خبر هذا في أيديهم -يديعوت

الساعة 10:57 ص|23 فبراير 2015

فلسطين اليوم

بقلم: تسفيكا عميت

كاتب ورجل اعمال، مختص في حركات اليمين المتطرف

(المضمون: لو كانت معدلات التصويت في اوساط اليهود والعرب متشابهة، لكان لنا حوالي 24 نائبا عربيا، بما يتناسب ونصيبهم بين السكان. واذا ما ارتفعت نسبة التصويت في الوسط العربي، وانخفضت تلك في الوسط اليهودي، يمكن للنتيجة ان تكون حتى أعلى من ذلك - المصدر).

المفاجأة الكبرى للانتخابات ستأتي من مكان مفاجيء على نحو خاص. الوسط العربي. فالاحزاب العربية التي تتنافس هذه المرة في قائمة مشتركة، وهناك احتمال نظري في أن يرتفع عدد النواب العرب حتى الى 23. كيف يحتمل هذا؟ تعالوا نلعب بالاعداد قليلا.

20 في المئة من مواطني الدولة هم عرب. لو كانوا حصلوا في الانتخابات على نصيبهم النسبي الذي يستحقونه، لكان لنا في الكنيست اليوم 24 نائبا عربيا. واذا كان كذلك، فلماذا يصل عددهم الى 11 فقط؟ التفسير بسيط: بينما بلغ معدل التصويت العام للجمهور في الانتخابات 2013 نسبة 67.8 في المئة، فان معدل التصويت بين السكان العرب كان 50.1 في المئة. بمعنى أن النصيب النسبي لليهود ارتفع ونصيب العرب انخفض.

هل معدل التصويت المنخفض للمواطنين العرب هو ظاهرة غير قابلة للتغيير؟ تماما لا. ففي الانتخابات الاولى، في 1949، صوت 79 في المئة من عموم المواطنين العرب، وفي 1955 بلغ معدل المقترعين العرب 90 في المئة (!). صحيح أن هذه كانت ايام الحكم العسكري، الذي « وجه » أيضا قسما من التصويت في الوسط العربي، وكان المستفيدون من أصوات العرب اساسا هم أحزاب مباي، مبام والاحزاب العربية التي تدور في فلكيهما والتي عملت في تلك السنين بالهام من الاحزاب اليسارية اليهودية.

ولكن منذ الخمسينيات هناك ميل لانخفاض تدريجي في معدلات التصويت في الوسط العربي، لا تنقطع عن الالية السياسية الداخلية وتعكس احساس القطيعة والاحساس بان « شيئا لن يجدي نفعا » أخذ في التعاظم على مدى السنين. وفي العام 2001، في أعقاب « اضطرابات تشرين الاول » هبط معدل التصويت في الوسط العربي الى 18 في المئة فقط.

هل يمكن لهذا الوضع أن يتغير؟ بالتأكيد يمكن. ففي الانتخابات للسلطات المحلية في العام 2013 بلغ معدل التصويت المتوسط في البلدات العربية 87 في المئة، بينما المعدل الموازي في البلدات اليهودية بلغ 47.1 في المئة فقط. من السهل أن نفهم بان المشاركة العالية للمواطنين العرب في الانتخابات المحلية تنبع من مصلحة محلية، واحيانا عشائرية، ولكن حقيقة هي أن المصلحة تجلب الناس الى صناديق الاقتراع.

هل يمكن لهذا أن يحصل ايضا في الانتخابات للكنيست؟ يخيل أن رفع نسبة الحسم واتحاد الاحزاب العربية – الى جانب التطور المتزايد في اليمين اليهودي – يدفعان المزيد والمزيد من المواطنين العرب محاولة الدفع نحو ذلك. ولا تزال هذه الميول تحت الرادار، ولكن رويدا رويدا تخلق في الوسط العربي شراكة مصير، تغطي على الخلافات في الرأي وتخلق دافعا كبيرا للمشاركة في الانتخابات. وتثبت التجربة التي تراكمت في الانتخابات للسلطات المحلية بانه عندما تكون هناك مصلحة مشتركة، فانه يكون في الوسط العربي من يعرف كيف يحولها الى اصوات في صناديق الاقتراع.

لو كانت معدلات التصويت في اوساط اليهود والعرب متشابهة، لكان لنا حوالي 24 نائبا عربيا، بما يتناسب ونصيبهم بين السكان. واذا ما ارتفعت نسبة التصويت في الوسط العربي، وانخفضت تلك في الوسط اليهودي، يمكن للنتيجة ان تكون حتى أعلى من ذلك. وبشكل نظري، اذا صوت الجميع للحزب العربي الموحد، فانه كفيل بان يصبح أحد أكبر الاحزاب في الكنيست. فهل يمكن أن يترك خارج الحكومة حزب بمثل هذا الحجم؟

المؤكد هو أن هذا سيكون مشوقا.