خبر فئران بيبي للتجارب-هآرتس

الساعة 11:33 ص|22 فبراير 2015

فلسطين اليوم

 بقلم: يوسي سريد

  (المضمون: تحية للحكام والمرشحين الذين انسحبوا جراء تدخل نتنياهو في تركيب لجنة جائزة اسرائيل – هذا التدخل ناجم عن عملية انتقام من نتنياهو لوالده الذي لم يحظ سابقا بجائزة علوم التاريخ- المصدر).      

 

حقا ان نتنياهو لم يتراجع عن اقواله، وبالتأكيد لم يعتذر. هو فقط تعلق بإجراءات – ما هو مسموح وما هو ممنوع قبل الانتخابات – الإجراءات التي وضعها المستشار القضائي تحت تصرفه، من هو القائل بأن بيبي ليس لديه حاسة الشم. فعلى الفور بعد 17 آذار سيجدد جهوده لحل  الزمرة « لجنة التحكيم »، هكذا اكد.

 

 يجب التأكيد، التبرير، انه منذ الان ستكون اللجان « منزوعة التأثير السياسي » لانه وفقا لرأيه، « من جانب اليسار هذا تأثير، من جانب اليمين هذا الهام ».

 

صدق المرشحون والحكام الذين اصروا على رفضهم العودة، واخطأ إولئك الذين سارعوا للترشح، الاحتفال هذه السنة لن يبدوا كعادته مسيرة للفائزرين واداء التحية لمنجزاتهم، سيبدوا على الاغلب كعرض تشخيص لمتهمين: كل اولئك اليساريين الذين تحولوا إلى اليهودون، كارهو شعبهم وانفسهم ومحبوا العرب، لا صهاينة وما بعد صهاينة، وهم الآن، متعانون مع داعش. ما كنتم لتشتروا اثاثا مستعملا وزهورا جافة من هذا النموذج المريض والمُمْرِض، فهل كنتم ستقبلون الجوائز الفاسدة لكم ولانتاجكم؟

 

كان مشجعا لنا متباعة اكتشاف التضامن مع من أقيلوا من لجنة التحكيم، واحدا تلو الآخر تنازلوا عن استحقاقهم كي ينقذوا كرامتنا. وبالمقابل كم كان مخيبا سماع المجادلة مع من وقفوا في الجانب المضاد.

 

ها انذا اتصفح قائمة جوائز اسرائيل لعام 2015: 1. بحث علوم اليهودية، علوم الروح والكتاب المقدس. 2. العلوم الاحيائية والعلوم الدقيقة. 3. الثقافة والفنون. 4. انجاز حياة.

 

سكوت « الحياة » وال« الدقيقة » تعترض، وكأنها تقول: ما هي علاقة العلماء الجادين مثلنا بفضيحة كريات سيفر. ليتقاتل اشخاص الروح امامنا، اما نحن، اشخاص المعرفة، سوف نستمر في ابحاث الرياضيات وعلوم الحاسوب، قواعدنا منضبة ومرتبة.

 

ماذا انتم سادتي العلماء: حمير تحمل اسفارا؟ فئران تجارب؟ في البداية سيفصلون الادباء، وانتم لم ترفعوا صوتكم احتجاجا على ذلك، لان ايا منكم لم يكن اديبا او ناقدا ادبيا، بعد ذلك سيفصلون الفلاسفة، ولكن انتم لا تتفلسفون. بعد ذلك سيزيحون من طريقهم المساهمين في مجال المجتمع والدولة، وليس كل مجالات المجتمع والدولة تدخل ضمن نطاقكم. وانتم ايضا سيفصلونكم عندما يحين الوقت يصاحبكم تصفيق الرعاع. حينها من سيقف إلى جانبكم.

 

هل يجب ان اكون طبيبا كي اشخص مصابا بالرشح؟ هل يجب ان اكون طبيبا نفسيا كي اشخص عقدة الابوية؟ كل ما يحدث بسبب الاب: ولكن منذ ان انتخب الابن لرئاسة الحكومة، فقد اصبح من المعروف انه لم يوجد مؤرخ في تاريخ اسرائيل يضاهي أبيه، واصبح من المعروف ايضا انه لم يحدث ان جاء باحث في التناخ كوالد زوجته. سوف تمتلئ البلاد بشوارع على اسمائهم.

 

لكن الجرح ما زال ينزف: الزمرة لم تعترف ابدا بتفوق الاب البروفيسور، واضطر للهجرة إلى مكان توراتي في امريكيا. هناك فقط، وجد اعترافا في مكان واحد. ولكن الابن لم يجد الراحة، وقد آن أوان الانتقام من النخبة، والتي ترفض ان تعترف بمستوى قامة الابن. انه رئيس حكومة لعشرين سنة خلت، وما زال جائعا للاعتراف كالولد المدلل رحافيا. هو لمي يحظ بهذا الاعتراف  ليس فقط بسبب سياساته، ولكن بسبب اسلوبه في الاساس.

 

رئيس اللجنة يحث المنسحبين على العودة – « واعيد قضاتك كما كانوا ». يمكن ان نعيدهم صاغرين طائعين، ولكن لا  يمكن وقف الارتباك، ولا يمكن ان نفعل شيئا إزاء العار. سيكون العار ماثلا في القاعة، عندما يأتي الراعي لمصافحة رجال العلوم والثقافة، واستلام الشهادة والمغلف، هل سيجمع القناني الفارغة من على طاولة الحكام وياخذها معه إلى بيته في المعبراة؟ (احياء التجميع بداية الدولة).

 

ثلاثة شهور قبل انعقاد اللجنة، نحن سلفا نوجه احتقارنا لأولئك الذين سيقفون في اماكن العرائس والعرسان الحقيقيين.

 

ربما حانت الساعة للشفاء الكامل من الخوف المتأصل، طالما يغرق المحرض الوطني أعمالنا في بحر من الخوف والكراهية، ويقول لنا بعد ذلك كيف نكتب الاشعار.