خبر بيت الاموال -يديعوت

الساعة 10:36 ص|18 فبراير 2015

فلسطين اليوم

بقلم: سيما كدمون

(المضمون: على كل مواطن ان يسأل نفسه ان كان ترف وبخل عائلة نتنياهو يتساوق مع معاييره الخاصة. فالمسألة لا تتعلق بالمنزل وانما باصحاب هذا المنزل اللذان يعتقدان ان كل شيء في هذه الدولة مستباح - المصدر).

الامر المقزز فعلا في تقرير مراقب الدولة ليس المسألة الجنائية بالتحديد. كما هي العادة هذه هي الامور الصغيرة التي تشير اكثر من أي شيء آخر، الى طبع الزوجين نتنياهو. مثل الادعاء بان العاملين في ديوان رئيس الوزراء قد ارسلوا لشتى المهمات لمصلحة نتنياهو واضطروا لدفع ثمن المشتريات الخاصة به من جيوبهم هذا من دون أن تعاد لهم الاموال التي انفقوها.

 

          فلتفكروا لحظة بهذا الموظف الذي يربح بضعة الاف من الشواكل شهريا، وان رئيس الوزراء وفقا لصحيفة « فورباص » الذي يساوي عشرات ملايين الشواكل يرسله حتى يشتري له قطرة عيون او صحف او قهوة او بعض المخبوزات. هذا العامل الذي ينجح بالكاد في اطعام عائلته قد اصبح خبيرا بهذه التكرارية. ويعرف انه لن يرى هذا المال ابدا،  ولكنه ايضا لا يستطيع ان يرفض هذه المهمة. فكروا به وهو يتوجه الى السوبر فارم ويحسب الاموال التي سيضطر الى دفعها هناك. لا، اننا لا نتوقع بان يقوم رئيس الوزراء بالوقوف في طابور محلات السوبر فارم كما ادعى عدد من كلاب نتنياهو المطيعة الذين ارسلوا بالامس للدفاع عنه. كما هو حال نائبة الوزير تسيبي حوتوبيلي التي لم تخجل من الاستخفاف بالانتقادات والسخرية منها – لانه ماذا يعني مبلغ 42 شيكل من أجل شراء حبوب ضد الرشح عندما يتعلق الامر برئيس الوزراء. نحن نقول لك يا حوتوبيلي ان بضع عشرات من الشواكل يمكنها أن تكون هامة جدا بالنسبة لهم، وليس هناك أي سبب في العالم يلزمهم بتمويل احتياجات رئيس الوزراء الخاصة. الامر الذي كنا نتوقعه هو أن يقوم رئيس الوزراء بالحركة التي لا يعرفها على ما يبدو ولم يفعلها ابدا – وهي ادخال يده في جيبه واعادة المال لصاحبه. لان عملية المحاسبة المالية يجب أن تأتي منه في هذه الحالة وليس من العامل.

 

          وكم كان من المقزز سماع الوزير جلعاد اردان بالامس هذا الشاب الذكي الفصيح وهو يردد الرسائل التي لقنته اياها قبل ساعات السيدة نتنياهو واستعداده وتنظيف اوساخ العائلة. هذا الشخص الذي يلقي بناظريه لمناصب رفيعة يدافع عن محاولة نتنياهو التهرب من ضريبة الجفاف، هذه الضريبة التي فرضها بنفسه.

 

          إذن السؤال في هذه الحالة ان كانت المسألة جنائية أم لا، لا داعي لها. هناك من يعتقدون ان للتقرير جوانب جنائية. وان من الاجدر بالمستشسار القضائي للحكومة أن يقوم بتفحصه. ما هو عدد  السنوات التي سيحتاجها المستشسار القضائي حتى يعطي رده حسب رأيهم؟ اذن فلتدعوا الجوانب الجنائية جانبا على كل واحد ان يقول لنفسه ان كانت الامور التي اطلع عليها هذا الاسبوع متوافقة مع معاييره الشخصية ذاتها. ذلك لانه حتى من انطلت عليه خديعة فيلم منزل نتنياهو البائس كان بامكانه بالامس ان يقتنع بان المسألة لا تتعلق بالمنزل وانما باصحابه.

