في ذكرى انطلاقتها 46

خبر الديمقراطية: إنهاء الانقسام طريقنا لاستعادة المبادرة السياسية وإعادة الإعمار

الساعة 07:14 ص|22 فبراير 2015

فلسطين اليوم

أحيت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ذكرى انطلاقتها السادسة والأربعين بمشاركة الآلاف في مسيرة جماهيرية مركزية حاشدة، مساء أمس السبت، أقيمت على امتداد « الكرفانات » بمدخل بلدة خزاعة بخانيونس جنوب قطاع غزة، بحضور قيادات القوى الوطنية والإسلامية والشخصيات الوطنية والنقابية والقطاعات النسوية والشبابية والعمالية والنقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني والمخاتير والوجهاء وحشود واسعة من جماهير شعبنا الفلسطيني من أهالي الشهداء وأصحاب البيوت المدمرة في محافظة خانيونس، يتقدمهم قيادة الجبهة الديمقراطية في قطاع غزة.

وفي الكلمة المركزية للجبهة الديمقراطية، قال عصام أبو معمر عضو القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية ومسؤولها في محافظة خانيونس: « نفتتح احتفالات الذكري السادسة والأربعون في حضرة الشهداء والمشردين من أصحاب البيوت المدمرة هنا علي ارض بوابة خان يونس الشرقية خزاعة الشهداء والصمود والتضحية جبهة الوحدة الوطنية والمشروع الوطني المناضلة دوما ضد الانقسام ».

وأضاف أبو معمر: « من هنا من حي الكرفانات في بلدة خزاعة نوجه نداء الشهداء من ارض الشهداء خان يونس وخزاعة البطولة، لا بد من إعادة التأكيد على ضرورة دعوة القيادة الفلسطينية المؤقتة إلى اجتماع فوري، لإزالة العقبات والمعيقات أمام إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية، بعد أن أثبتت التجربة فشل الحلول الأخرى، بما فيها الحل الثنائي بين فتح وحماس ».

وأكد أبو معمر أن عيد انطلاقة الجبهة الديمقراطية السادس والأربعين يحل هذا العام، في ظل تحديات سياسية تواجه قضيتنا الوطنية الفلسطينية، وفي ظل أوضاع داخلية، وإقليمية ودولية، تزداد تعقيداً، ما يتطلب من القوى الفلسطينية كافة الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية والقومية وبما يعزز الأفق السياسي أمام مواصلة نضالنا الوطني بكل أشكاله، لإنجاز الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني غير القابلة للتصرف.

وشدد أبو معمر أنه في مقدمة هذه التحديات إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية، وقد أثبتت التجارب المرة منذ 14/6/2007، أنه بدون إنهاء الانقسام، وبدون استعادة الوحدة الداخلية ستبقى الحالة الفلسطينية عاجزة عن مجابهة الاستحقاقات السياسية، وعن تزخيم قواها في التصدي للاحتلال والاستيطان، وعاجزة في الوقت نفسه عن استعادة المبادرة السياسية، خاصة وقد وصلت العملية التفاوضية، في ظل شروطها وآلياتها المعروفة، وباعتراف أصحابها أنفسهم، إلى الطرق المسدود.

وشدد القيادي في الجبهة الديمقراطية على أن استعادة المبادرة السياسية لا يمكن أن يكون إلا بإعادة الاعتبار للمشروع الوطني بعيدا عن تجاذبات المشروعين السياسيين الفاشلين الممثلين ببرنامج السلطة الفلسطينية وبرنامج حماس. مشيراً إلى أن الجبهة الديمقراطية مع استكمال الانضمام إلي جميع المؤسسات والوكالات الدولية، ونقل جرائم الاحتلال من حصار جماعي، واستيطان، وقتل للمدنيين والعزل إلى محكمة الجنايات الدولية لمقاضاة المسؤولين الإسرائيليين وعزل الكيان الصهيوني ونزع الشرعية عن الاحتلال، وتوسيع دائرة المقاطعة الدولية الاقتصادية والأكاديمية والثقافية والسياسية لدولة العدو، وتوسيع دائرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وبالحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا بما فيها حق العودة إلى الديار والممتلكات عملاً بالقرار 194 باعتباره الحل العادل والقانوني لقضية اللاجئين.

ودعا أبو معمر إلى العمل من اجل فك الحصار عن قطاع غزة، وتوفير الإمكانات الضرورية لاستئناف إعادة اعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتبني سياسة دفاعية عن القطاع، بما في ذلك بناء جبهة مقاومة وطنية متحدة، في غرفة عمليات مشتركة، وتحت قيادة سياسية جماعية وفق مبدأ « شركاء في الدم .. شركاء في القرار ».

وأكد أبو معمر على ضرورة حماية الوحدة الوطنية والشراكة وحكومة التوافق الوطني طريق كسر الحصار وإعادة الإعمار وإيجاد حلول لمشاكل الكهرباء والمياه والبنية التحتية وضحايا الانقسام والفقر والبطالة وفتح المطار والميناء وتحرير الأسرى وسواها.

ودعا أبو معمر إلى تمكين حكومة التوافق الوطني من أخذ دورها كاملاً في غزة. لافتا إلى أن الإعمار وفك الحصار هي أولويات ضرورية ولكنها غير ممكنة دون حكومة التوافق الوطني، لأننا نريد المحافظة على العلاقة مع مصر وتطويرها وفتح معبر رفح بشكل يومي كامل.

