بالصور أين المسؤولين.. حي بغزة يفرخ المرضى والمعاقين ويعيش حياة خرافية!

الساعة 04:46 م|16 فبراير 2015

فلسطين اليوم

على الرغم أنه لا متسع في غزة لمصائب وكوارث جديدة؛ إلا أن مصائب متعددة وجدت فسحة في حي للتجمع فيه، حيث تراكمت الأمراض، والعوز، والإعاقات بنوعيها الجسمانية والعقلية، وانعدام المرافق الخدماتية، الي جانب ضعف البنى التحتية المتمثلة بالكهرباء والماء والصرف الصحي.

حي المغراقة « شرق الواد » يعيش حياة خرافية لأسباب عدة سردها أهالي الحي وفريق مبادرون الشبابي، حيثُ أجملوا الأسباب في ثلاثة جوانب وهي « التهتيل » الحكومي، والمؤسساتي الخيري، وضعف ثقافة أهالي الحي في الدفاع عن حقوقهم.   

ويفتقد الحي لأدنى مقومات الحياة، حيث أن غالبية المنازل مشيدة من الطوب، والواح الزينكو، والاسبست، وعسف النخيل، كما انه لا يوجد عيادات حكومية أو خاصة بالمنطقة، إضافة لضعف البنية التحتية، حيث لا تتوافر أعمدة كهرباء، أو مصارف لمياه الصرف الصحي، أو خزانات للمياه على الأقل مقارنة بالأحياء الأخرى.

وحسب متابعة وكالة « فلسطين اليوم » الإخبارية فنادراً ما تزور المؤسسات الخدماتية والخيرية، على الرغم من الحاجة الماسة التي يتطلب فيها تواجد تلك المؤسسات في مثل تلك الأحياء.

نسبة المرض والإعاقات في ذلك الحي الذي تسكنه 1500 أسرة في أقل التقديرات تتخطى 65% اغلبهم أمراض مكتسبة نتيجة قلة الرعاية الأولية، ونتيجة عملهم في جمع المواد البلاستيكية والحديد من النفايات، إضافة لعملهم في رعاية المواشي.

وحسب إفادة عدد من أهالي المنطقة أن الإعاقات في الحي بدأت تصيب الأطفال عبر طريق تقليد المعاقون سلفاً، بالإضافة الي قلة رعاية الأسر المعاقة، مع غياب ثقافة التعامل مع المعاقين بالحي، فإحدى المعاقات وضعت داخل قفص حديدي، وأخرى ربطت من ذراعها خشية الهروب الي أحياء مجاورة.

أحمد موسى (50 عاماً) والذي رفض الإفصاح عن هوية عائلته أكد أن جميع العائلات في المنطقة تعاني الفقر والمرض، ولا تتلق أية مساعدات من أي جهة كانت.

ويوضح موسى أن مشكلة الحي قائمة منذ أكثر من 30 عاماً، وان الإهمال الحكومي من جانب والمؤسساتي من جانب آخر تسبب في تلك الكارثة.

وأشار أن الحل الوحيد يكمن في قرار حكومي بتبني المنطقة وإرسال حملات إغاثية متعددة للمنطقة، لافتاً أن المنطقة بحاجة إلى قرار ضخم للخروج من الكارثة، محذراً من استمرار التهتيل في الحي.

كما وتعرض الحي خلال السنوات الماضية الي كوارث اكبر من حجمه حيث فيضان الوادي، ومنخفض اليكسا، ومنخفض هدى، والقصف الصهيوني على مدار الحروب الثلاثة الماضية.

رئيس فريق مبادرون الشبابي التطوعي سامح سكيك يقول في مشاهداته للمأساة التي يعيشها الحي :« عند دخولنا الحي وللوهلة الأولى لم نكن نتوقع أن يكون هذا المكان في غزة، الحي غير مؤهل أن يقطنه الدواب فضلاً عن الإنسان، مقومات الحياة في الحي معدومة حيث لا صحة ولا خدمات والفقر والمرض سيدا الموقف في الحي ».

وأوضح أن عدد كبير من السكان بلا سكن يستعيضون عن المسكن بخيم تالفة، وجدوها في مكبات النفاية، مبيناً أن نسب المعاقين وأصحاب الأمراض المزمنة ضخمة للغاية وأنهم بحاجة الي رعاية صحية عاجلة.

وأضاف :« المواطنون في حي المغراقة ليسوا بحاجة الي مساعدات إنسانية عاجلة بقدر أنهم بحاجة الى قرار حكومي من رأس الهرم لمعالجة المشاكل الاقتصادية، والصحية، والاجتماعية ».

وتابع :« عند دخولي للحي أثارني مشهد معاقة تسمى سوسن تُحبس في قفص حديدي بشكل يتنافى مع أدمية الإنسان، ومشهد عجوز تقول بلهجتها البدوية وهي تجلس في العراء وقت منخفض هدى قلبي بيوجعني ولا يوجد طبيب في المنطقة ولا أعرف علة الوجع ».

وحذر سكيك من استمرار الإهمال في حي المغراقة « شرق الواد » مشيراً أن الحي بات « يفرخ » أعداد كبيرة من المعاقين وأصحاب الأمراض المزمنة، ومنبع لانتشار الجهل.

ومن ناحية أمن قومي يستوجب على الجهات المعنية الحكومية الفصائلية والمؤسساتية معالجة تلك الكارثة التي باتت تهدد القطاع وأشبه بقنبلة موقوتة من جميع النواحي..

كلمات دلالية