خبر بين المراقب والنقد- يديعوت

الساعة 11:50 ص|24 فبراير 2015

فلسطين اليوم

بين المراقب والنقد- يديعوت

التقرير الهام حقا

بقلم: يوعز هندل

(المضمون: القصة الاشكالية في هذه الانتخابات ليست شابيرا وقراراته، بل بالذات التقرير الذي لم ينشر بسبب التوقيت: تقرير لجنة الخارجية والامن عن حملة الجرف الصامد - المصدر).

قبل سنتين ونصف السنة عين نتنياهو مراقب الدولة شابيرا. كان يخيل أن هذا كان تعيينا مدروسا، يستهدف توفير الهواء لرئيس الوزراء. فخلافا للمراقب السابق، يعتبر شابيرا شخصية هادئة، مريحة للمناورة ومريحة للحكم. وفي هذه الفترة الطويلة كان لشبيرا الوقت لدراسة مشاكل دولة اسرائيل، مراجعة التقارير السابقة عن النفقات والاستثناءات، الارتياح والنوم على هذا، الاستيقاظ، اعادة النظر واتخاذ القرار. وتحته يوجد عشرات العاملين الخبراء، الذين لا يفوت عيونهم شيء. وعندما يتبدل المراقبون، يبقون، وعندما يطمس شابيرا، فانهم يُطمسون – مع تلك الملفات المفتوحة واولئك المحقق معهم. شابيرا كان يمكنه أن ينشر تقرير رقابة في كل موضوع كان في اثناء هذه الفترة، ومع ذلك، فان تقريرين هامين ينشران الان بالذات.

ثمة معنى للانتقاد حين ينشر المراقب التقارير عشية الانتخابات. ثمة معنى لانتقاد عدم قدرته على تشخيص المشاكل في وقتها. كل شخص مستقيم ملزم بان يسأل ماذا حصل لشابيرا حتى اليوم؟

أين كان؟ الضغوط والمخاوف لا تقدم تفسيرا جيدا. في السطر الاخير، استيقظ المراقب فجأة من سبات شتوي، وبالتالي من يدعي بان التوقيت اشكالي محق تماما.

التقرير عن غلاء السكن قابل للنشر بعد الانتخابات. من لا يشعر بالاسعار على جلدته لن يشعر بها عبر التغطية الصحفية. والتقرير عن نفقات منزل رئيس الوزراء كان ينبغي نشرها منذ زمن بعيد – دون خوف. والرد الاشكالي من رجال رئيس الوزراء كان سيؤثر عندها ايضا، ولما لم يفعل ذلك المراقب فقد كان يجمل به أن ينتظر. كل واحد من هذه التقارير هام جدا للجمهور الاسرائيلي، ولكن لا يمكن قطعها عن الانتخابات التي على الابواب. كل واحد من التقارير هام، ومع ذلك يوجد فيها طعم سيء.

غير ان القصة الاكثر اشكالية في هذه التقارير ليست شابيرا وقراراته، بل بالذات التقرير الذي لم ينشر بسبب التوقيت: تقرير لجنة الخارجية والامن عن حملة الجرف الصامد. حزبان من داخل الحكومة التي انحلت دعيا الاسبوع الماضي على رؤوس الاشهاد الى نشر التقرير. نفتالي بينت قال لي في مقابلة اذاعية انه يطالب بنشره وهكذا ايضا يعقوب بيري الذي جلس في الكابينت في اثناء الحملة.

خلافا للتقرير عن غلاء السكن وعن نفقات منزل رئيس الوزراء، فان اجمال « الجرف الصامد » لا يمكن تأخيره. فأحد لا يعرف متى ستنشب الحرب القادمة في الجنوب، وهذا ليس منوطا بقرار اسرائيلي ولا بميزان القوى ايضا. ففي هذه المنطقة تنشب الحروب احيانا بسبب انعدام الحظ. اختطاف مخطط ينجح، صاروخ تائه يصيب روضة اطفال.

يوجد في التقرير اجزاء علنية وسرية، ولكن دون نشرها لا يمكن استخلاص الدروس منها. التعديل الكبير للجيش بعد حرب لبنان الثانية أحدثته عدة فصول في تقرير فينوغراد. وكان نتنياهو من اولئك الذين دفعوا، وعن حق، باتجاه التحقيق والنشر السريع للتقرير. في حالة « الجرف الصامد » تقرر في الحكومة تحقيق في لجنة الخارجية والامن. نصف سنة مرت والتقرير لم ينشر بذريعة التوقيت.

لا يمكن أن نعرف ما هي الدروس بالنسبة للانفاق او اخلاء البلدات، او ما هي الاستراتيجية الاسرائيلية تجاه حماس في الحرب القادمة. فهل مثل هذا التقرير سيؤثر على الانتخابات؟ يحتمل. حسب الطلب لنشره – والذي يأتي من جهة البيت اليهودي – يمكن أن نفهم بانهم مقتنعون هناك بان بينيت هو الذي حذر ودفع نحو معالجة الانفاق قبل ان تستخدمها حماس. اما الاستنتاجات المعاكسة، والحذر الذي اتخذه رئيس الوزراء ووزير الدفاع فهو السبيل الصحيح. هذا لا يغير في الامر من شيء. فمن أجل التحسين، الاصلاح واتخاذ القرارات فانه لا مفر من نشره بكامله. السري للمسموح لهم بذلك، والاجزاء العلنية لعناية الجمهور.

قبل بضعة اسابيع هاجمت اسرائيل، حسب منشورات أجنبية قافلة في سوريا، قتل فيها ضابط ايراني كبير. كان في اليسار من اتهم نتنياهو ويعلون بان هذه كانت حملة للانتخابات. وقد نبع هذا من عدم الفهم كيف تعمل المنظومة العسكرية والاستخبارية. في الليكود ادعوا بانه لا يوجد فراغ في شؤون الامن، وينبغي العمل ايضا في فترات الانتخابات. اما أنا فأتفق مع كل كلمة.

والان مطلوب النزاهة ايضا من الكين ولفين اللذين يحتجزان التقرير عن « الجرف الصامد ». محظور الموافقة على أن بذريعة الانتخابات يمنع نشر مفاهيم عن الحملة التي كانت ويبدو أنه سيكون مثيلها. هناك مواضيع أهم من الحملة السياسية.