خبر ممنوع تغطية المظاهرات- هآرتس

الساعة 10:27 ص|16 فبراير 2015

فلسطين اليوم

الصحفيون الفلسطينيون لا يستوعبون - 

بقلم: عميرة هاس

في السنوات الاخيرة ارتفع عدد الاعتداءات الجسدية على مراسلي ومصوري الاخبار في الضفة من قبل الجيش بهدف قمع المظاهرات الشعبية ضد المستوطنات. ولكنهم يعانون من صعوبة الفهم ولا يفهمون الرسالة.

طلقة حية اصابت ساق الصحفي  بشار صالح في 5 كانون أول 2014 في كفر قدوم؟ اليسوا هدافين ممتازين؟ اليسوا جنودا ممتازين يؤدون عملهم بإخلاص؟ اليسوا مفخرة لكل أم، اب وقائد؟.

لم يعرِّض صلاح حياتهم للخطر، مدججين بالسلاح ومحميين حتى قمة الرأس، لم يكن هناك ادنى احتمال لصحة ادعائهم بأنهم فعلوا ذلك دفاعا عن النفس (لو أن احدا في الجيش اتعب نفسه كي يبحث ذلك معهم) – ادعائهم سبق وان تم تداوله عبر الجواب الذي قدمه المتحدث باسم الجيش لصحيفة « هآرتس » (المقالة 13 آذار).

اصابة صالح لم تتحول إلى عنوان في وسائل الاعلام الاسرائيلية، ولهذا السبب اعود للكتابة عنها. ونظرا لقلة اهتمام الجمهور فلن تتخذ اية اجراءات قانونية وجادة علنية،  تثبت بأن الضباط لا يشجعون الجنود على إطلاق النار على المصورين الفلسطينيين.

ولان إصابة مصوري الصحف الفلسطينية بأيدي الجنود الاسرائيليين لا تهمنا، لذلك لم تعد تطرح الأسئلة لماذا على الجندي الاسرائيلي ان يطلق النارعلى صحفي فلسطيني،    والذي غطى المظاهرة الشعبية في كفر قدوم؟ لقد هرب كسائر المتظاهرين من سيارة ضخ الماء النتن، الاختراع الاخر للابداع القتالي الإسرائيلي، واتخذ له مركزا بعيدا نحو 80-100 متر عن جنديين في وضعية القنص وثلاثة من حرس الحدود واقفون.

لو أن إصابة صلاح كانت حالة منفردة، لاسترحنا، ولكن كما لاحظ الصحفيون الفلسطينيون، ففي السنوات الاخيرة يوجد تزايد مستمر في العنف الاسرائيلي الموجه نحوهم. « مدى »، المركز الفلسطيني للحوار وحرية الصحافة يوثق شهريا الاصابات الحادثة للصحفيين من قبل السلطة الوطنية ومن قبل السلطات الاسرائيلية. وهو يصنف الاصابات التي يسميها خروقات ضد حرية الصحافة – لعدد من التصنيفات: اعتداءات جسدية،  (الضرب واحيانا اطلاق النار)، تأخيرات واعتقالات (على سبيل المثال، لكتاب الاوضاع في الفيسبوك)، المنع من التغطية، اقتحام مكان العمل او البيت، مصادرة المواد، سد الطريق، التهديد، التحقيق ومنع السفر.

توثيق الاعتداءات الفلسطينية على الصحفيين الفلسطينيين مثير، أنا واثقة بأن مقالة حول هذا الموضوع سوف تثير اهتمام القراء الاسرائيليين، ممن لا تثيرهم الاعتداءات الاسرائيلية على الصحافة الفلسطينية. لذلك اعود مرة اخرى للكتابة عن الاعتداءات الاسرائيلية.

في التقرير النصف سنوي لعام 2014 احصى « مدى » 132حالة اعتداء إسرائيلي على حرية الصحافة في الضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية). في الشهور الستة الاولى عام 2013 احصت الجمعية 78 اعتداءا اسرائيليا في حرية العمل وحرية التعبير للصحفيين الفلسطينيين. وفي ذات الفترة عام 2012 احصى 67 اعتداءا وفي 2011 تم تسجيل 44 اصابة. نلاحظ تزايد واضح. في كل سنة تشكل الاعتداءات الجسدية المباشرة على يد الجنود والشرطة كنصف كافة الإعتداءات: 44 في النصف الاول من عام 2011، 31 في نفس الفترة عام 2012، 43 في النصف الاول من 2013، و64 في الفترة المقابلة عام 2014 (اجمال النصف الثاني من عام 2014 ما زال قيد الاعداد. لقد جمعت النتائج الشهرية الصادرة عن “مدى” من حزيران حتى نهاية ايلول، ووصلت إلى 115 اعتداء اسرائيلي مختلف على الصحفيين الفلسطينيين في الضفة الغربية.

لماذا يعتدي الجندي الاسرائيلي على حرية العمل لصحفيين الفلسطينيين؟  الإجابة في غاية البساطة، وظيفة الجيش هي الحفاظ على حرية المستوطنين في الازدهار، لذلك مهمته تتمثل في قمع المظاهرات الشعبية الفلسطينية المناهضة للمستوطنات. وظيفة الجيش هي التخويف وردع من يغطون المظاهرات. لماذا يتزايد عدد الاعتداءات الجسدية؟ لأن الصحفيين الفلسطينيين يعانون من صعوبة الفهم، فهم لم يستوعبوا الرسالة انهم ممنوع عليهم تغطية المظاهرات الممنوعة.

تعويضات للكيبوتس

بمناسبة التقرير المتعلق بشبهات فساد في سلطة أراضي اسرائيل، نشر هنا قبل أربعة اعداد قصة أراضي قاعون، شمال غور الاردن: قبل نحو 30 سنة حولت ادارة اراضي اسرائيل ارضا خاصة لسكان القرى الفلسطينية بردلة وطوباس لصالح كيبوتس ميراف، من حركة الكيبوتس المتدين. أدارة (مصلحة) اراضي اسرائيل ليس لديها سلطة على الاراضي المحتلة عام 1967، اقرت السلطة بالخطأ قبل نحو 3 سنوات، لكن الارض لم تعد لاصحابها الاصليين وما زال الكيبوتس يستغل الارض كما صرح ل« هآرتس » احد قادة الكيبوتس ميراف، ولأسباب تقنية لم يتم نشر رد ادارة اراضي اسرائيل في حينه، اوردها هنا كاملة.

"عمل المسؤولون في سلطة اراضي اسرائيل على تصحيح الخطأ منذ ان تم الاطلاع عليه. تم اقامة عدد من اللقاءات مع الكيبوتس، سلطة الاراضي أعلمته بضرورة إخلاء الارض مباشرة،  قسم من الاراضي المستغلة كانت موجودة في المساحة الدائمة للكيبوتس وقسم آخر محتفظ بها بقوة الإيجار السنوي. بالنسبة للاراضي المؤجرة فصليا لم يتم تجديد العقد مع الكيبوتس وبالنسبة للاراضي الدائمة فقد تم اخراجها من هذا التصنيف، يجري الان التفاوض مع الكيبوتس على حجم التعويض المطلوب من قبل الكيبوتس عن الاراضي الدائمة هذه، وعندما يتم ذلك ستعود الاراضي إلى اصحابها.