلف هذا المعطى، بشكل عام، ان ناخبي حداش السابقين، ممن تردعهم فكرة التصويت لحزب بلد، يدرسون التحول إلى الحزب الصهيوني اليساري. تجب الاشارة انه في الانتخابات الماضية، قبل تجميع الاحزاب العربية التي جاءت كنتيجة « لقانون الحكم » ورفع نسبة الحسم، حصلت ميرتس على عدد قليل من الاصوات العربية.

بمحاذاة الاستطلاع الالكتروني، جرى ايضا استطلاع تلفوني، بواسطة شركة ديالوغ وبإشراف البروفيسور كميل فوكس. وهذه هي النتائج الاساسية للاستطلاع:

1- التعادل بين الاحزاب الكبرى. قائمة الليكود تقلصت نسبة إلى استطلاع هآرتس السابق قبل 3 اسابيع بالتمام وخسرت نائبين. حافظ المعسكر الصهيوني على مكانته، وبكلمات اخرى، يجد صعوبة في التسلق مع ذات عدد النواب السابق. احزاب المركز، يوجد مستقبل وكولينو، ازدادت قوتها بأربعة نواب (ثلاثة ليوجد مستقبل وواحد لكولينو). البيت اليهودي خسر مقعدين بالنسبة للاستطلاع السابق. وبشكل عام، هذه ليست بشرى سارة لنتياهو: فقوته الائتلافية (الكتلة) خسرت اربعة مقاعد مقارنة باستطلاع الاول من شباط الحالي.

2- الاخبار الجيدة بالنسبة لنتنياهو هي ان المعسكر الثاني، معسكر المركز – يسار، لم يرتفع إلى مستوى يهدد الاحتمالات الجيدة لنتنياهو بتشكيل الحكومة، حتى وفقا لمجمل نتائج الاستطلاع الحالي، فكتلة الليكود – يمين – حراديم يبلغ تعدادها 59 مقعدا مقابل 52 مقعدا للمعسكر الخصم. حزب كولينو برئاسة كحلون، مع تسعة نواب، سيكون بيضة القبان. اي قوة الوزير الذي عاد بوسعه تحديد من سوف يكون رئيسا للوزراء الا في حال قيام حكومة وحدة وطنية.

3- عاد استطلاع « هآرتس ديالوغ » لطرح سلسلة من الاسئلة المتصلة بمؤهلات او ملاءمة كل من المرشحين لرئاسة الحكومة في أعين الناخبين، نتنياهو وهرتسوغ، في المواضيع السياسية. الفجوة بين نتنياهو وهرتسوغ في السؤال من الملائم اكثر لرئاسة الحكومة، وقدرته على افضل معالجة للوضع السياسي والامني لإسرائيل، استمرت كبيرة لصالح رئيس الوزراء الحالي، على عكس المجال الاقتصادي – اجتماعي فقد تفوق هرتسوغ على نتنياهو.

4- مع ذلك في الاسئلة ذات الطابع الشخصي، والمتعلقة بأسلوب كلا المرشحين، يتفوق هرتسوغ على نتنياهو ردا على سؤال « من منهما يهتم اكثر في اناس على شاكلتك ». او على السؤال الاخر « من من الاثنين تصدق اكثر ». وبشكل عام يثق الجمهور بهرتسوغ لكنه ينتخب نتنياهو، ويقدرون بنسبة عالية جدا انه سيعاد انتخابه. وهو ما من شأنه أن ينحت شعار الليكود القادم: « يثقون ببوجي، ينتخبون بيبي ». (المقتبس عن الشعار الناجح لإيهود اولمرت في الانتخابات لرئاسة بلدية القدس عام 1993، « نحن نحبك تيدي كوليك، لكننا سننتخب أولمرت »).