خبر أبو مرزوق: نرفض مطالب بلير بشأن القبول بحل الدولتين كنهاية للصراع

الساعة 05:37 م|17 فبراير 2015

فلسطين اليوم

أعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق اليوم الثلاثاء، رفض الحركة لمطالب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير بشأن القبول بأن حل الدولتين نهاية للصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وليس شيئاً مؤقتاً.

وقال أبو مرزوق في بيان نشره على صحفته على موقع (فيس بوك) « بالتأكيد يعلم بلير بأن أي اتفاقيات ظالمة لا يمكن أن يكتب لها الحياة، وأي اتفاقيات تفرضها موازين القوى الحالية لا يمكن أن تبقى عند تغيير موازين القوة، ويعلم أيضاً أن الآمال والطموحات والهوية والارتباط بالأرض والمعتقد لا يمكن أن تُزيلها أو تُغيرها توقيع زعيم أو موافقة فصيل ».

وأضاف أن « حماس حركة لن ترضى بالظلم، حتى وإن تعايشت معه مرحلة من المراحل، ولن تقبل أن توقع على مصادرة حقوق وآمال شعبنا الفلسطيني ».

وتساءل أبو مرزوق « لماذا نطالب (إسرائيل) بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم في وطنهم، وتطبيق قرار الأمم المتحدة بإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم وممتلكاتهم، ثم نطالب حماس فقط وليس فتح والشعبية والديمقراطية والجهاد وباقي الفصائل الفلسطينية، بالتنازل عن حقوق شعبنا، وبشكل نهائي ».

واعتبر أنه « يجب أن يوجه بلير حديثه (لإسرائيل) هل تقبل بدولة فلسطينية في حدود 67 والقدس عاصمة لفلسطين؟ هل يقبلون ترك المستوطنات وترك الاستيلاء على أراضي الضفة؟ أم لازالت اهتماماتكم تتجاوز الضفة الغربية لابتلاعها وفرض سياسة الأمر الواقع عليها ».

وكان بلير وجه عدة مواقف خلال زيارته لعدة ساعات إلى قطاع غزة لعدة ساعات، اعتبر أنها ضرورية لتحسين الأوضاع في القطاع بما يسمح بإعادة إعماره كبوابة لحل القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين للتسوية مع الكيان الإسرائيلي.

وعلق أبو مرزوق على ذلك « اليوم يتحدث بلير مرة ثانية، باسم المجتمع الدولي، واضعاً سلاح المقاطعة والحصار وتجفيف المنابع، جانباً، ليستخدم المأساة التي اقترفها العدو الإسرائيلي بتدمير بيوت أهل غزة، وتركهم وأطفالهم في العراء، بل أصبحت بيوتهم مزارات لأمثاله فلا إعادة إعمار ولا تحسين لمستوى المعيشة إلا بشروط ».

وحول مطالبة بلير لحماس بإنجاز المصالحة على قاعدة القبول ببرنامج سياسي فلسطيني قاعدته دولة فلسطينية في حدود 67، قال أبو مرزوق إن « المصالحة الفلسطينية قد تم إنجازها، ولا أدري ما هو المطلوب أكثر من حركة حماس، ها هي الاتفاقية التي تم التوقيع عليها ونحن مع تنفيذ كل بند تم التوقيع عليه وبدون استثناء؟ ».

وبشأن مطالبة بلير لحماس بإعلان أنها حركة فلسطينية لتحقيق أهداف فلسطينية وليست جزءاً من حركة إسلامية ذات أبعاد إقليمية، أكد أبو مرزوق أن حماس « حركة تحرر فلسطينية بحاجة إلى كل من يساعدنا من دول وحركات ».

وأضاف « ليس من مصلحتنا ولا من برنامجنا، معاداة أي طرف مهما كان الاختلاف في الأيدلوجية أو في السياسات، ومساحة عملنا المقاوم فلسطين، ولم نمارس أي عملية خارج فلسطين حتى ولو كانت رداً على اعتداء، كما حدث في حالات الاغتيال لقيادات وكوادر من الحركة عبر العقود الثلاثة الماضية ».

وذكر أن « قاعدة برنامج حماس المقاومة ومواجهة الاحتلال والحركات الأخرى حركات قاعدتها، وبرنامجها الأساس، برنامج إصلاحي، فلا يمكن أن نقارن بين هذين البرنامجين ».

وتابع قائلا: « تحالفاتنا وعملنا السياسي مساحته الساحة الفلسطينية وقواها السياسية، فتم تشكيل تحالف الفصائل العشر، وتحالف القوى الفلسطينية، ودخلنا الانتخابات ملتزمين بالقانون الأساسي الفلسطيني، وتم الاعتراف من قبلنا بِ منظمة التحرير ونعمل على دخولها والاندماج ببرنامج سياسي متفق عليه ».

وبشأن مطالبة بلير لحماس بتوجيه رسالة طمأنة لمصر بأنها -أي حماس- ليست قاعدة للإرهاب في سيناء، وأنه سيكون هناك تفاوضاً مع الحكومة المصرية لمنعه، فأكد أبو مرزوق أن « مصر بالنسبة لنا ليست مجرد دولة جارة وأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، مصلحة فلسطينية مطلقة وقوتها قوة للشعب الفلسطيني ».

وقال « لا أحد من بين العرب بحاجة لمصر على هذه الصورة مثل الفلسطينيين، وخاصة سكان قطاع غزة، ولا يمكن أن يكون القطاع مكاناً لإيذاء مصر، أو وقوع ضرر لها، ولم نهمل أي اتصال أو لم نتعامل معه بجدية ومسؤولية خاصة حينما يتعلق الأمر بأمن مصر، وقطعاً لن تكون غزة مرتعاً للإرهاب أو موطناً لأية حركات مصرية أو غيرها ».

وأضاف « أما العلاقة فهي بين طرفين (حماس ومصر) ويجب أن يقرر هذه العلاقة الطرفان، فكيف الأمر وهناك حملة إعلامية وقانونية على حماس، عبر إدعاءات بإسناد الأعمال الإرهابية ومواجهة الجيش والشرطة لها، وجميعها افتراءات ظلماً وعدواناً، وليس لنا حق الدفاع عن النفس، أو حتى التواصل مع القوى السياسية لإبداء وجهة نظرنا ».

وشدد أبو مرزوق « رغم ذلك فسياستنا في حماس هي حفظ أمن مصر واستقرارها، وعدم التدخل في شئوونها الداخلية، والحفاظ على استقرار وحدتها، وهذا أمر مسلم به عند حماس ولا نقاش فيه ».

وخلص نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إلى التأكيد أن الحركة هي حركة فلسطينية عربية إسلامية مقاومة، تسعى لتحقيق آمال شعبها الفلسطيني بالعودة والحرية والتحرر، وأهم أولوياتها في هذه المرحلة المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، ووحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده.

كما أكد حرص حماس على العمل بتوافق وطني لانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الضفة الغربية والقدس المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، بكافة الوسائل المتاحة، والسعي لعلاقات متميزة مع كل الأشقاء لا سيما مصر العزيزة.