خبر يجب النزول عن الشجرة- معاريف

الساعة 10:07 ص|23 فبراير 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أوري سبير

 (المضمون: على خلفية الضرر الاستراتيجي الذي تسبب به الخطاب العتيد لنتنياهو فقد تبين أنه حصل على انتصار شخصي على حساب هزيمة الدولة. الجمهور الهدف ليس الكونغرس بل اليمين المتأرجح بين الليكود واسرائيل بيتنا - المصدر).

 الديمقراطيون في الولايات المتحدة غاضبون على رئيس الحكومة نتنياهو. غاضبون جدا. إن الخبير بالبروتوكول الامريكي يعرف أن مقاطعة الخطاب المتوقع في الكونغرس من قبل كبار اعضاء الحزب، وخاصة من قبل رئيس مجلس الشيوخ، ونائب الرئيس جو بايدن، هي ضربة لم يسبق لها مثيل لرئيس دولة صديقة كاسرائيل.

 

على نتنياهو الغاء خطابه. عمليا ليس أمامه خيار معقول. اذا قام بذلك يمكنه أن يصور الالغاء كتضحية من اجل أمن اسرائيل، وكما هو دارج لديه، من الحرب في غزة وحتى اقامة 14 ألف وحدة سكنية في المناطق المحتلة اثناء المفاوضات السياسية – كل شيء من اجل الامن.

 

          في الايام الاخيرة تسليت بيني وبين نفسي بعدد الاسباب أو المبررات التي يمكن أن يطرحها نتنياهو على جون باينر، شلدون أدلسون ومصوتي الليكود، بخصوص لماذا يجب الغاء الزيارة: رجال حزب الله يقفون خلف الجدار في لبنان، كلبه أكل الخطاب، لم يأخذ التطعيم ضد الديمقراطية، السرير الزوجي في الطائرة مُتهاوي، لا توجد بوظة بالفستق في واشنطن، سارة غير موافقة.

 

          من جهة اخرى، يمكن أنه في هذه المرحلة ليس هناك سبب لالغاء الخطاب المختلف فيه. الضرر لاسرائيل وقع بالفعل، وهو ضرر كبير. لقد عملت أمام اربع ادارات امريكية بتنسيق كامل في السياسة والاستراتيجية بين الحكومتين. الامريكيون أسخياء تجاه اسرائيل: 4 مليارات دولار كمساعدة أمنية سنوية تشهد على ذلك. لكن حول أمر واحد لا يمكنهم المرور مر الكرام: المس بالرئيس في ساحته السياسية. سيتم النظر الى ذلك كعمل خياني تجاه حليف، ولن يغفروا لنتنياهو.

 

          اضافة الى ذلك هذا خطاب فارغ. ليس لنتنياهو بصيص أمل في تغيير ولو حرف واحد من مضمون الاتفاق الذي يتبلور بين الولايات المتحدة وايران بهذه الطريقة. البديل كان عن طريق نقاش استراتيجي مع الرئيس والتنازل له في مواضيع سياسية اخرى. يبدو أن الاتفاق لن يتبلور في نهاية آذار، لكن ايضا في الاشهر المتبقية الى حين الانتهاء منه، لا يوجد أحد ذو تأثير في الموضوع يوافق على الاصغاء لنتنياهو. منذ الآن الامريكيون يقللون من وضع نتنياهو في صورة ما يجري.

 

          الجمهور الهدف لرئيس الحكومة ليس الكونغرس، لكنه المصوت اليميني الذي يتأرجح بين الليكود واسرائيل بيتنا. الجمهور الهدف هو الذي يرى في اوباما عدوا بسبب مواقفه بخصوص الموضوع الفلسطيني، والذي يقتنع بالقوة غير المحدودة لاسرائيل حتى من غير الولايات المتحدة، وحتى من غير الأوامر الالهية. جمهور أصولي يسجد لبيبي وبينيت. هذا تحالف لـ « الاخوة اليهود » الذي يعرض للخطر ليس فقط المصالح الاساسية جدا للدولة بل ايضا الهوية الديمقراطية لاسرائيل من خلال ثيوقراطية يهودية. يحتمل في مرحلة متأخرة أكثر، اذا نجحوا، أن يجدوا لغة مشتركة مع طهران، ولكن ليس مع واشنطن.

 لهذا ليس مهما اذا كان سيكون هناك خطاب أم لا. يبدو أن نتنياهو قد نجح في مهمته، فوز لرجل وهزيمة لدولة.