 

لانه ليس هناك شخص ذو منطق يمكنه أن يصدق انه ليس من الممكن استبدال الستائر وتصليح الابواب وترميم الجدران والمقاعد التي يجلس عليها رئيس الوزراء من ميزانية تبلغ 3 مليون و 114 الف شيكل (2011). او انه مع ميزانية تنظيفات بلغت مليون و 230 الف شيكل في السنة هناك مبرر لان تجد السيدة غبارا على المصباح. اكثر من 75 الف شيكل على تنظيف المنزلين شهريا، هذا بينما لا يقيمون تقريبا في احدهما (قيساريا).

 

اللواء متقاعد يعقوب بوربسكي – الذي يلقي بيديه وصمة على سيرته المهنية المعتبرة – ارسل بالامس بتكليف من العائلة لاعطاء توضيحات ولم يخجل من الادعاء بان منزل قيساريا غير فارغ. فهناك طوال الاسبوع حراس ومن الواجب التنظيف من بعدهم. يبدو لي ان سارة نتنياهو حتى قد فقدت الاحساس بسماع نبضات الاصوات. حراس داخل المنزل في قيساريا؟ يا لطيف. ذلك لاننا نعرف ان ضيوف نتنياهو حتى لا يستطيعون ان يطأوا باقدامهم ذلك المنزل.

 

وان اعتقدنا ان الميزانية المضخمة التي انفقت على الشموع ستقلل من الحساب المدفوع للكهربائي يتبين لنا ان العائلة تحتاج رغم ذلك الى كهربائي خاص، وليس أي كهربائي، وانما واحدا يتوجه لمنزل قيساريا كل اسبوع حتى في يوم عيد الغفران ليربح خلال ثلاثة اشهر اكثر من 10 الاف شيكل. وبالصدفة يكون هذا الكهربائي صديقا لعائلة نتنياهو وموظفا خلافا لتوصية لجنة خاصة لهذا الامر.

 

هذا ولم نتطرق بعد للنفقات على الملابس والتجميل وتصفيف الشعر التي وصلت في احدى السنوات التي جرى فحصها الى 144 الف شيكل. والنفقات على طلبيات الاكل من دون حساب التي صرفتها العائلة من المطاعم الفاخرة. من المثير ان نفكر بعدد اطنان الشنيتسل والبيرة التي يمكن شرائها باكثر من 70 الف شيكل.

 

إذن الامر كما قلنا ليس المنزل، وانما اصحابه. وحتى ان لم تكن المسألة جنائية – فانها مثيرة للقرف.

 

سارة نتنياهو تحاول من خلال فيلم المنزل دحض الاشاعات حول الترف والاصراف وحتى هوسها بالنظافة والترتيب. هي كانت مستعدة لفتح خزانة غير مرتبة امام انظارنا فقط حتى تبرهن عن أنها ليست كما يظنون. هذه الخديعة السينمائية انطلت على الكثيرين. انصار نتنياهو اصطفوا من خلفه كالعادة. ولكن ماذا عن مئات الاف المترددين الحيارة. ماذا يظنون اليوم غداة تقرير مراقب الدولة الذي يبرهن ان كل شيء صحيح، وان المسألة هي مسألة ترف واصراف وبخل مقزز. وانصراف رئيس الوزراء الذي لا يتوقف الى مسائل هامشية، وحقيقة ان عائلة نتنياهو لا ترى الناس من مسافة متر، وانهم يتعاملون مع العاملين لديهم كالخدم. وان القيصر والقيصرة يعتقدان بانهما يستحقان كل شيء، وانهما ليسا مستعدان لصرف اغورة واحدة من مالهما الخاص حتى ان كان الامر على حساب من يعملون من اجل كفاف يومهم.

 

إذن ما المهم هنا ان كان الامر جنائيا أم لا. ما الذي فعله خلال سنواته الست ليبرر اغماض اعيننا عن مثل هذا السلوك الفاسد والنزعة الاستعراضية وحكم الزوجين اللذين يعتقدان ان كل شيء متاح لهما.

 

لا تخطئوا الظن. المسألة ليست مسألة منزل، وانما هي اصحاب هذا المنزل.