خبر الدولة ستصادر مئات الدونمات من الفلسطينيين شرقي القدس .. هارتس

الساعة 12:10 م|19 فبراير 2015

فلسطين اليوم


 

 
بقلم: نير حسون
 
(المضمون: الدولة ستصادر مئات الدونمات من الفلسطينيين شرقي القدس لاقامة مكب نفايات
 
بسبب الخطة سيضطر 120 بدويا لمغادرة بيوتهم. اصحاب الاراضي: بسبب جدار الفصل، لن نتمكن من الاستمتاع بالحديقة التي ستقام مكانها مستقبلا – المصدر).
 
صادقت اللجنة المناطقية للتخطيط والبناء في القدس على خطة لاقامة مكب نفايات مخلفات البناء الكبرى على المخرج الشرقي للمدينة، والتي سوف تمتد على مئات الدونمات. اقامة المنشأة سوف تؤدي إلى طرد السكان البدو القاطنين في بيوت من الصفيح في المكان المقرر اقامة مدفن مخلفات البناء،  وكذلك مصادرة مساحات واسعة مملوكة للسكان الفلسطينيين، وهو امر لم يحدث منذ عام 1991، عندما صودرت اراضي لتوسيع مستوطنة بسغات زئيف (التلة الفرنسية). كما أن المواطنين من سكان حي راس خميس قلقون من الاضرار الناجمة عن الغبار والضجيج.
 
وفقا للخطة الموضوعة من قبل بلدية القدس وسلطة اراضي اسرائيل، سيقام مدفن نفايات البناء في القسم العلوي من وادي اوغ، بمحاذاة الشارع القديم باتجاه الخان الاحمر، على ارض مساحتها 520 دونما وهي اراضي بمعظمها مملوكة لفلسطينيين. خلال ال 20 سنة القادمة سيتملئ الوادي بمئات آلاف الاطنان من المخلفات، والتي سوف تُجلب الى المكان من كافة ارجاء القدس، وأخيرا، بعد امتلاء الوادي بشكل كامل، سيقام على المدفن حديقة خضراء.
 
ووجهت هذه الخطة باعتراضات من الفلسطينيين من احياء العيسوية وشعفاط وهم معظم مالكي الاراضي في المنطقة. « للمرة الاولى منذ 20 سنة تتم مثل هذه المصادرة الكثيفة للاراضي شرقي القدس، بذريعة وجود ضرورة لاقامة مدفن مخلفات بناء »، قال المحامي سامي ارشيد، ممثل عائلة ابو خضير من شعفاط مالكة جزء من الاراضي في المكان. حسب اقواله، مواقع كهذه تقام عادة خارج المدن، وليس بالقرب من البيوت السكنية.  واضاف « هذه خطة خطيرة، والتي تثبت مرة تلو الاخرى بان ممتلكات الفلسطينيين مستباحة ». الفلسطينييون يدعون أنهم لن يستمتعوا بالحديقة التي سوف تقام في نهاية الامر فوق المدفن،  بسبب الجدار الفاصل بين المكان المصادر وبين مخيم اللاجئين شعفاط واحياء راس شحادة وراس خميس. منظمة « في المكان » العاملة في التخطيط وحقوق الانسان، اعترضت على الخطة باسم سكان حي راس شحادة، لان المدفن سيقام على مبعدة عشرات الامتار من بيوتهم (الجدار الفاصل يفصل بين المدفن والحي). كما انه من المتوقع ايضا انه على الطريق المودية الى المدفن والتي تبتعد بضعة امتار فقط عن البيوت السكنية، من المتوقع ان تمر يوميا نحو 168 شاحنة. وحسب ادعاء سكان الحي، سوف يتسبب المدفن في تلويثات شديدة من الضجيج والغبار بما يتناقض مع قوانين حماية البيئة.
 
اما الاشد تضررا من المدفن فسوف يكونون البدو وهم نحو 120 ممن يسكنون في قرية صغيرة تضم 20 كوخا من الصفيح في الوادي. مما سوف يضطرهم لمغادرة المكان. معظم هؤلاء من عشيرة عرب الجهالين ممن يطلق عليهم اسم جدوع – كبوع. ومن المعترضين ايضا على الخطة عضو المجلس البلدي والناشط اليميني ارييه كينغ وقد جاء اعتراضه على خلفية مصادرة اراضي لليهود في المكان.
 
ردت اللجنة معظم الاعتراضات وقررت بأن المدفن ضروري لضرورات استمرار البناء في القدس ومحيطها، وتتوافق مع متطلبات وزارة حماية البيئة، وكذلك كون سكان المنطقة ليس بحوزتهم تصاريح بناء. اللجنة قبلت جزئيا المعارضة التي تتلعق بتأثيرات ايكولوجية للخطة، ولضرورات الحفاظ على النباتات والدرنات قبل الشروع في الاعمال الانشائية. المحامي ارشيد ومنظمة « في المكان » اعلنوا بأنهم يخططون للاستئناف على القرار امام المحكمة او امام المجلس الوطني للتخطيط والبناء.
 
هاني عيساوي، من سكان العيسوية، اشار بأن ذات اللجنة المناطقية صادقت على اقامة حديقة وطنية في سفوح جبل الزيتون إلى الجانب الاخر من القرية، على الرغم من ادعائه بانه لا يوجد في المنطقة اية قيم طبيعة او مشهد، وان الهدف من ذلك هو منع تطور العيسوية. « في العيسوية يعيشون حاليا 16 ساكن، حل مشكلة البناء في كامل القدس لا يجوز ان يكون على حساب الاحياء السكنية. اريد ان اوجه لكم سؤالا – اين كل الادعاءات التي تروجونها عن حماية الطبيعة؟ نحن نتحدث عن مسافة بالكاد تبلغ كيلومترين عن المنطقة، حيث يوجد هناك ذات الزواحف،ذات مغائر الدفن الرومانية، ذات الحجارة وذات النباتات. اين ذهب الدفاع عن الطبيعة في هذه الحالة؟ »
 
عضو المجلس البلدي يوسف (بابا) إللو، هاجم هو الآخر المصادقة على الخطة وادعى بأن هذه هي المرحلة الاولى من تطوير منطقة « E1 » بين القدس والخان الاحمر، وهي مثار خلاف شديد بين اسرائيل ,الولايات المتحدة الامريكية. « فمن كل الاماكن الموجودة في القدس وخارجها – وهي متوفرة – وجدت البلدية انه من الصواب القاء كل هذه المخلفات خارج نطاق الخط الاخضر، وفي اراضي خاصة، هل بهذا الاسلوب يريدون افهام الفلسطينيين بأن يثقوا بنا ويؤمنوا بأننا نريد التوصل إلى اتفاق؟ »، تساءل إللو. حسب اقواله ايضا، « هذه المناطق كانت الامل الوحيد للعيسوية وعناتا لتأهيل الجيل الشاب.  احد المقترحات التي كانت مقبولة على المدينة هو اقامة منطقة صناعية خفيفة، الامر المفقود تقريبا بشكل كامل في اي حي من احياء شرقي المدينة. »