خبر محللان عسكريان: المقاومة تسابق الزمن بالإعداد وتطور من دقة وقوة الصواريخ

الساعة 12:35 م|24 فبراير 2015

فلسطين اليوم

تكررت الأنباء الصهيونية المشيرة إلى قيام المقاومة الفلسطينية بتجارب صاروخية ومواصلة حفر الأنفاق بشقيها الهجومي والدفاعي منذ انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة، التي استخدمت خلالها المقاومة آلاف الصواريخ وعشرات الأنفاق في عملياتها النوعية والتكتيكية.

بعد نصف عام على انتهاء العدوان الأخير، وعلى ضوء عدم تحسن الأوضاع المعيشية، عدا عن تحذيرات قادة الاحتلال من مواجهة قريبة مع غزة، تبدو المقاومة ماضية في ترميم قدراتها العسكرية تجهيزًا للمعركة القادمة.

وسائل الإعلام الصهيونية ما فتأت تتحدث عن التجارب الصاروخية للمقاومة باتجاه بحر غزة، لتحدد من خلالها مسافات الوصول وحجم الانفجار، وتؤكد تغلبها على الحصار المستمر منذ سنوات.

وفي آخر إحصائية صهيونية فاقت الصواريخ المجربة حاجز المئة، وربما ينظر مراقبون لهذه التجارب إن صح الادعاء الصهيوني بمثابة دليل على تقدم أسرع من الزمن بالنسبة لصواريخ المقاومة بشكل يضمن دقة أفضل ومدى أطول.

ويعتبر المحلل العسكري يوسف الشرقاوي أن المقاومة استفادت من حجم تأثير إطلاق الصواريخ من غزة على الجبهة الصهيونية، وبالتالي تسعى اليوم لزيادة تأثير الصواريخ بشكل أكبر.

ومن الواضح، بحسب الشرقاوي، أن المقاومة الفلسطينية قرأت العبر من الحرب الأخيرة بشكل جيد، ووضعت يدها على نقاط الضعف. وقال « إن المقاومة أجرت قراءة نقدية موسعة لتفاصيل المعركة الأخيرة، وبدت أكثر سرعة في تنفيذ ما وصلت إليه من ضرورات يجب تقويتها تحضيرًا للمعركة القادمة ».

وتزعم الأوساط الأمنية الصهيونية بأن خطورة التجارب الصاروخية في غزة، نابعة من أن بعضها تطلق وتسقط داخل حدود غزة، مما يعني أن المقاومة تمكنت من التحكم بدقة في توجيه الصواريخ قصيرة المدى، وبدليل أن المقاومة تجربها دون الخشية من سقوطها فوق رؤوس المواطنين في القطاع.

الخطر الأكبر الذي يهابه الكيان الصهيوني - وفق وسائل إعلامها- هو الآتي من تحت الأرض، أنفاق شقتها المقاومة نحو مستوطنات النقب الغربي، آتت أكلها بقتل عشرات الجنود الصهاينة خلال عمليات إنزال متكررة، ومن جهة أخرى نشرت الذعر في نفوس آلاف المستوطنين، ولذلك ما زالت المقاومة تواصل حفرها، بناء على روايات الإعلام العبري.

وهنا يبيّن الشرقاوي أن المدة الزمنية التي استغرقتها المقاومة لترميم قوتي الأنفاق والصواريخ تدل على سرعة الإنجاز، إضافةً لعجز الاحتلال عن ردع المقاومة رغم ما تعرضت له من ضربات متتالية خلال العدوان، فيما ستحمل المعركة القادمة مفاجئات جديدة بناءً على ما يتوفر من معلومات حول إنجازات ملموسة للمقاومة، على حد وصفه.

ولم يختلف المحلل العسكري واصف عريقات مع سابقه، حيث اعتبر أن تخوف المقاومة الفلسطينية من فرض الأوضاع الحالية مواجهة جديدة، دفعها لتجهيز نفسها جيدًا بشكل متسارع على كافة الأصعدة.

ووصف عريقات ما تقوم به المقاومة وفق ما يروج بـ« الإعداد الجيد » من الناحية العسكرية، على ضوء الصعوبات الحادة التي تواجه المقاومة في التزود بالقدرات العسكرية من خارج غزة في ظل الحصار.

ومن جهة أخرى، سعى الاحتلال من خلال ماكينة الدعاية لإظهار قدرة جيشه على تدمير قدرات المقاومة، إلا أن الجمهور الصهيوني بدأ يتفلت فعليًا من شباك الدعاية وفق ما يرى المختص في الشأن الصهيوني مأمون أبو عامر.

وتكتفي دولة الاحتلال حاليًا بتجفيف منابع التمويل الخارجية إضافةً للعمل الاستخباري المتواصل لمعرفة تطورات قدرات المقاومة بشكل دقيق -وفق قول أبو عامر- في ظل عدم رغبتها بالدخول في مواجهة عسكرية جديدة في غزة.

 

المصدر : المجد الامني

كلمات دلالية