وطالب القيادي في الجبهة بتبني سياسة كفاحية في الميدان، على طريق المقاومة الشعبية الشاملة، وكل أشكال النضال المشروع لشعبنا في مقاومة الاحتلال والاستيطان، الأمر الذي يتطلب وقف كل أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال، ومقاطعة شاملة للاقتصاد الإسرائيلي، واعتماد إستراتيجية اقتصادية ومالية واجتماعية بديلة، ودعم المناطق المهددة بالاستيطان، وتعزيز صمود الشرائح الفقيرة ومحدودة الدخل والأسر المهمشة والمرأة والشباب، وتكريس كل الطاقات الاقتصادية والسياسية والإعلامية والأمنية وسواها في خدمة معركة الاستقلال والخلاص من الاحتلال والاستيطان. مشدداً على أن المطالبة بالعدالة الاجتماعية لا تتعارض مع النضال الوطني، بل توفر مقوماته.

ووجه عصام أبو معمر عضو القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية، التحية إلى شهداء وجرحى وأسرى شعبنا الفلسطيني وخاصة في بلدة خزاعة المنكوبة وللعوائل التي تعرضت للمجازر البشعة، مجدداً العهد للشهداء بأن تبقى الراية التي قضوا من أجلها عالية خفاقة تتصدر مسيرة شعبنا، حتى يزرعها شبل أو زهرة على أسوار القدس المحررة، ناقلاً تحيات الأمين العام للجبهة الديمقراطية الرفيق نايف حواتمة إلى الحشد الجماهيري الكبير بالانطلاقة السادسة والأربعين.

وتوجه الرفيق عصام أبو معمر بتحية الفخر والاعتزاز لأسرانا البواسل ودورهم المقدام في الحركة الوطنية الفلسطينية ضد الاحتلال وتعرية وجهه غير الإنساني، مجدداً العهد لهم ببذل كل الجهد لتدويل قضية الأسرى باعتبارهم أسرى حرب، أسرى حرية والإفراج عنهم. كما توجه بالتحية للأسرى الأبطال، سامر العيساوي، أحمد سعدات، مروان البرغوثي وعبد الله البرغوثي، وبسام السعدي، ومن أسرى الجبهة، وجدي جودة، أسامة أبو العسل وإبراهيم عرام وعبد المنعم وجابر الحسنات، حسين درباس، منذر صنوبر وهيثم عنتري، وإلى جميع أسرانا البواسل في زنازين الاحتلال.

من جهته ألقى نضال أبو ظريفة نجل الشهيد إسماعيل أبو ظريفة كلمة بالنيابة عن أهالي الشهداء والجرحى والمتضررين حيا فيها الرفاق بالجبهة الديمقراطية على انطلاقتهم السادسة والأربعين وللأمين العام الرفيق نايف حواتمة وكوادر الجبهة في الداخل والخارج ، كما استذكر أبو ظريفة الجنود المجهولين من أهالي بلدة خزاعة التي قدموا أرواحهم رخيصة واستبسلوا في الدفاع عن بلدتهم خلال أيام العدوان الإسرائيلي الأخير من ضمنهم القائد زكريا أبو دقة وكل الرفاق الذي قاوموا الاحتلال وارتقوا شهداء في الدفاع عن كرامتهم وكرامة أهل بلدتهم ، كما طالب أبو ظريفة حكومة الوفاق والفصائل بالتوحد والسير والوقوف على قلب رجل واحد أمام كل المؤامرات الإسرائيلية التي تحاك ضد الفلسطينيين وقضيتهم .

أما كلمة أصحاب البيوت المدمرة التي ألقاها الأخ شحدة أبو روك رئيس بلدية خزاعة رحب فيها بالجماهير التي قدمت لإحياء ذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية معتبراً ان بلدة خزاعة قدمت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة مئات الشهداء والجرحى وأكثر من ألف ومئتين بيت دمرته آلة الحرب الإسرائيلية ، وشدد أبو روك على تمسك أهل بلدة خزاعة بأرضهم التي سيعملوا على بناءها من جديد ، مطالباً في الوقت نفسه كل الجهات الدولية والدول المانحة وحكومة التوافق الوطني بسرعة التحرك لتوفير الدعم المالي لإعادة إعمار كافة البيوت والمساجد التي دمرتها قوات الاحتلال ، في عدوانها على البلدة ، كما شدد على ضرورة أن تعمل الفصائل الفلسطينية على الدفاع عن أهالي بلدة خزاعة والضغط على السلطة الفلسطينية لنجدة أهالي خزاعة لتوفير كل المستلزمات المادية لهم في ظل ما يمرون به من معاناة شديدة بفعل المنخفض الجوي والبرد الشديد الذي زاد من ألمهم ومأساتهم وهم بداخل الكرفانات التي تفتقر للحياة الإنسانية.

والجدير ذكره، أن أغاني الجبهة الديمقراطية وراياتها وصور العديد من شهداء شعبنا وأسراه على مدخل بلدة خزاعة المدمرة بفعل العدوان الإسرائيلي قد عانقت الأعلام الفلسطينية، في الوقت الذي رددت الجماهير المحتشدة في هذا العرس الوطني الكبير الشعارات الوطنية المطالبة بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية طريق كسر الحصار وإعادة الإعمار، وفاءاً لدماء الشهداء ولأصحاب البيوت المدمرة.