خبر لماذا نذرف دموع الفرح ؟

الساعة 08:53 م|16 فبراير 2015

فلسطين اليوم

هل تساءلت يوماً عن السبب الذي يجعلنا نبكي عندما نكون سعداء ؟

الجواب ببساطة هو أننا بهذه الطريقة نتفاعل مع الأحداث الجيدة بطريقة سلبية، فمؤخراً اكتشف العلماء أن الدموع هي في الواقع استجابة منطقية للفرح، حيث قامت الطبيبة النفسية (أوريانا أراغون) من جامعة ييل بإجراء سلسلة من الدراسات أظهرت أن البكاء هي طريقة الجسم “لاستعادة توازنه العاطفي” وذلك خلال الفترة التي يتعرض فيها للأحاسيس بشكل مكثف، إذ تطغى المشاعر الإيجابية عند الشعور بالفرح، وتبرز الحاجة إلى موازنة هذه المشاعر بأخرى سلبية، فتذرف دموع صاحبها دون أن يعلم السبب، وإن الأشخاص الذين تبدو عليهم ردة الفعل هذه، يتعافون بطريقة أفضل من تلك العواطف القوية.

واحتوى التقرير الذي نشر في مجلة العلوم النفسية، على أمثلة مختلفة للاستجابة بشكل سلبي على المشاعر الإيجابية، مثل بكاء الزوجة عند عودة زوجها الجندي من الحرب، أو صراخ المراهقات عند حضور حفلات نجومهن المفضلين، وقد بيّن التقرير أيضاً أنه بطريقة مماثلة لما سبق، فإنه عندما يقوم الكبار بقرص وجنتي طفل صغير لطيف، فإن هذا يدل على المظاهر العدوانية التي تمثل الشعور بالعطاء.

وقامت (أراغون) وزملاؤها بتحليل ردات فعل المشاركين في الدراسة في مختلف السيناريوهات، ووجدوا أن الأفراد الذين يتخذون موقفاً سلبياً من الأخبار الإيجابية، تمكنوا من تعديل حالتهم العاطفية الجياشة بشكل أسرع، كما وجد الباحثون أيضاً أن الأشخاص الأكثر عرضة للبكاء أثناء حفل تخرج أبنائهم، هم أكثر ميلاً لقرص طفل صغير من وجنتيه عندما يجدونه لطيفاً.

وإضافةً لما سبق، فقد وجد الباحثون أيضاً أنه يمكن أن يحدث الأمر بشكل معاكس، حيث يمكن في كثير من الحالات أن يتم التعبير عن المشاعر السلبية بطريقة إيجابية، كما يحدث عندما ينفجر البعض بالضحك عند المرور بأوقات عصيبة، وأكدت الدكتورة (أراغون) أن هذه النتائج التي خلصت إليها الدراسة، يمكن أن تساعد على فهم أدق حول كيفية تعبير الأشخاص عن مشاعرهم والسيطرة على عواطفهم، بطريقة لا يفهمونها هم أنفسهم في كثير من الأحيان، بما ينعكس على صحتهم النفسية والجسدية وعلاقاتهم مع الآخرين.